زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

السجن أحب إليّ!

السجن أحب إليّ!

الكل على يقين بأن أنظار الجميع لاسيما العاملون في قطاع الإعلام مصوبة إلى ما سيتمخض عن التعديلات المقترحة لقانون العقوبات، والتي حملت فيما حملت إسقاط عقوبة حبس الصحفي، و"طرطقة" جيب سرواله وسراويل دواره وعرشه، حيث تكفي أدنى قيمة للغرامة المقترحة لشراء سيارة صينية شبيهة بـ "سبارك أفيو"، وأعلاها لشراء سيارة من نوع "رونو سيمبول" –قاعدة- بمعنى "لا باز".

وبعيدا عن مهاترات بعض نواب البرلمان، او حتى مزايدة بعضهم الآخر، فإن معالجة القضية مجتزءة بعيدا عن قانون الإعلام ومجلس أخلاقيات المهنة أو مجلس أعلى للإعلام ما هو في حقيقة الأمر إلا إفراغ وراء الإناء أو بالعربي الدراج “كوبان مور الطاس”، إلا أنه وإن كان فعل إسقاط عقوبة سجن الصحفي من قانون العقوبات محمودة، لكن القضية في عمومها وفي نظر أهل القطاع لا تعالج بهذه الطريقة، أو بالأحرى لا تعالج بعيدة عن سياقات قبيلة وبعدية،  تتطلبها مراجعة واستحداث تشريعات أخرى لها ارتباط وثيق بتنظيم وتسيير المهنة.

وإذا جرت الرياح بما تشتهيه الأنفس أو كما تعودته على الأقل، عبر إسقاط عقوبة الحبس، وتكريس عقوبة الغرامة التي تضاهي دية قتل النفس التي حرم الله عن طريق الخطأ، فإني على يقين بأن لسان حال غالب أهل القطاع هو “السجن أحب إليّ”، فلتسقط الغرامات ولتثبت عقوبة السجن، فعلى الأقل يمكن للصحفي إذا دخل السجن الذي لا زال مفهومه في المخيال الشعبي مستصحبا لمفاهيم في مخاييل سابقة من أنه مدرسة لتكوين الرجال، أقول على الأقل يمكنه إقامة علاقات وصداقات جديدة، والتمتع بوقته في المطالعة والتأمل، فضلا عن أخذ دروس خصوصية عند أمثال عاشور عبد الرحمن وغيرهم، بالإضافة إلى كون مأكله ومشربه وملبسه على “ظهر” الدولة، ويمكن للصحفي بعد خروجه من هذه المدرسة أن يكون مزودا بكم هائل من الأعمال التي تشمل كل الأنواع الصحفية، تكفيه لتسويد صفحات جريده لأكثر من ستة أشهر، وغيرها من المزايا.

وفي الأخير، ومن هذا المنبر أتوجه إلى نواب الأمة بأن يجتهدوا في استحداث مادة تجعل من كل صحفي بلع لسانه وكسّر قلمه مخبأ في جيبه لمدة سنة دون أن يتسبب في استفزاز أو تحريك أصحاب الجبب السوداء من غير المحامين، من حقه على الدولة أن تمنحه قيمة الغرامة بين أدناها وأعلاها، وله الخيار بين “سبارك أفيو” أو “رونو سيمبول” “لا توت” أو “ماروتي” وذلك أضعف الإيمان، لأنه في كلتا الحالتين سيكون شعار “السجن أحب إليّ” هو المنتصر.

صحفي جزائري

abderta_benali@yahoo.fr

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.