في 1841 تم قتل جندي بريطاني في كابل بأفغانستان إسمه أليكسندر بيرنز فأرادت بريطانيا العظمى الانتقام وأرسلت 16500 جندي لم يعد منهم إلا طبيب ليحكي روايات مرعبة عن المقاتلين الأفغان.. "بالمناسبة لا يختلفون في شيئ عن طالبان اليوم".
تمت مطاردة هذا الجيش إلى جلال أباد حيث أبيدوا عن آخرهم!
وكانت تلك أكبر هزيمة في تاريخ المملكة التي لا تغرب عنها الشمس ..ثم توالت حملات الانتقام والتي كانت تعود منكسرة كل جولة إلى غاية الأعتراف بالهزيمة واستقلال أفغانستان في 1919…
بعدها بسنوات جاء الدور على الروس… ثم عاودت الكرة الولايات المتحدة.
والنتيجة واحدة… بقيت أفغانستان وفية لسمعتها كمقبرة للإمبراطوريات!
معضلة أفغانستان الكبرى في الجغرافيا فهي دولة حاجز (Buffer state) كما تصفها علوم الجيوبوليتيك.
ويعني ذلك بالنسبة للإمبراطويرات أن التحكم فيها ضروري لحكم العالم.
فكانت دوما جزءا من صراع الكبار ومن سوء حظ هؤلاء أن شعب تلك المنطقة ليست لديه القابلية للإستعمار.
وبقي بسيطا لم يتلوث بأمراض الحضارة.
فالمعادلة عندهم بسيطة لا أيديولجية تحكمها غير رفض المستعمر مهما كان.
يوجد كتاب من أشهر ما كتب عن الموضوع ويعتبر مرجعا تاريخيا وسياسيا لا يستغني عنه أحد لفهم طبيعة الصراع على هذا الجزء من الجغرافيا…
اللعبة الكبرى لبيتر هوبكيرك (The great game by Peter Hopkirk).
ولكل من يدرس الجغرافيا السياسية أصبح معنى اللعبة الكبرى مرادفا لما حدث من صراع بريطاني روسي ضمن تلك المنطقة في القرن التاسع عشر.
حينما تقرأ هذا الكتاب وغيره من الكتب المنهجية تدرك مدى سذاجتك حينما تصدّق أن أمريكا دخلت أفغانستان بسبب بن لادن!!
وأن الصراع من المضحك اختزاله في “جهاد” و “ارهاب” أو الزاوية الضيقة إسلامي علماني !!
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.