زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

يا للفرحة.. فاز ترامب!

يا للفرحة.. فاز ترامب! ح.م

بعد مدّ وجزر وحملات إعلامية كانت أشبه بمعارك فاز "دونالد ترامب" برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية على الرغم من أن التوقعات والاستطلاعات كانت ترجح كفة هيلاري كلينتون إلا أن الواقع أثبت العكس، فالجمهوريون نالوا الأغلبية وسيطروا على الكونغرس، ليتفاجأ العالم بهذه النتيجة بل أن من المفاجأة ما تحوّل لصدمة.

تضاربت الآراء في كل المعمورة بما فيها العالم الإسلامي والعربي الذي ظهرت عليه معالم التخوف والاستياء من فوز ترامب، ولكن الحقيقة أن الأمر جيد بالنسبة لنا، بل كان يجب أن نحتفل ونهتف حاملين شعار “يا للفرحة فاز ترامب”، لأن ذلك فوز وغنيمة لنا أيضا عكس ما نظنّه وهذا لا لأنه سيدعمنا أو سيعمل لصالحنا، إنما لأنه من غير مجاملات لا يداهننا ولا يضحك علينا كما فعل سابقوه.
اعتدنا دوما النفاق من قبل السياسة الأمريكية التي تكيد لنا في الخفاء وتناصرنا في العلن وتكيل دوما بمكيالين، فهي تقصف تدمر وتقتل لكنها تعزينا وتعدنا بالإعمار من جديد، وتضع أسماء القتلى على قائمة أشغال حقوق الإنسان كما تشغل صور أطفالنا الضحايا أغلفة مجلاتها، وكم من مرة تجرّم النظام السوري وتصرخ في وجه النظام العراقي بيد أنها تبيعهم الأسلحة وترسل لهم المساعدات والقوات العسكرية، فضلا عن الإستفادة من خبرة جنرالات الحرب.

منذ مجيء أوباما هل نال الشرق الأوسط أي امتياز غير الحرب والدمار والمزيد من تسلط الحكام وهضم الحقوق؟.. ألم يدعّم اليهود قلبا وقالبا بل وأعطى ارتياحا لا مثيل له للكيان الصهيوني؟

منذ مجيء أوباما هل نال الشرق الأوسط أي امتياز غير الحرب والدمار والمزيد من تسلط الحكام وهضم الحقوق؟.. ألم يدعّم اليهود قلبا وقالبا بل وأعطى ارتياحا لا مثيل له للكيان الصهيوني؟، ولم يفكر إلا في استغلال ثرواتنا وفرض عصا الطاعة على ولاة أمورنا الذين اعتادوا السمع والتنفيذ والإكثار من العطايا لنيل العهدة تلو الأخرى من غير عهد.
ولكن اليوم باعتلاء ترامب لسدة الحكم غدا كل شيء بيّن فهو يكره المسلمين كرها شديدا، ويظهر ازدراءه للمهاجرين، فخلاصة القول أنه يكره الآخر وعليه فهو الرئيس المناسب لتمثيل أمريكا، لأنه يعبر تماما عن نفسية الفرد الأمريكي، فدونالد كما يظهر دوما من غير تأويل ولا تصنع مغرور أناني ماجن، محب للظهور والتعالي، نهاز للفرص ويعمل بجد في السوق المالي والأهم أنه لا يهتم إن أضرم النار في بيت الجيران ليتدفأ، وهذه هي المميزات التي ستقضي على أمريكا لأنها ستجلب لها العداء من كل جانب فضلا عن الانقسامات الداخلية والتي بدأت تظهر في المظاهرات الرافضة لنتائج الانتخابات.
ترامب يظن أنه سينتصر بسياسته الهوجاء وسيستعبد الآخرين ضامنا للأمريكيين الزعامة والإنفراد بقيادة العالم، وبأحقية العيش بسلام وفي رغد، فمنهجيته واضحة جدا، ألم يعط للسيسي الضوء الأخضر ووعد بمساندته مؤكدا أن جماعة الإخوان جماعة إرهابية؟
كما أظهر ارتياحه لتدخل بوتين في سوريا، زد على ذلك وعده بطرد كل المهاجرين وإذاقة المسلمين الأمرّ مما تذوقوه، وإعادة اتفاقيات التجارة وغيرها من المشاريع والقوانين المجحفة .
وأخيرا سننتقل من سياسة الضحك على الذقون إلى سياسة أنا وبعدي الطوفان، حيث لم يعد لحكامنا حجة بإظهار الولاء لأمريكا، اللّهم إلا إذ ما هم اعتادوا المذلة والتزلف كما حدث مع محمود عباس الذي مد يده لمصافحة كيري أكثر من مرة، وهو يصرّ على إذلاله ورفض مصافحته، غير أن الشعوب الحرة ترفض المهانة رغم ما أصابها من وهن، فقد آن لها أن تكشف الخداع وتكف عن الظن أن أمريكا أرادت أو ستريد بها خيرا لأنها لا تكف عن التدخل في شؤونها إلا خدمة لمصالحها ولإضعافها أكثر، فعداؤها جلي لا لبس فيه، وأن يحكمها أرعن مثل ترامب لهي العدالة الالهية التي حكمت أن يجلب لها النقم، ويقضي على مستقبلها هذا المجنون كما قضت على مستقبل دول كثيرة..

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.