زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

12 انقلابا عسكريا.. ماذا جنت منها “موريتانيا”؟!

فيسبوك القراءة من المصدر
12 انقلابا عسكريا.. ماذا جنت منها “موريتانيا”؟! ح.م

المختار ولد داداه - معاوية ولد سيد أحمد الطايع

عناوين فرعية

  • حلف "الغضروف".. مولدُه سوءْ الظروف.. ومآلهُ "عيشْ تشوفْ"

  • إطلالة على الجارة "مهارة الشعر ومحارة الانقلاب"

  • مؤسس الجمهورية سي مختار: "موريتانيا لا تحتاج إلى جيش أصلا"

  • الرائد ولد الواعر: "الجيش الموريتاني عبارة عن قمامة منظمة ومحروسة"

من يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس إلى قلبه وبعد:

الفرك قبل الترك:

منذ 60 سنة على استقلال موريتانيا، حكمها 10 رؤساء، 8 منهم عسكر وصلوا لرئاسة عبر الانقلابات من خلال 12 انقلاب قاده العقداء والنقباء، من جيش كان تعداده يوم الاستقلال 3 ألاف جندي، وحاليا  16 ألف جندي، يملك 26 طائرة، و35 دبابة، يعد من بين 10 أضعف جيوش في العالم وترتيبه حاليا 129 من بين137.

عفة المؤسس وزهد الرئيس

مختار ولد داداه مؤسس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وإن كان خيار ديغول صاحب شعار “موريتانيا ممر وليس مستقر” من خلال استقلال الإطار سنة 1957، وإن كان سي مختار خريج الجامعة الفرنسية وحرمه السيدة مريم فرنسية، ومن أبلغه قبل الانقلاب عليه سنة 1978 هي المخابرات الفرنسية، ومن أطلق سراحه سنة 1979، هو الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان، وبعد تحريره من سجنه كان منفاه فرنسا وفيها كانت الوفاة، غير أنه ظل رئيسا نزيها بسيطا، أعلن استقلال بلده من تحت خيمة وفيها شكل حكومته الأولى سنة 1960، وضل كذلك شريفا عفيفا، حتى يروي أحد مرافقيه الذي طاف معه عديد الدول، كان سي مختار وهو رئيس يقترض أحيانا منه مبلغ لا يتجاوز 20 دولا فقط، يدونه في كناشه وكلما عاد إلى أرض الوطن، سددها سي مختار لمرافقه وهو يردد “تعاملوا كالأحباب وتحاسبوا كالأغراب”.

فبهت الدكتاتور وانطلقت من لسانه مقولة شهيرة “لو كان لدينا في إفريقيا 10 رؤساء من عفاف وكفاف سي مختار، لتم القضاء على الجهل والفقر في القارة كافة”.

ونضرب الأمثال بعيدا عن “السبائك”

في زيارة قادت رئيس الزئير سابقا والكونغو الديمقراطية حاليا، موبوتو إلى موريتانيا دامت 3 أيام، لاحظ فيها الدكتاتور موبوتو أن الرئيس الزاهد سي مختار لم يغير طقمه (الكوستيم) طيلة ثلاثة أيام، فأستفسر فجاءه الجواب مفاده أن الرئيس سي مختار لا يملك طقما آخر، فكلف الدكتاتور أثناء مغادرته لموريتانيا رئيس ديوانه، أن يسلم سكرتير الرئيس مختار صك بـ 5ملايين دولار، مع قائمة أحسن المصممين والخياطين في العالم، وعندما سلمها له سكرتيره كلفه مباشرة أن يصب المبلغ برمته في الخزينة العمومية، بعد سنة من تلك الحادثة كان الدكتاتور موبوتو في زيارة للملك الحسن الثاني اتصل به سي مختار أن يعرج على زيارة بلده أثناء عودته، فلبى موبوتو الدعوة وهو في طريقه من المطار إلى القصر الرئاسي، لاحظ جموع المواطنين الموريتانيين يحملون لافتات كتب عليها “شكرا سيدي الرئيس على هديتكم”، فأستفسر من سي مختار عن المغزى من هذه اليافطات وهو أصلا لم يجلب معه أي هدية، فأخذه سي مختار في جولة خفيفة إلى المدرسة العليا للمدرسين، ثم التفت إليه متبسما وهو يشرح له كيف تم تحويل مبلغ 5 ملاين دولار إلى تشيد مدرسة عليا، فبهت الدكتاتور وانطلقت من لسانه مقولة شهيرة “لو كان لدينا في إفريقيا 10 رؤساء من عفاف وكفاف سي مختار، لتم القضاء على الجهل والفقر في القارة كافة”.

