زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

180 درجة.. هل تحرّرت “الخبر” من “الكارتل التغريبي”؟!

180 درجة.. هل تحرّرت “الخبر” من “الكارتل التغريبي”؟! ح.م

عناوين فرعية

  • إذا أرادت الخبر صناعة الوعي ومتابعة الحدث!‎

هل يمكن القول أن جريدة الخبر، استقلت بنفسها عن مجمع الكارتل التغريبي في قاعدة أو الثكنة الفرنسية القديمة بساحة أول ماي، حيث دار بشير عطار...؟!

تطرح هنا إشكالية معقدة ليس هذا أوان الإجابة عنها، أو وضع فرضيات حلها…

الثابت الذي جعلنا نتساءل، هو أن يومية الخبر، طبعت منذ انقلاب جانفي 1992، بطابع استئصالي، ومشت في مسيرة عمرها عقد من الزمن، مع رفيقات ورديفات لها، تنادي بسياسة الكل أمني، تحرض على الاسلاميين، تتباكى على الحريات المهضومة… تشارك في مخططات ونشر ملفات العصابة الأولى، بتوقيت وظروف معينة (قضية بتشين).. وفي كل الأحوال لعبت الخبر خلال فترة 92/99 دورا سياسيا غير دورها، وليس من مهامها الإعلامية والمهنية… نظير ريع وسيل من الاشهار…

zoom

بعد مجيء بوتفليقة، عارضت مشروعه للمصالحة والوئام من منظور أنه سمح للإرهابيين بالعودة، لممارسة دورا سياسيا…

ما يحسب للخبر أنه خلال العهدات الأخيرة للمخلوع، لعبت دورا مهنيا في صناعة الوعي السياسي والإعلامي والفكري نسبيا من خلال عمليات النقد العلمي في مادتها الإعلامية، لم يكن كما يبدو إملاء من أطراف تعارض الرئيس، أو جهة نافذة تمارس الابتزاز، لقد ضل سعد بوعقبة في عموده الشهير يكتب مايراه فسادا على عدة مستويات… وظلت صفحاتها خاصة الاقتصادية، سجلا مفتوحا وشهادة على فساد شلة بوتفليقة، وكانت ثلاث أرباع العناوين الرئيسيه تخص الاقتصاد الذي نخره المال الفاسد، والصفقات غير قانونية…

كما شهدت الصفحة الإسلامية، حركية يندر وجودها في الصفحات المماثلة بالصحف اليومية التي اعتادت على التكلس، فمعظم المقالات التي يكتبها الاستاذان، حميش ونواسة مصطفى أو عبد الحكيم قماز المشرف على الصفحة، نموذج عصري من التحليل والمتابعة الدينية، لواقع الحياة الاجتماعية والسياسية بالخصوص.. خاصة الاستبداد والظلم والاختلاسات والفساد…

ولم يتخلف الفضاء الرياضي عن كشف فضائح التسيير خاصة على مستوى الفاف، وكان معد الصفحة رائدا بحق في عرضه للمادة الإعلامية شكلا ومضمونا….

كانت الخبر منذ سنوات مؤسسة إعلامية قائمة بذاتها، تؤدي رسالة إعلامية، كانت تهدف من ورائها، خلق وعي، وصناعة رأي عام يدرك خطورة استمرارية نظام استولى على الثروات الوطنية، لعصابة معينة، وتسبب في انهيار القيم والعلاقات داخل المجتمع والأسرة بسبب سياساته، واستبداده…

صحيح أن الخبر صاحبت الحراك منذ أيامه الأولى، وأفردت مساحات كبرى خصوصا في عدد كل جمعة وسبت، والمطلع على أعدادها قبل نحو عشر سنوات قبل الحراك وأثناء الحراك يستنتج ويستخلص أن مرافقتها للحراك، نتيجة حتمية، وعملية آلية، وتتويج لمسار مهني انطلق في حدود سنة 2008، ميزته الموضوعية الإعلامية، وممارسة عالية الأفق، دون تحيز أو انضمام لطرف من أطراف الصراع في السلطة.

