الجاسوس المسموم!.. تجري حاليا حرب كلام وديبلوماسية بين لندن وموسكو وسببها تسميم جاسوس روسي عميل للغرب، الجاسوس سلمته موسكو إلى بريطانيا في صفقة تبادل الجواسيس المزدوجين، الرجل عقيد روسي يعيش في مدينة سالسبري جنوب غرب لندن... قبل أيام وجدوه مع ابنته فاقدي الوعي في حديقة بالمدينة.
لندن اتهمت موسكو وتهدد بالعقوبات ضد الروس، وبوتين يرد محذرا لا تهددوننا بالنووي وعليكم إثبات هوية الفاعل.
تدخل وزير خارجية أمريكا تيلرسون وقال أن موسكو هي التي سممت العميل، هذا التدخل عقد الأمور، ودفع الرئيس ترامب إلى طرد وزير خارجيته بطريقة مهينة عبر تويتر دون إخباره بذلك، ثم صرح ترامب بأن أمريكا تقف بالتمام مع لندن.
ترامب يحيط نفسه بالجواسيس والمتشددين
بعد طرد وزير الخارجية تيلرسون بسبب تصريحه واتهامه لموسكو بتسميم الجاسوس الروسي في بريطانيا، وبسبب معارضته للقاء كيم رئيس كوريا الشمالية، لجأ ترامب إلى جلب رئيس السي آي آي ليترأس ديبلوماسية الجوسسة كوزير خارجية جديد، ودفع بترقية جاسوسة كبيرة إلى مديرة وكالة الاستخبارات المركزية…
ولنلقي نظرة وجيزة على الشخصيتين لمحاولة فهم تحركات ترامب المستقبلية.
جينا هاسبل مديرة السي آي أي… ومايك بومبيو وزير خارجية
جينا جاسوسة لمدة ثلاثين سنة، وهناك من يصنفها مجرمة حرب لأنها أشرفت على مراكز سرية لوكالة المخابرات وأشرفت على تعذيب زعماء القاعدة بطرق همجية في تايلند… وترأست مركز الوكالة في لندن.
مايك بومبيو رئيس جينا كمدير للمخابرات يعرف عنه عداءه الشديد لإيران، ويرجع أزمات اليمن والعراق وسوريا إليها.. وهو معارض لاتفاقية إيران النووية ومعارض لحكم الأسد… فهل ترامب مقبل على التصعيد مع روسيا وإيران؟
الرئيس الأمريكي وجه رسالة الى بوتين، نحن مع بريطانيا نوويا… وذلك ردا على تهديد بوتين للندن واتهامها بالتلويح بالسلاح النووي في قضية الجاسوس الروسي المزدوج والذي تعرض إلى التسمم خارج لندن.
كيم على الخط
يقول الخبراء أن طرد دونالد ترامب لوزير خارجيته سببه كوريا الشمالية حيث غرد ترامب ”تيلرسون يضيع وقته بالحوار مع رجل الصاروخ الصغير”.. وهذا يعني أن الرئيس يريد التعامل مع خطر كوريا الشمالية بطريقة أخرى مباشرة وهي الجلوس مع الرجل السمين القصير على الطاولة وطرح كل شيء.
قبل أيام فاجأ الرئيس الأمريكي الجميع بتصريحه أنه وافق على لقاء رئيس كوريا الشمالية بوساطة كوريا الجنوبية صديقة واشنطن، تصريح لم يعجب الوزير تيلرسون وأنتقده ودفع الثمن بفقدانه لمنصبه.. الوزير أراد التفاوض بالدبلوماسية وترامب يسلك سلوك الكاوبوي.
من المعلوم أن كوريا الشمالية تغيض واشنطن بتجاربها النووية، وبتهديدها للجيران، وبعلاقتها بإيران، وهي من جهة أخرى شبه محمية من طرف جارتها الصين وروسيا إلى حد ما، الرئيس ترامب يحاول التعامل بطريقة الجزر والعصا، وكوريا ستقبل الجزر ولكنها ستقاوم العصا.
الخلاصة..
هذه هي لعبة الأمم النووية تهدد العالم، من جهة بين موسكو ولندن وحليفتها واشنطن، ولعبة بين واشنطن وحلفائها سيول وطوكيو من جهة وكوريا والصين من جهة أخرى، ثم يأتي مشكل الشرق الأوسط وإيران حيث تحاول روسيا أن تكون لاعبا أساسيا في المنطقة، بينما تصر واشنطن على استرجاع نفوذها الذي فقدته مؤخرا في سوريا، وهذا هو سبب جلب ترامب للجواسيس الخبراء في شؤون إيران والقاعدة وداعش الى إدارته.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.