بحكم مروري شبه اليومي على بلدية بئر مراد رايس، كنت دائما أتساءل كيف يمكن أن تبنى هذه الكتلة الإسمنتية الضخمة في سفح هضبة كلسية هشة، المُطلة على محطة لنقل المُسافرين يرتادها الآلاف من المواطنين.
طبعاً كأي مواطن عادي لم يطلع على الدراسات التقنية، قلت بأن صاحب البناية ومن أعطى رخصة البناء الخاضعة لرأي أربعة عشر مديرية من قطاعات متعددة، لا يمكن أن يخطئوا كلهم معاً.
لكن بعد الانهيار الذي وقع أسفل البناية، أعتذر لنفسي عن ما قلته في قرارة نفسي. كان يجب أن لا أثق في من يتلاعبون بسلامة المواطنين، كان يجب أن أقتنع حينها بأن كل شيء يهون أمام الجشع العقاري وهؤلاء المستفيدين من الفوضى العمرانية في عاصمة البلد.
العاصمة اليوم تختنق، لقد بُنيَ في الجبل والهضبة والسهل وحتى فوق الوديان، العاصمة تحتاج لمن يُنفس عنها ولتهيئة جديدة قبل أن تتحول إلى مدينة مآسي.
@ تعليق: يونس صابر شريف
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.