(جميع الهبات وكل الهدايا التي كانت تصله من دول العالم، صبها في الميزانية للمساهمة في الاقتصاد الوطني).

zoom

الانقلاب الناجح الأول: (1978/07/10)

في حدود الساعة الرابعة صباحا من 10 جويلية سنة 1978، كلف العقيد المصطفى ولد السالك ضابطين بالتوجه لغرفة رئيس الجمهورية مختار ولد داداه بالقصر الرئاسي، خرج لهم الرئيس خاطبه الطارق “الجيش سحب منك ثقته”، استفسر السيد الرئيس متى كان الجيش يسحب الثقة من الشرعية؟ تم اقتياده إلى سجنه في العاصمة نواكشط قبل أن يتم ترحيله إلى عمق الصحراء في “ولاته” واستلم قائد الجيش العقيد المتعطش السلطة تحت شعار “الخلاص الوطني” وهو الذي هرول للإذاعة الوطنية الموريتانية ملقيا البيان رقم 01 جاء فيه: “لقد تم اليوم وضع حد للنظام المرتشي الذي يخدم مصالحه ضد تطلعات الشعب”.. لكن لم يمكث ولد السالك سوى 9 شهور حتى تمت الإطاحة بالعقيد المؤسس “وزر الانقلابات العسكرية” ضد مؤسس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، التي لم تسلم من 12 انقلاب قاده العسكر ضد العسكر.

الشاهد01: الوشاية وحدها أفشلت 7 انقلابات عسكرية في بلد التقلبات العسكرية، تحول فيها العسكر إلى رؤساء وتحول الرؤساء العسكر إلى معارضة سياسية بعد الانقلاب عليهم.

الانقلاب الناجح الثاني: (1979/04/06)

قام العقيد محمد محمود ولد أحمد لولي بانقلاب أطاح فيه بالعقيد ولد السالك يوم 6 أفريل 1979، الذي غدرت به لجنته العسكرية التي أسسها مع العقيد أحمد سالم ولد السيد، والعقيد الشيخ ولد بيده والمقدم إباه ولد عبد القادر المكنى “كادير” والعقيد محمد محمود والعقيد ولد أحمد لولي والمقدم محمد خونا ولد هيداله والعقيد أحمد ولد بوسيف الذي أسندت له رئاسة الحكومة، والذي طار على عجل يوم 3 ماي 1979 لزيارة طمأنة مستعمر الأمس عندما التقى الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان في الاليزيه، ثم عرج يوم 6 ماي على الشريك الاسباني فتقابل مع رئيس الوزراء، ثم انتهت جولته مع الحليف الحسن الثاني في الرباط يوم 08 ماي، حيث شرح لشركاء موريتانيا مقتضيات الانقلاب وأهدافه، لكن لم يدم إنقلابه سوى 50 يوما حتى لقي حتفه عندما كان يهم للمشاركة في قمة دول غرب إفريقيا، حيث سقطت طائرة الانقلاب في بحر السنغال(المحيط الاطلسي) يوم 27 ماي قبالة العاصمة دكار، في ظروف غامضة لم يعثر فيها لا على بقايا الطائرة أو جثث من كانوا فيها، ناب عنه وزير الدفاع المقدم محمد خونة ولد هيدالة اللجنة العسكرية “الخلاص الوطني” حيث قام بانقلاب داخلي على اللجنة العسكرية التي انتدبته لمدة شهرين، حيث أبعد كل رجال العقيد المغدور ولد بوسيف ونصب يوم 3 جويلية 1979، العقيد ولد لولي رئيسا لدولة.

الشاهد 02: ولد هيدالة أسس نظام بلوسي على الطريقة الشيوعية وهو الذي بشر بفجر الديمقراطية عشية انقلابه، لكن فجر في الخصومة عندما سجن خصمه ولد السالك في زنزانة بنيت له خصيصا بحجم 90 سم مربع (أضيق من قبر) قضا فيها 8 أشهر منتصبا كعمود كهربائي.

