زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

ما وراء تسريب بي بي سي..؟

فيسبوك القراءة من المصدر
ما وراء تسريب بي بي سي..؟ ح.م

أخيرًا اضطرّ المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، إلى الاستقالة وكذلك فعلت مديرة قسم الأخبار في الهيئة.

هل تظن أن لهذا علاقة بما اعتبره كثيرون انحيازًا سافرًا لإس-رIئيل في حربها على غرْة؟ العكس تمامًا!

حدث هذا بعد أن نشرت جريدة التليغراف تقريرًا عن تقرير داخلي سُرّب إليها بطريقة ما، كتبه مستشار خارجي سابق وظيفته متابعة إنتاج بي بي سي ورفع تقاريره الخاصة بشأنه إلى لجنة المعايير التحريرية في الهيئة.

أكثر ما يستحوذ على الاهتمام العام في التقرير يتعلق بمقطع صوتي لترمب من خطابه قبيل “موقعة الكونغرس” في 6 يناير 2021 عندما هتف في متابعيه عقب خسارته في الانتخابات الرئاسية:

اصطاد المستشار كاتب التقرير، مايكل بريسكوت، هذا المقطع كما ورد في برنامج “بانوراما” كي يذبح إدارة بي بي سي على أعتاب ترمب من باب الحق الذي أريد به باطل.

“سنتوجه في مسيرة نحو الكابيتول (مبنى الكونغرس)… وسأكون أنا معكم هناك، وسنحارب، سنحارب حتى الجحيم”.

اصطاد المستشار كاتب التقرير، مايكل بريسكوت، هذا المقطع كما ورد في برنامج “بانوراما” كي يذبح إدارة بي بي سي على أعتاب ترمب من باب الحق الذي أريد به باطل.

رغم أن “بانوراما” درة الصحافة الاستقصائية وأعرق برنامج تحقيقات تليفزيوني في العالم، وقع منتجه في خطأ شائع يمكن أن نتعرض له جميعًا عندما أراد – كما أظن – أن يبرز السياق الدرامي للسردية فربط في مقطع صوتي واحد بين جملتين من خطاب ترمب تفصلهما فترة من الزمن.

مهنيًا يجوز ذلك أحيانًا في الظروف العادية مع توفر حسن النية لأغراض لها علاقة بالمونتاج والإيقاع ووضوح الفكرة.

الذي لا شك فيه أن خطاب ترمب وخطابات كثيرين من أعوانه وأتباعه في تلك الأثناء كان خطابًا تحريضيًا عدوانيًا فجًا، ولم تكن هناك حاجة ملحة لدى أي صحفي استقصائي حريص إلى القيام بأي مونتاج.

أما وقد حدث فقد لاحت الفرصة الذهبية ومن ثم التسريب ومن ثم الأزمة ومن ثم الاستقالة.

@ طالع للكاتب: لقاء صحفي أم حدث سياسي مصمم لأغراض خبيثة؟!

هذا هو الذي لفت الانتباه، أما الخطير من وجهة نظري، وربما يكون لب الهدف من تسريب التقرير، فهو انتقاد مختل لما يراه صاحب التقرير من مواقف بي بي سي من غرْة..

إلى حد أنه يتحدث عما يصفه ب “مشاكل بنوية” في انحياز القسم العربي للهيئة إلى ما يعتبره سردية حماس، وفي بث الهيئة فيلمًا توثيقيًا بطولة أحد أبناء الحركة، وفي السماح لمغني راب بتهديد الجيش الإس-رIئيلي في مهرجان موسيقي.

zoom

مثلما يستهدف كاتب التقرير قسم التفنيد Verification وهو قسم حديث النشأة حاول أن يتحدى روايات إسرائيلية مختلفة عن طريق مقارنة الحقائق المجردة بالأكاذيب والبروباغندا.

هذا كله وغيره بينما لا ترى مما تسرب عبر التليغراف أي إشارة إلى الاتهامات العكسية التي أغرقت تغطية الهيئة على مدى عامين وما أثارته من جدل واسع النطاق بشأن مدى استقلالية الإدارة أمام الضغوط السياسية الداخلية والخارجية.

لا يمكن إغفال نشوة ترمب في هذه الأثناء إمعانًا في جهوده الحثيثة مع أتباعه لقتل ما تبقى من صحافة حرة.

في بيان استقالته، يتجاوز المدير العام للهيئة، تيم ديفي، خطأ مقطع ترمب الذي تم اصطياده، كي يشير من وراء ستار إلى أن “الجدل الراهن حول بي بي سي نيوز ساهم بشكل مفهوم في وصولي لقرار الاستقالة”.

وأخيرًا، لا يمكن إغفال هوية التليغراف اليمينية القحة التي تعيد إلى الذهن مواقف ونستون تشرشل وأنطوني إيدن من بي بي سي التي هي في رأيهما مرتع لليساريين والشيوعيين وعدو داخل البلاد ضد البلاد.

مثلما لا يمكن إغفال نشوة ترمب في هذه الأثناء إمعانًا في جهوده الحثيثة مع أتباعه لقتل ما تبقى من صحافة حرة.

@ طالع للكاتب: “إسرائيل فقدت حق الوجود”.. اعتراف من الداخل!

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.