zoom

لم تكن الخبر كأطرش في الزفة، كما حصل مع الصحف العمومية المعوقة: النصر، الشعب، المجاهد، المساء… التي سبحت ونافقت بوتفليقة وسياسته عشرين عاما ورفضت تغطية حراك الشعب، حتى أفريل أو ماي 2019. كانت الخبر منذ سنوات مؤسسة إعلامية قائمة بذاتها، تؤدي رسالة إعلامية، كانت تهدف من ورائها، خلق وعي، وصناعة رأي عام يدرك خطورة استمرارية نظام استولى على الثروات الوطنية، لعصابة معينة، وتسبب في انهيار القيم والعلاقات داخل المجتمع والأسرة بسبب سياساته، واستبداده…

صحيح أن الخبر تراجع اهتمامها بالحراك الشعبي، وهل يمكن الاستمرار في متابعة حدث تراجع بنفسه؟!، وهذا يتعلق بوسائل إعلامية عديدة، وبسبب التضييق على المؤسسات الإعلامية في المرحلة الراهنة، في الأخير عند مفهوم المؤسسة الإعلامية في الجزائر، الصحافة أيضا عيش وملح، وموارد مادية وبشرية… مالا يمكن تقبله في حالة الخبر أن ينقلب الخط الافتتاحي رأسا على عقب بـ 180 درجة…

عموما الصحافة والالتزام في هذا الباب، ليس حراكا شعبيا، وليس نقدا للسياسات، وكشفا لعيوب التسيير، ونقائص التنمية، وفضائح الرياضة… الصحافة المعربة أيضا التزام ودفاع عن الثوابت، وهموم الإسلام والمسلمين، قبل سنوات تابعت الحملة على الاسلام وشتائم الرسول الصادرة من فرنسا، وغطت وكشفت وحللت ظاهرة الإسلاموفوبيا في فرنسا عبر مراسلها ومبعوثيها خاصة في أعداد الجمعة… قضية الروهينغا مثلا…

اليوم وفي ضل تصاعد التطرف اليمينى في فرنسا، وتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في فرنسا، بعد حادثة مقتل معلم فرنسي أعاد التشهير ونشر الرسومات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وعقب خطاب الرئيس ماكرون الاستفزازي والمصر على الشتيمة… تقف الخبر وقفة إعلامية مميزة، وتحسب في سجلها الذهبي بعد 2008.. في عدد اليوم الموضوع الرئيسي خصص لما أسمته ثالوث الكراهية والعنصرية والتطرف الذي يبثه ماكرون كما علقت، وفي الصفحة المركزية ثمة ملف عن اليمين المتطرف وظاهرة الإساءة للإسلام والتضييق على المسلمين بفرنسا…

zoom

عود على بدء في الصورة المقابلة، على مستوى الكارتل الإعلامي التغريبي الذي سارت الخبر زمن علي جري، والفار خالد نزار… معه في مسيرة النار والعار… هذا الكارتل كعادته تجاهل إصرار ماكرون على استفزاز المسلمين في العام الإسلامي، وفضلت إما تجاهل الحدث، أو معالجته وفقا لرؤيتها التغريبية الإقصائية…

أما “لوسوار” ففضّلت التعليق على خطاب الرئيس أردوغان، وتهجمه على ماكرون، حيث يقول “س.ل” صاحب عمود constances أن أردوغان قضى على تركة اتاتورك ويسعى لتأسيس الخلافة الإسلامية… واستهزأ بموقف الرأي العام العربي إذ قال “أن الشارع العربي الذي يشتعل كل مرة ويتم تنشيطه من أجل قضية نادرا ما تكون خاصه به !!”

“ليبرتي” وعكس الخبر التي كتبت مقدمة متوازنة في حوراها مع غالب بن شيخ رئيس مؤسسة إسلام فرنسا، سارعت ليبرتي للقول في الديباجة أن غالب بن الشيخ يقود صراعا مريرا من أجل عقلنة الفكر الإسلامي!! وأن ثمة سخرية في العالم من مقاطعة المنتجات الفرنسية التي دعت له قطر”!.

“الوطن” جعلت الموضوع خارج اهتماماتها، فحصرته بالداخل كتقرير عادي في صفحتها الدولية، بشكل قطعت وفصلت أبعاده الوطنية والقيمية …

ads-300-250

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.