بعد حرب إعلامية ميزت الحملة الانتخابية الرئاسية وتحولت إلى معركة ساخنة بين الحزب الديمقراطي والجمهوري، استعملت فيها كل الأسلحة الدعائية، سينتخب الأمريكيون يوم الثامن نوفمبر رئيسهم أو ئىيستهم.. حملة انتخابية كانت من أشرس الحملات، تحول الإعلام الأمريكي فيها إلى رأس الحربة أو الطائرة الشبح، فخدم مرشّحا على حساب الآخر، ليضحي الإعلام الأمريكي بحياده.
وقد انجذب الإعلام الأمريكي إلى مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون ربما بسبب سوء اختيار الحزب الجمهوري لمرشحه ترامب، الذي أظهر قصر نظر وعنجهية وعنصرية تضرب مصالح أمريكا في الخارج كما تضرب قيم أمريكا، التي يحميها الدستور؛ كالتنوع العرقي والديني والحريات.
المتابع للإعلام الأمريكي يرى حربا محكمة وتوجيها للرأي العام بشكل مدروس ومقنع وبأدلة، كما يلاحظ قصفا إعلاميا واستغلالا لأي معلومة وتقديمها بشكل ذكي ودقيق بهدف توجيه الناخب، خاصة من المتعاطفين مع الحزب الجمهوري، وكذا إقناع الناخبين غير المقتنعين بأي مترشح للتصويت على مرشحة الحزب الديموقراطي..
كانت تصريحات وخطابات ترامب منذ البداية مهاجمة للمسلمين واللاتين والسود وكل الأقليات المشكّلة للنسيج الديمغرافي والسوسيولوجي الأمريكي، كما كانت تصريحاته معادية للمرأة وغير محترمة لها بشكل علني، ما ألّب الشارع عليه، ليستغل الإعلام كل شيء ضده منذ بداية إمبراطوريته المالية وما صاحبها من تجاوزات ضريبية وتهرب جبائي وتحايل على قوانين الإفلاس وغيرها، قصص تعود للسبعينيات استغلها الإعلام ضد ترامب، ما أعاد تشكيل صورته بشكل كاريكاتوري بل بشكل مقزز ومنفّر لدى الهيئة الناخبة.
وحسب متابعتي للإعلام الأمريكي، فقد تمكنت “الأرمادة” الإعلامية الأمريكية من تعرية المرشح ترامب أمام الجمهور بشكل يومي وممنهج وبأدلة مادية من الأرشيف ومن خطاباته، التي ظهر فيها غير مسيّس وغير ناضج سياسيا وديبلوماسيا، كما قدّمه على أنه الرجل المِزواج والمطلّق، الذي يعشق النساء ولايحترمهن، ذي اللغة البذيئة والسلوك المتهور.
الإعلام الأمريكي نفسه استغل سقطات ترامب المفضوحة ليعطي بديلا سياسيا آخر هو هيلاري، التي قدمها بشكل مُحكم في صورة الناضجة سياسيا وفكريا، المتزنة، ذات التجربة الطويلة، الزوجة والأم والجدة والمثقفة المدافعة عن قضايا المرأة والطفل، المحترِمة لحقوق الأقليات والمدافعة عن المسلمين والسود واللاتين.
حسب متابعتي للإعلام الأمريكي، فقد تمكنت “الأرمادة” الإعلامية الأمريكية من تعرية المرشح ترامب أمام الجمهور بشكل يومي وممنهج وبأدلة مادية من الأرشيف ومن خطاباته، التي ظهر فيها غير مسيّس وغير ناضج سياسيا وديبلوماسيا، كما قدّمه على أنه الرجل المِزواج والمطلّق، الذي يعشق النساء ولايحترمهن، ذي اللغة البذيئة والسلوك المتهور
واستغل الإعلام الأمريكي قوته وسرعته وتكنولوجيته لتشكيل الوعي الأمريكي السياسي وكسر الاستقطاب التاريخي السياسي، ليقدم الديمقراطية هيلاري كحلّ واحد ومنقذ واحد لصورة أمريكا ولمستقبلها، وقد وجد الإعلام في تهور وتصريحات ترامب مادة سهلة لصناعة دعاية مضادة، حيث كان الجمهور أمام حل واحد ضد جنون ترامب وبالتالي “الفناء معه” أو ذكاء وتجربة هيلاري والمستقبل معها.
من جانب آخر تعمل مؤسسة روبير ميردوخ الإعلامية لتجميل صورة ترامب بكل الطرق وتشويه صورة هيلاري، إلا أن الحرب الإعلامية المضادة من طرف أقوى الجرائد والقنوات مثل “سي أن أن”، “سي أم بي سي”، “واشنطن بوست”، “نيويورك تايمز” وغيرها.. جسدت هيمنة دعائية ضد ترامب بحملات متتالية، حيث أظهرت مراكز صبر الآراء تدنّي شعبيته بشكل دائم.
المتابع للإعلام الأمريكي يرى حربا محكمة وتوجيها للرأي العام بشكل مدروس ومقنع وبأدلة، كما يلاحظ قصفا إعلاميا واستغلالا لأي معلومة وتقديمها بشكل ذكي ودقيق بهدف توجيه الناخب، خاصة من المتعاطفين مع الحزب الجمهوري، وكذا إقناع الناخبين غير المقتنعين بأي مترشح للتصويت على مرشحة الحزب الديموقراطي.. وحسب متابعتي اليومية للحرب الإعلامية الانتخابية لهذه الرئاسيات، فالإعلام الأمريكي القوي هو من يكون قد اختار الرئيس القادم..
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.