أرشيفzoom

المختار ولد داداه مع جمال عبد الناصر

الانقلاب الناجح الثالث: (1980/01/04)

في حركة انقلابية ثانية قام المقدم محمد خونا ولد هيداله يوم 4 جانفي من سنة 1980، بانقلاب أطاح فيه برئيس البلاد العقيد محمد ولد لولي “انقلاب الانقلابات” ونصب نفسه رئيسا للبلاد ورئيسا للجنة العسكرية ورئيسا للحكومة ووزير للدفاع، تحت شعار “هياكل تهذيب الجماهير”، مما دفع برفقائه العقداء الثلاثة يفرون للمغرب ويطلبون اللجوء السياسي حيث شكلوا قطبا معارضا “التحالف من أجل موريتانيا الديمقراطية” الذي تبناه الحسن الثاني سياسيا ولوجستيكيا.

الشاهد 03: بعد الانقلاب على ولد هيدالة المنقلب على رفاقه مرتين، أصبح معارضا سياسيا لحكم العسكر، وصار يترشح للرئاسيات التي فشل فيها عبر الانقلاب والانتخاب (العسكري موقعه الطبيعي الثكنة).

الانقلاب الفاشل الرابع: (1981/03/16)

بتمويل وغطاء من طرف الملك الحسن الثاني، قاد العقداء الثلاثة الفارين نحو الرباط، العقيد محمد أباه ولد عبد القادر المكنى “كادير” وأحمد سالم ولد سيدي ووانبييغ صبيحا، انقلابا فاشلا يوم 16 مارس 1981 على ولد هيدالة الذي عقد صلحا واعترافا بالصحراء الغربية، حيث تمكن المضلي العقيد كادير من الدخول وعلى حين غرة على قائد الأركان في مكتبه العقيد ولد الطائع، حيث انتهت المقابلة الانقلابية بمقتل كادير وبإعدام احمد سالم ولد سيدي ووانبييغ صبيحا، حتى الضابط مصطفى ولد مقدام الجريح، تم جلبه من سرير المستشفى إلى ساحة الإعدام.

الشاهد 04: قد نكل ولد هيدالة بخصومه المنقلبين نكاية في عدوه اللدود الحسن الثاني كان قد جهز 16 طائرة في أتم الجهوزية، لإنزالها في العاصمة نواكشط، لتثبيت أركان الانقلاب،لكن بمجرد فشلها أدار ظهره وصعر خده وندب حضه.

الانقلاب الناجح الخامس: (1984/12/12)

الماكر الحسن الثاني كان حانقا وحاقدا على ولد هيدالة الذي كان صديقا للجزائر، فيعقد صفقة مع الفرنسيين لزحزحة ولد هيدالة مقابل أن يتكفل الحسن عبر “عدوه القديم صديقه الجديد” معمر القذافي، من أجل حلحلة الأزمة التشادية الليبية التي كانت فرنسا تخوضها بالوكالة ضد القذافي..

قام العقيد معاوية ولد سيد أحمد الطايع قائد أركان الجيش بانقلاب ناجح يوم 12 ديسمبر سنة 1984، بتواطؤ فرنسي مغربي، على الرئيس محمد خونا ولد هيدالة الذي كان يشارك في قمة الإفريقية الفرنسية في بورندي بالعاصمة بوجمبورا، ولم يكن ولد هيدالة يرغب في المشاركة في هذه القمة لكن استطاع الرئيس الفرنسي “الثعلب” فرنسوا ميتران إقناعه بعد الحاج كبير وكثير حيث تكفل بدفع تكاليف السفرية 5 ملايين فرنك للرئيس وللوفد المرافق له حيث ابتلع العسكري المنقلب الطعم الاستعماري، في المقابل طلب ولد الطايع من الفرنسيين تحييد قائد أركان الدرك الوطني وهو أحد المخلصين لولد هيدالة لضمان نجاح الانقلاب على رئيسه المنقلب، فاهتدى “الثعلب” ميتران من توجيه له دعوة إلى باريس الذي تنقل لها على الفور دون تردد.

