توقفت بشدة أمام خبر نشرته إحدي الصحف اليومية اول أمس، مفاده أن أربعة منحرفين قاموا باختطاف فتاة مختلة عقليا ث اضرموا النار في جسدها بعدما اعتدوا عليها جنسيا..
اصابني هذا الخبر باستهجان كبير لشعوري بأننا أصبحنا نعيش في مجتمع تنصل من مسؤوليته.. والمؤكد أن الكثير سمع عن تعرض مواطنين الى عمليات اعتداء من هذا النوع.. وامامي امثلة كثيرة يصعب حصرها ولكنها تشير في غالب الأحيان إلى الفوضى التي نعيش فيها..
فمثلا .. احيانا تسمع امراة أو عجوز تصرخ في عز النهار لانقاذها من لصوص حاولوا سرقة مجوهراتها أوهاتفها النقال.. لكنك ترى الناس من حولها يتفرجون عليها وكأن شيئا لا يحدث.. ! الناس عندما يشاهدون اي حادث مأساوي يحتشدون طوابير ليتفرجوا على الضحايا والمصابين وكأنه فيلم سينمائي !..
للأسف الشديد يتصور البعض أن ذلك من مسؤولية أجهزة الأمن لوحدها.. صحيح أن مهمة رجال الأمن هي حماية الأفراد والممتلكات.. لكنها لا تكتمل مهمتها إلا بتعاون من الجميع.. لايمكن أن يكون الشرطي متواجد في كل مكان.. الاشكالية هنا ليست في تقصير من رجال الأمن انما لأن أحدا لم يعد يتحمل مسؤوليته تجاه هذا المجتمع..
وأن الناس تغيرت عقلياتهم وأصبح معظمهم أنانيين لا يهمهم الغير.. “تخطي راسي” هذه العبارة لا تدل إلا على غياب روح التعاون والتراحم بين فئات المجتمع.. السارق لما يسرق على مرأى من الجميع لأنه يعلم بأن الشهامة انتقلت الى العالم الآخر..
لو عدنا الى الوراء قليلا.. إلى سنوات الارهاب مثلا نجد أنه عندما شعر الناس بالخطر.. تحولوا إلى رجل واحد لمواجهته.. فنجحوا في حماية أنفسهم وأموالهم.. ومن هنا يجب أن نستوعب الدرس.. لو تعاون الجميع على محاربة الجريمة بأنواعها فسوف ننجح في صناعة أجواء أكثر استقرار وأمنا.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.