تواجه اللغة العربية في عصرنا تحديات كبيرة أمام مد التغريب الزاحف والعامية الجارفة , فقد أشار تقرير منظمة اليونسكو لسنة 2006 أن اللغة العربية من اللغات التي تتجه نحو الموت وهي في انحصار مستمر خاصة مع وجود مساعي مشبوهة تحركها أصابع خفية تحاول الإجهاز على اللغة العربية .
ولو عدنا قليلا إلى الوراء لوجدنا دعوات مغلفة بالنصح طرحها عدد من المستشرقين تدعو إلى إحلال العامية محل الفصحى !! ولم يألوا المستعمرون جهدا في سبيل القضاء على اللغة العربية بنشر اللغات الأجنبية .
ولا ننكر وجود طائفة كبيرة من العرب تخجل من الكلام بالعربية لأنها لغة الماضي لا تصلح إلا للتندر ألم يقل الكاتب المصري سلامة موسى متهكما باللغة العربية : ( ورثناها من بدو الجاهلية في عصر الناقة ويراد لنا أن نتعامل بها في عصر الطائرة ) بل يريد بعضهم أن تصبح العربية كاللاتينية أو السريانية لا تتردد إلا على ألسنة الكهنة والقساوسة في المناسبات الدينية .
بل انتشرت في الآونة الأخيرة موضة التكلم باللغة الفرنسية كما في بلدان المغرب أو بالانجليزية كما في دول المشرق فيقف المسكين متشدقا بكلمات يلوكها في فمه ظنا منه أنه فوق الناس أو أنه على قدر عال من الثقافة والانفتاح !! والذي لم أفهمه لحد الآن كيف تنهار اللغة الفرنسية في أنحاء العالم إلا في الجزائر , لقد نعيت اللغة العربية عندنا بسبب السياسات التي ينتهجها مولانا صاحب الفخامة !! فأصابت جهود المخلصين في مقتل ممن سعوا لإعادة العربية إلى مكانها وعلى رأسهم المرحوم مولود قاسم نايت بلقاسم .
إن البلدان التي تحترم نفسها تعتز بلغتها وبرصيدها الثقافي واللغوي ولا تخجل من لغتها الرسمية فاليهود أصروا على إحياء العبرية رغم انقراضها والفنلنديون تقدموا بتمسكهم بلغتهم التي لا يكاد يستعملها 0.1 بالمائة من سكان العالم . فلن تقوم لنا قائمة حتى نعتز بتاريخنا وثقافتنا اللذين تجمعهما اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم ولغة تراث حضاري هائل ضارب جذوره في التاريخ كما أن الانفتاح الحقيقي هو في المحافظة على هويتنا وأصولنا .
إننا نطالب بالالتزام باللغة العربية التي هي لغة رسمية في كل شؤوننا وكما ندعو إلى تبني ميثاق يحمي اللغة العربية من الأخطار التي تهددها كخطر اللغات الأجنبية التي تزاحمها وتهددها في عقر دارها ( لا يعني هذا إنكار تعلم اللغات الأجنبية ) وخطر العامية التي يروج لها الكثيرون .
(*) نشر في جريدة الحوراء الأسبوعية عدد 33
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 543
بارك الله فيك أخي عبد الغفور وبارك كلامك الطيب الذي هو من صميم مشكلتنا التي اصبحنانعاني منها كثيرا اليوم
تعليق 544
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلمت اناملك استاذي عبد الغفور
موضوع في القمة من حيث الطرح والتوقيت
نتمنى ان تجد كلماتك هذه صدى يرد للغة الضاد امجادها…تحياتي
تعليق 548
بارك الله في الاستاذ الفاضل عبد الغفور ديدي
حقيقة فالموضوع من صميم واقعنا الذي اصبحنا نعاني فيه الاعتزاز بانتماءنا والتكلم بلغتنا
تعليق 546
بارك الله في الاستاذ الفاضل عبد الغفور ديدي
حقيقة فالموضوع من صميم واقعنا الذي اصبحنا نعاني فيه الاعتزاز بانتماءنا والتكلم بلغتنا
تعليق 547
السلام عليكم بارك الله فيك أستاذي حقا الموضوع حساس إن كلام أهل الجنة في الجنة هي العربية والقرأن باللغة العربية سيد الخلق رسول الله عربي ليش ترفعنا عن إنتمائنا الحضاري وأنسبنا أنفسنا لحضارة أجنبية
تعليق 551
اللهم يا رحمن يا رحيم يا سميع يا عليم يا غفور يا كريم إني أسألك بعدد من سجدلك في
حرمك المقدس من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة أن تطيل عمر عبد الغفور على العمل الصالح وان تحفظ أسرته وأحبته وان تبارك عمله وتسعد قلبه وأن تفرج كربه وتيسر أمره وأن تغفر ذنبه وتطهر نفسه وان تبارك سائرايامه وتوفقه لما تحبه وترضاه ، أخوك سعيد
تعليق 555
شاكرا لك اخي الفاضل على كل هذه المجهودات المبذولة كما اسال الله ان تكون قي ميزان حسناتك،اللغة العربية لغة وطنية ورسمية،مع ضرورة تعلم بقية اللغات او ترقيتها
تعليق 553
بارك الله فيك موضوووووع مميز
تعليق 554
إدا لم ندرك نحن اللغة العربية كوننا اهلها فلا ادري من أين يكون الخير فينا
زد على دلك العلوم التقنية و العلمية تدرس و تشرح بالعامية أو اللغة الأجنبية
فهل يكفي درس أو اثنين في الأسبوع للغة
بارك الله فيكم إثارة هدا الموضوع