بعد عاصفة الانتقادات والفضائح التي طالتها، أعلنت ميليشيا الدعم السريع بكل هزلية مدهشة أنها ألقت القبض على جزار الفاشر، المدعو عيسى "أبو لولو"، تمهيدًا لمحاكمته أمام محكمة عسكرية تابعة لها!
إنها محاولة لتجميل الوحش بالمساحيق، وكأنّ النمر يمكن أن يصير نباتيًا بمجرد أن يعتذر عن آخر وجبة دم له.
مشهدٌ يثير الضحك أكثر مما يثير الإعجاب: الجلاد الذي يحاكم سوطه، أو ثعلبًا يُنصّب نفسه قاضيًا على أحد أنيابه.
تحاول الميليشيا، بهذه المسرحية الرديئة الإخراج، إقناع العالم بأنّ مشكلتها في شخصٍ واحدٍ “أبو لولو” الذي انفلت من عقاله..
وكأنّ الفظائع في الفاشر كانت خطأً استثنائيًا فرديًا، لا نهجًا مؤسسيًا. الحقيقة أنّ أبو لولو ليس حالةً شاذة في منظومتهم، بل مرآةً صافيةً تعكس وجه الميليشيا الحقيقي.
إنها محاولة لتجميل الوحش بالمساحيق، وكأنّ النمر يمكن أن يصير نباتيًا بمجرد أن يعتذر عن آخر وجبة دم له.
الدعم السريع لا يحاكم المجرمين، بل يحاكم من أحرجه من مجرميه لكثرة التغطية الإعلامية عن وحشيته.
باختصار؛ يذكّرني هذا الخبر بعبارةٍ لاذعة تقول: “كأنّ الجحيم يُقيم محكمةً، لمقاضاة إحدى نيرانه”.
@ طالع أيضا: ضابط بـ “الشاباك”.. لقد خدعتنا حماس حقا
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.