في وقتٍ حساس عربيّا ومغاربيّا، تطبعه الهرولة نحو أحضان الكيان الصهيوني والخيانات القوميّة من كل جانب للقضية المركزية للأمة، عبر اتفاقات الخزي التي تجاوزت التطبيع الدبلوماسي والتجاري إلى تحالفات عسكرية وأمنية مع العدو الإسرائيلي، يختار رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، النزول بأرض الشهداء وقبلة الثوّار، مستحضرًا وصية سلفِه، ياسر عرفات، رحمه الله، يوم أشار على رفاقه باللجوء إلى الجزائر إذا ضاقت بهم المعمورة، فإنّ بها شعبًا ثائرا لا يخذل مظلومًا ولا يدير ظهره لطالب الحريّة، حتّى في أسوإ أحواله.
ما خان الحدسُ الثوري “أبو عمار”، ولا جانبت نبوءتُه التاريخيّة الواقعَ، فها هي الجزائر تكاد تكون وحيدة في مواجهة المدّ الصهيوني بالمنطقة، محتملة كل الدّسائس والمؤامرات، لأجل الذود عن حقوق الشعب الفلسطيني ومؤازرة قضيته العادلة، مهما كلفها ذلك من أثمان في أمنها واستقرارها.
إنّ الحرّ الأبيّ وحده من يقدّر قيمة الحريّة والاستقلال، فيبذل الغالي والنفيس لنصرة أمثاله من الأحرار في كل مكان وزمان، فكيف إن كان هؤلاء إخوانًا له من بني دينه وقومه وجلدته.
أمّا مسلوب الكرامة ومعدوم الشهامة، أو فاقدهما معا من الأساس، فلا يعرف للحرية الحمراء قدرًا، فهي عنده والخيانة سيّانٌ، فهو مثل العاهرة يتسوّل بشرفه الملطّخ، عارضًا مواقف الخذلان في سوق النخاسة الدوليّة، فهل عرفتم على مرّ التاريخ عاهرةً أفلحت ببيع عرضها؟

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.