الشاهد05: الماكر الحسن الثاني كان حانقا وحاقدا على ولد هيدالة الذي كان صديقا للجزائر، فيعقد صفقة مع الفرنسيين لزحزحة ولد هيدالة مقابل أن يتكفل الحسن عبر “عدوه القديم صديقه الجديد” معمر القذافي، من أجل حلحلة الأزمة التشادية الليبية التي كانت فرنسا تخوضها بالوكالة ضد القذافي، وقد عرفت مرحلة ولد الطايع التي دامت 21 سنة من الحكم العضود 7 محاولات انقلابية فاشلة.

الانقلاب الفاشل السادس: (1987/10/22)

قادت مجموعة من الضباط في 22 أكتوبر سنة 1987، مدعومين من السنغال والحالمين بمشروع إنشاء دولة ال(والو_والو) لكن وشاية من ضابط مخابرات فرنسي، الذي أبلغ ولد الطايع عن تفاصيل الانقلاب قبل حدوثه 48 ساعة مما جعل ولد الطايع يُفشل الانقلاب قبل انطلاقه، وقد شن ولد الطايع سلسلة من الاعدامات طالت المنقلبين والمتعاطفين وفاق عددهم العشرات، ناهيك عن هجمة شرسة من الاعتقالات الهيستيرية، المؤلم منها التهجير القصري للمتعاطفين مع الانقلابين نحو سنغال بالآلاف.

الشاهد 06: تم إعادة المهجرين لوطنهم الأم موريتانيا، وتقديم الاعتذار لهم من طرف الجنرال الانقلابي محمد ولد عبد العزيز، الذي استثمر في مأساتهم كوقود لحملته الانتخابية، عندما أطاح في انقلاب “سافر” على أول رئيس شرعي جاء عبر الانتخابات الحرة والنزيهة سنة 2008.

الانقلابات الثلاثة الفاشلة: (2000 و2003 و2004)

قاد النقيب صالح ولد حننا ثلاث انقلابات متتالية سنة 2000 و2003 و2004، باءت كلها بالفشل بمعية رفقائه من فرسان التغيير، منهم الرائد محمد ولد شيخنا، والرائد محمد الأمين ولد الواعر والنقيب عبد الرحمن ولد ميني، والنقيب محمد ولد السالك، والنقيب احمد ولد عبد، كادت إحدى المحاولة الانقلابية (2003) أن تنجح لولا هروب ولد الطايع للسفارة الاسبانية الملاصقة للقصر الرئاسي، حيث وفر له الموساد من داخل السفارة الاسبانية الراعية للشؤون الإسرائيلية التي وفرت له شبكة اتصالات مكنته من جلب وحدات من خارج نواكشط مكنته من إحباط الانقلاب.

من سخرية القدر كذالك أن النقيب ولد حننا الذي نجح في انقلابه لمدة24  ساعة فقط، عندما وصل للإذاعة لإلقاء البيان رقم 1، فر جميع التقنين والصحفيين وبقي وحيدا في مقر التلفزيون لمدة ساعتين لم يجد من يذيع له البيان، غادر المبنى دون أن ينجح انقلابه العسكري أو التلفزيوني.

الشاهد 07: من سخرية قدر هذه الانقلابات الثلاثة الفاشلة أن احد أقطابها الرائد محمد ولد شيخنا كان يحضر لانقلاب عبر الايمايل من بوركينافسو مراسلا الرائد ولد الواعر، حيث وصلت للمخابرات رسائل البريد مدبجة بالخطة الانقلابية ومرفوقة بقائمة الأسماء المزمع قيامهم بالانقلاب، ومن سخرية القدر كذالك أن النقيب ولد حننا الذي نجح في انقلابه لمدة24  ساعة فقط، عندما وصل للإذاعة لإلقاء البيان رقم 1، فر جميع التقنين والصحفيين وبقي وحيدا في مقر التلفزيون لمدة ساعتين لم يجد من يذيع له البيان، غادر المبنى دون أن ينجح انقلابه العسكري أو التلفزيوني.

