رغم الحملة الشرسة التي شنّها اللوبي وترامب وإيلون ماسك ضده، ورغم المليارات التي صُرفت لإسقاطه، يفوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك، كأصغر من تولى المنصب، وأول من يعلن نفسه مسلمًا مهاجرًا، محققًا أعلى نسبة تصويت منذ ستين عامًا.
@ طالع أيضا: هكذا هزمت “وحدة الظل” أقوى جهاز مخابرات عالميا؟!
شاب مسلم، مهاجر، متحدث لبق، ذكي، يعبر عن الناس الحقيقية في نيويورك، الناس التي تعمل وتكد وتسعى، لا تلك التي تحتكر الثروة والسلطة والإعلام، وهدد باعتقال نتنياهو بتهم الابادة بعد فوزه..
خطابه اليوم كان مشهدًا استثنائيًا، نطق فيه كلمات عربية بوضوح وفخر، وقال ما كان المسلمون في أمريكا يخافون من قوله طوال عقدين: “أنا مسلم، أنا مهاجر، ولن أعتذر عن ذلك”.
ولولا الطوفان وتآكل السردية الصهيونية وتراجع نفوذها نتيجة حرب الإبادة ما كان ممكن أن يصل مسلم الي هذا المنصب..
لكن أكثر ما لفت الأنظار في خطابه كان حديثه عن جوهر الصراع الطبقي في العالم: “المليارديرات يشغلون من يقبض 20 دولار بالحقد على من يقبض 30 دولار، ومن يسكن القصور يشغلون من يسكن شقة صغيرة بالحسد تجاه من يسكن شقة أكبر ، كي تستمر سلطتهم، يزرعون الصراعات بين البسطاء، في حين أنهم جميعًا فوق الصراع”.
هذا التحول الكبير في أمريكا لا يعني بالضرورة تغييرًا فوريًا في سياساتها الخارجية، لأن الناخب هناك يختار من يخدمه في مدينته، لا من يرسم السياسة الدولية.
لكن الحدث نفسه يكشف تراجع نفوذ اللوبي الصهيوني، ويؤشر إلى زلزال قادم في الخريطة السياسية الأمريكية، قد يعمّق الانقسام داخل الحزبين الكبيرين، ويغذي الراديكالية المتصاعدة في المجتمع الأمريكي.
قد نختلف مع بعض أفكاره أو مواقفه، لكننا نتفق على أنه يمثل شجاعة الاعتزاز بالهوية، وجرأة قول الحق، والتحدي في وجه السلطة والمال.
ولولا الطوفان وتآكل السردية الصهيونية وتراجع نفوذها نتيجة حرب الإبادة ما كان ممكن أن يصل مسلم إلى هذا المنصب ..
رحم الله أبو ابراهيم الذي قال أن العالم مع موعد مع التغيير..
✍ بقلم: أحمد زيدان

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.