لسنا على الإطلاق ضدّ التقارب بين الجزائر والمغرب، من منطلق العلاقات الأخوية العميقة بين الشعبين الجزائري والمغربي، لكننا لا نرضى بالتملق، من جهة، وإعادة الحرارة المفقودة في العلاقات بين البلدين، دونما تصفية الملفات العالقة، وعلى رأسها اعتذار القصر الملكي المغربي عن اتهامه للجزائر بالوقوف وراء تفجير فندق أطلس إسني بمراكش في 24 أوت من عام 1994، إضافة إلى طرح الملف الأمني بين البلدين على طاولة النقاش.
لكن بالضرورة وفي ظل تمادي المغرب في استفزاز الجزائر، والتحرش بها، وشن وسائل إعلامه حملة مسعورة بعد تصريحات وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، الأخيرة حول أموال الحشيش المغربي، والتي هي تحصيل حاصل، وسبق لمنظمات دولية أن أثارتها، قلت بالضرورة لن نقبل مبادرة الوزير الأول أحمد أويحيى إلى مصافحة الملك المغربي، بتلك الطريقة المهينة وأمام أنظار الرئيس الفرنسي ماكرون، فبصراحة لم أرَ أي مُسوّغ لهذه المصافحة، فالملك المغربي كان مشغولا بالحديث إلى ماكرون، عندما فاجأه أويحيى بالمصافحة، فهل يعني ذلك أن أويحيى أراد التملق للرئيس الفرنسي عملا بالمثل القائل “إياك أعني واسمعي يا جارة”، فلا أحد يجهل حجم العلاقات الفرنسية المغربية، ففرنسا دائما تساند الأطروحات المغربية خاصة في ملف الصحراء الغربية، وبالتالي هل تعني المبادرة بالمصافحة أن أويحيى أراد توجيه إشارة إلى فرنسا بأنه مستعد للتطبيع ولو بالخسارة؟
والحال كذلك هل يعني أن أويحيى قد انطلق في مُغازلة فرنسا حتى ترضى عنه وتدعم تشريحه للإنتخابات الرئاسية القادمة في الجزائر؟ أم أن أويحيى استشعر قرب رحيله من على رأس الحكومة، وبالتالي تودد إلى فرنسا عبر مُصافحة الملك محمد السادس علّ وعسى يدعمه ماكرون خلال زيارته المرتقبة للجزائر يوم 6 ديسمبر القادم؟
أسئلة عديدة تنتظر الإجابة وهو ما سنتركه لقادم الأيام.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.