الانقلاب الناجح الثامن: (2005/08/03)

قاد العقيد أعلي ولد محمد فال في 03 اوت 2005، انقلابا معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، عشية غيابه عندما سافر للسعودية لحضور جنازة الملك فهد بن عبد العزيز، وقد فشل محمد فال في البقاء على رأس الانقلاب تحت شعار “البطاقة البيضاء” حيث دفعه زملاء المنقلبين (18 عقيدا) الذين شكلوا مجلسا عسكريا “العدالة والديمقراطية” حيث تم تسليم السلطة بعد 19 شهر من “الجونغلاج” العسكري، إلى رئيس مدني منتخب عبر الاقتراح الحر والمباشر سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.

الشاهد 08: جاء الانقلاب من رفقاء وشركاء ولد الطايع الذي قادوا معه الانقلاب ضد ولد هيدالة قبل 21 سنة وهم العقيد اعل ولد محمد فال (مدير الأمن الوطني لمدة 20 سنة وأحد اقرب المقربين لولد الطايع) واللواء محمد ولد عبد العزيز مدير الأمن الرئاسي، والجنرال محمد ولد الغزواني قائد أركان الجيوش الموريتانية، وقد نفذوا انقلابهم ضد صديقهم الذي مكنهم عشرين سنة من المناصب والمكاسب، بنفس الطريقة التي انقلب فيها العقيد ولد الطايع على رئيسه العقيد ولد هيدالة (المنع من العودة للبلد).

الانقلاب الناجح التاسع: (2008/08/06)

قاد الجنرال ولد عبد العزيز في 6 أوت 2008 انقلابا بمعية رفيقه ولد الغزواني، أطاح فيه بالرئيس المنتخب والشرعي سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، عندما مارس هذا الأخير صلاحياته الرئاسية بتنحية قائد أركان الحرس الرئاسي محمد ولد عبد العزيز وقائد أركان الجيش محمد ولد الغزواني، رفضوا التنحية وبعد ساعة وأربعين دقيقة، انقلبوا وشكلوا “مجلس الدولة” الذي حل محل الرئيس المنتخب وألغوا بذلك قرارات الرئيس الذين ظلوا يمارسون عليه “الكلوفية” فيما يخص قراراته الرئاسية، فأحالوه على السجن مباشرة، وأسند الجنرال الانقلابي ولد عبد العزيز الفترة الرئاسية مؤقتا، في مسرحية سيئة الإخراج، إلى رئيس مجلس الشيوخ، والذي انتزعها منه الجنرال بعد سنة من الانقلاب، عندما رمى البزة ولبس الكوسيتم وانبرى للانتخابات الرئاسية المزورة، التي فاز بها عهدتين متتالتين من خلال حزبه الذي ولد “بالموستاش” الاتحاد من أجل الجمهورية، وبعد 10 سنوات من الحكم الانقلابي الذي أجهض فيه ولد عبد العزيز التجربة الديمقراطية وأجهز فيه على التعددية الحزبية الحقيقية، سلمها لرفيقه الانقلابي الفريق ولد الغزواني على الطريقة السوفياتية “بوتين ميدفيدف”.

الشاهد 09: الثقافة العسكرية الرئاسية الموريتانية جعلت الجنرال ولد الغزواني الذي قدم له رفيق عمره الجنرال الانقلابي ولد عبد العزيز الرئاسة على طبق من ذهب عبر الشحذ والحشد، ما إن استلم الرئاسة في 1 أوت 2019، حتى قام بالانقلاب عليه فقام باعتقال ولد عبد العزيز واستجوابه، ثم وضعه تحت الرقابة القضائية ومنعه من السفر وسحب جوازه.

من طرائف الانقلابات:

أولا: سي مختار عندما تم الانقلاب عليه بعد 18 سنة من بناء الدولة الموريتانية، وأثناء حمله في سيارة المنقلبين، إلى سجنه بصحراء “ولاته” غرزت السيارة في الرمل، نزل مع جلاديه وساعدهم في إخراجها، ثم ركب معهم مجددا، وواصلوا سيرهم باتجاه المعتقل الذي سيتم فيه سجنه.

ثانيا: النقيب الصالح ولد حننا بعد فشل في محاولته الأولى في الانقلاب على ولد الطائع سنة 2000، فصل من الجيش وتحول إلى طاكسيور وقاد انقلابين 2003 و2005 وهو صاحب سيارة كلونديستان، وعندما فشل انقلابه الثالث، ذهب للبيت ونام من الثالثة زوالا واستيقظ على الحادية عشر ليلا، احتسى كأس شاي وفتح الشاشة يتابع من خلالها فشل الانقلاب.

