زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

نوبل الآداب للأمريكي بوب ديلان.. أَهيَ للشاعر أم للمغني؟

نوبل الآداب للأمريكي بوب ديلان.. أَهيَ للشاعر أم للمغني؟ ح.م

الشاعر والمغني الأمريكي بوب ديلان

استغرَب، بل صُدم، كثير من الاعلإميين والمهتمين بالأدب والثقافة من حصول المغني الأمريكي الشهير بوب ديلان على جائزة نوبل للآداب لهذا العام، حيث اعتبر كثير منهم أن الجائزة فقدت معناها وخصوصيتها ومصداقيتها بعد أن مُنحت لمجرد مغني، مثلما قال كثير من الإعلاميين الجزائريين على صفحاتهم الاجتماعية.

والحقيقة أن اعتبار بوب ديلان مجرد مغني أو “غنّاي” كما سماه أحدهم ،هو أمر فيه قليل من الموضوعية. بوب ديلان لم يكن مجرد مغني بل هو شاعر له تجربة طويلة في الكتابة الشعرية العميقة وذات قيمة أدبية وموقف سياسي وأيديولوجي.
ولد هذا الشاعر المغني يوم 24 ماي 1941 بدولوث بولاية منيسوتا الأمريكية في عائلة يهودية من الطبقة المتوسطة، وقد بدأ في العشرينيات من عمره بداية قوية غير بها منحنى النصوص الغنائية، حيث كانت أغنية “ذر في الريح” كالإعصار القوي، لأنها تبنت الخطاب ضد الحرب ودعمت حركات حقوق الإنسان سنوات الستينيات في أمريكا، ما جعل أغانيه وكلماته ليست مجرد أغانٍ للمتعة والرقص بل ذات فكرة وبعد إيديولوجي.

تم إدراج اسم ديلان لنيل جاىزة نوبل للآداب منذ سنوات، كما سبق لبوب الحصول على جائزة “بوليتزر” سنة 2008 لمساهماته في الموسيقى والثقافة الأمريكية ،كما منحه البيت الأبيض ميدالية الحرية سنة 2012

عندما تقرأ قصائد بوب تحس أنها أغانٍ تتحدث عن قضايا الإنسان في كل حالاته من البسيطة إلى إعقد حالة. فقصائد بوب ديلان قصائد قوية وجميلة وعميقة الفكرة واللغة، وقد عبرت ممثلة أكاديمية نوبل السويدية سارة دانيوس عن هذا الجانب، حيث ردت نيْل بوب ديلان الجائزة إلى “خلْقه شعرا جديدا وتعابير شعرية من خلال الغناء الأمريكي، فهو يكتب شعره للسماع ولكنه أيضا شعر جميل عند القراءة”، وأضافت أنه “ليس هناك فرق عن قدماء الإغريق، الذين كان عملهم مرتبطا بالموسيقى”.
للإشارة، تم إدراج اسم ديلان لنيل جاىزة نوبل للآداب منذ سنوات، كما سبق لبوب الحصول على جائزة “بوليتزر” سنة 2008 لمساهماته في الموسيقى والثقافة الأمريكية ،كما منحه البيت الأبيض ميدالية الحرية سنة 2012، ويعتبر فوز ديلان بجائزة نوبل للآداب هذه السنة ثاني فوز أمريكي بهذا المجال بعد طوني موريسون سنة 1992.

وبالعودة إلى الصدمة، التي عبر عنها كثير من الإعلاميين والمثقفين جرّاء حصول كاتب أغان أو مغني على جائزة نوبل للآداب أمام أسماء روائية عملاقة كانت مرشحة، فالفائز بهذه الجائزة ليس فقط مغنٍّ بل كاتب شاعر يكتب قصائد شعرية في كل المواضيع والقضايا، قضايا الإنسان، من الحرب إلى العنصرية، حقوق الانسان وصولا إلى قضايا الإنسان الحالي التائه بين الروح والجسد والعالم.. بوب ليس “غنايا” وليس مغنيا يرقص له الجمهور فقط، بل هو شاعر يوصل أفكاره عبر الكلمة واللحن، غير لغة الغناء ومتعته من الإيقاع والرقص إلى الفكرة والكلمة الجميلة، كما غير الأذن التي أوصلها إلى تذوق قصائد مركبة وعميقة.
الغناء اليوم، وفي كل العالم، أصبح له تأثير وتوجيه للرأي العام تفوق الرواية، كما أصبح صناعة تدر الملايير وجلب الملايين من الجمهور، ورغم مستوى كلمات الغناء اليوم، الذي فقد اللحن والكلمة على حساب الإيقاع والحركة، فوجود مغنٍّ يكتب القصيد العميق ذات المعنى والفكرة ويقدمه للجمهور على أنه نوع مميز للغناء، فهذا ما فعله بوب ديلان وهو ما جعل الأكاديمية تقر له برفع مستوى الغناء إلى مستوى الكلمة أو القصيدة الشعرية أو التعابير الشعرية المميزة، أعتقد أن الجائزة منحت للشاعر بوب أكثر من المغني ديلان.

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.