ودعنا أمس الأمين بشيشي، أصيل مدينة سدراتة (سوق أهراس)، عرفته إنسانا طيبا متواضعا مثقفا من طراز عال. و برحيله رحل عدة رجال.
رحل المجاهد الذي درس على يد الباديسيين، ثم التحق مجاهدا في إعلام الثورة عام 1956 بجريدة “المقاومة الجزائرية” في تونس، حيث تعرف على الكبار من أمثال فرانتز فانون وأمحمد يزيد ورضا مالك ومصطفى لشرف…، ثم في إذاعة الجزائر مع عيسى مسعودي.
ورحل الرجل الذي رفض أن يشتم مهري وآيت أحمد على أمواج الأثير…
ورحل الموسيقي الذي دغدغ أحلامنا في “حديقته الساحرة” وموسيقى مسلسل “الحريق” وإسهامه في تأسيس أكاديمية الموسيقى العربية وإشرافه على المعهد الوطني للموسيقى.
ورحل الإذاعي الذي ترأس الإذاعة الوطنية مدة أربع سنوات..
ورحل الوزير في حكومة زروال، وزير لا يشبهه أي وزير في تواضعه وطيبته وإصغائه إلى هموم الناس..
ورحل الرجل الذي رفض أن يشتم مهري وآيت أحمد على أمواج الأثير…
وداعا أيها الرجل الطيّب…
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.