ثالثا: أول رئيس منتحب وفق التعددية العسكرية الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، عندما تم عليه الانقلاب بعد ساعة وأربعين دقيقة من قراره بالإطاحة بالجنرالين الانقلابين، تم أخذه من القصر إلى السجن، وجد في زنزانته كتاب شعر قرأ منه أبيات، ثم غط في النوم وكأن شيئا لم يكن، وعندما استيقظ طلب كأس شاي، دون أن يسأل عن مصيره.

خلاصة الخلاصة:

أطول انقلاب قاده العقيد ولد الطايع في 12 ديسمبر 1984 ضد رئيسه العقيد محمد خونا ولد هيدالة، حكم من خلالها موريتانيا 21 سنة ممتدة، حقق فيها لموريتانيا “قدس الأقداس” عندما وقع ثالث تطبيع كامل وتام ورسمي (تبادل السفراء) مع إسرائيل تحت رعاية وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت 1999…

أطول انقلاب قاده العقيد ولد الطايع في 12 ديسمبر 1984 ضد رئيسه العقيد محمد خونا ولد هيدالة، حكم من خلالها موريتانيا 21 سنة ممتدة، حقق فيها لموريتانيا “قدس الأقداس” عندما وقع ثالث تطبيع كامل وتام ورسمي (تبادل السفراء) مع إسرائيل تحت رعاية وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت 1999، بعد مصر 1979، والأردن 1994، مع العلم أن موريتانيا لم تكن مهددة من طرف الكيان وليست من دول الطوق (التطبيع مقابل ضمان حماية حكمه) بعد أن تدهورت علاقته مع الفرنسيين (قصة يطول شرحها) فقرر الوصول إلى قلب أمريكا ولا يتم ذلك حسب من نصحه إلا عبر تل أبيب، وتوالت زيارات قادة الكيان على نواكشط، فزارها وزير الخارجية شمعون بيريز في أكتوبر2002 وزارها كذالك وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم في ماي 2005، لم يخدمها التطبيع في شيء، سوى أنه قدم فيها هذا العسكري الانقلابي العقيد ولد الطايع الصحراء الموريتانية العذراء، للنفايات النووية لمفاعل ديمونة الإسرائيلي، التي ردمت فيها، والتي عادت بالويلات على سكان المنطقة بالأمراض الفتاكة بداية بالسرطان ونهاية بالتشوهات الخلقية.

نقطة ولا نرجع للسطر:

منذ انقلاب 1978 إلى انقلاب 2008 (12 انقلابا) والعسكر يمني في الشعب الموريتاني عبر “خديعة المصاحف فوق السيوف” المجالس العسكرية الانقلابية من شعار “الخلاص الوطني” ومرورا “بتهذيب الجماهير” وانتهاء بشعار “العدالة والديمقراطية” وما تحقق الخلاص الوطني لموريتانيا، وما تنعم الشعب بالعدالة، وما تمتعت الجماهير بالديمقراطية، بل تقلبت فيه نواكشط من الانقلابات إلى سوء المنقلب(التطبيع).

رسالة إلى “البكبك”: عسكر موريتانيا حفظوا الدرس منذ 1975، فهم يمسكون عصا البراغماتية من الوسط، بين الجارتين الغريمتين، فلا يغضبون الجمهورية ولا يزعجون المليكة.

الفايدة والحاصول: العسكر في موريتانيا من حماية الوطن إلى حكم البلد.

سؤال استنكاري: حتى لا يعطوك دروسا في الوطنية، فمنذ 60 سنة من العسكرتاريا، هل عاد العسكر للشرعية؟ وهل تحققت التعددية الحقيقية؟ وهل نجحت التنمية الاقتصادية؟.. كلا.. كلها مسرحية أصلها فرنسية بأدوار شكسبيرية وبمواقف غوبلزية، ضاعت فيها الحضارة الشنقطية الأبية.

مخ الهدرة: “قلي معامن تمشي نقلك وشكون أنت”

الانقلاب يخاطب العسكر: “يا أبا الوصاية.. قد ضاعت خرسان من بعدكم”

 

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.