زمان.. كان معلمنا في الابتدائية في ٱخر يوم من السنة الدراسية يختار أحسن الكراسات الأكثر تنظيما ليعرضها على باقي التلاميذ فيصفقون لها طويلا، ثم يحتفظ بها في خزانة القسم حتى تتعرف عليها الأجيال اللاحقة.
كنا عندما تتكاثر علينا الكراسات في البيت أو في القسم نحرقها في مكان معزول حتى لا تدوس الأقدام لغتنا العربية الجميلة وما قد تحتويه الصفحات من آيات قرٱنية وأحاديث نبوية شريفة.
زمان.. كان معلمنا يطلب منا في ٱخر يوم دراسي أن نكتب على ورقة شعورنا نحوه ونحو مدرستنا وزملائنا وأمانينا التي نحملها نحو المستقبل.
زمان.. كنا نودع مدرستنا بتنظيفها..
اليوم.. هالني أن تلاميذا في بعض المؤسسات التربوية وبعد أن أحرقوا مآزرهم وكراساتهم أمطروا مدارسهم وحتى سيارات معلميهم وأساتذتهم بالحجارة!!
ترى أي تدمير لحق بمدرستنا إلى الدرجة التي تنتج لنا هذا النوع من التشوهات والعقوق لدى أطفال وتلاميذ في عمر الزهور..!
عندما يحمل التلميذ فوق ظهره محفظة لا يقل وزنها عن “شاريو” الخضر والفواكه، رغم أن الرئيس أمر بتخفيفها من أول يوم جاء فيه..
وعندما يُكلف التلميذ بمشاريع يدوية يقوم بها والداه بدلا عنه جهارا نهارا، ويُرغم تلميذ السنوات الاولى على دراسة الحساب والرياضيات والتربية العلمية وهو بالكاد يحفظ جدول الضرب.
وعندما تصبح كثافة المنهاج قريبة من الاشغال الشاقة على التلاميذ والمعلمين معا..
وعندما تستهلك طاقة الكادر التربوي في المطاعم والمدافىء والنقل والصيانة والاجتماعات التي لا تنتهي، بدل البحث عن الحلول التربوية للمشاكل المتراكمة..
وعندما يستقيل الأولياء من متابعة ومراقبة ومرافقة أبنائهم..
عندما يحدث ذلك وغيره من الإكراهات التي تتراكم في منظومة تربوية مريضة، لا يمكن إلا أن نرى مثل هذه المشاهد الحزينة.. تلاميذ يحتفلون بنهاية عامهم الدراسي بتخريب أقسامهم ويغادرون مدارسهم كأنهم يولدون من جديد..!
وصدق الإمام البشر الإبراهيمي عندما قال نتحمل سوء التغذية لأبنائنا لكننا لا نرضى لهم أبدا سوء التربية.
إصلاح المدرسة أولوية..
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 8415
… إنها الديمقراطية !!! إنها الديمقراطية ، يا سيادة الكاتب المحترم و القدير !!! فلم الغضب و الحنق ؟ فهذه هي ثمار الديمقراطية ، شئنا أم أبينا !!! وصدق من قال : يداك أوكتا و فوك نفخ ! والسلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته !…