يقولون إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ، لكن في بعض الحالات لا يصبح الصمت لا من فضة ولا من ذهب .. لأن وزير التربية الوطنية " بابا أحمد " يجب أن يخرج عن صمته ويتخذ القرار المناسب ، فالسكوت لم يعد ينفع في مثل هذه الظروف ..

ماذا سوف يحدث لو نزل إلى مديرية التربية بالجلفة ، وتكلم  و تفاوض مع النقابات التي تغلق مقر المديرية و تعتصم منذ عدة أيام احتجاجا على قراره بتعيين أمين عام سابق و ” معاقب ”  في منصب مدير تربية بالجلفة .. ؟

الاعتصام  يدخل يومه الرابع والنقابات تهدد بالتصعيد .. لأنها شعرت بعدم التفاعل مع مطلبهم  ومشاكل القطاع ..  وخسارة كبيرة أن تتأزم الأوضاع أكثر  من ذلك .. لأن الضحية دائما هو المواطن البسيط ..  

طبعا  لو كنت مكانه ، لأستقليت سيارتي على جناح السرعة  ونزلت إليهم .. بالتأكيد سوف أجد النقابات المعتصمة  والمتضامنين معهم  في انتظاري  يحملون جملة من المطالب في مقدمتها  الرجوع عن قرار تعييني  الشخص الغير  مرغوب فيه  في منصب مدير التربية في ولايتهم .. و سوف أستمع إلى أسباب رفضهم للقرار وأسجلها و أبحث في طلبهم ..  فإذا كانوا أصحاب حق أعطيهم  حقهم  ؟ وإذا كانوا أصحاب مصالح و تصفية  حسابات أزيح   القناع عن مطالبهم و أفضحهم أمام الرأي العام .. 

لأني أعتقد بأن الوزير إذا تصرف بهذا الأسلوب المتحضر  سوف يعزز ثقته في  الجميع ، ولا علاقة  لسيادته  عندما يتراجع  عن قراره  كما يزعم  البعض .. لأن  السيادة  تهتز عندما يستمر الاعتصام و تعطيل مصالح الناس .. ثم أني أعتقد أيضا بأن زمن السيادة  التي لا تجلب إلا العداوات  وتخلق المشاكل و الأزمات قد انتهى بلا رجعة ..

 أحد نواب البرلمان قالي لي بأنه يعرف ” با با أحمد ”  منذ كان رئيسا لجامعة البليدة ، و يحسب له الحكمة و ذكائه في إدارة  الأزمات ، وهو مسؤول ناجح  كان من المفترض أن يدير هذه الأزمة وهو يرتشف فنجانا  من الشاي .. يقول محدثي . 

 بقي أن أؤكد أنه أمام وزير التربية فرصة ذهبية ، تتمثل في ضرورة الإستجابة  لمطالب هذه  النقابات التي توحدت لأول مرة في التاريخ  و تضامنت معها جميع شرائح المجتمع المدني ، فأتمنى  أن لا يضيعها ..