زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

هجمات 11 سبتمبر مأساة وما فعلته أمريكا كارثة

هجمات 11 سبتمبر مأساة وما فعلته أمريكا كارثة أسوشيتد برس

دخان كثيف يتصاعد في السماء من المنطقة الواقعة خلف تمثال الحرية حيث كان مقر مركز التجارة العالمي في نيويورك يوم 11 سبتمبر 2001

في الذكرى الـ20 لهجمات 11 سبتمبر، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالًا للكاتب الأمريكي، بول والدمان، أشار فيه إلى نتائج استطلاع أجرته الصحيفة حول، إن كانت الهجمات غيرت البلاد بطريقة دائمة وهل للأفضل أم للأسوأ؟.

وجاءت النتيجة كالتالي: 46 في المائة يرون أن أمريكا بعد هجمات 11 سبتمبر تغيرت للأسوأ، بينما يرى 33 في المائة، أنها تغيرت للأفضل، ويتساءل والدمان: إلى أي مدى ينبغي أن تكون مخدوعًا عندما تعتقد أن الولايات المتحدة تغيرت للأفضل بعد 11 سبتمبر؟.

وفق استطلاع أجرته صحيفة واشنطن بوست حول هجمات 11 سبتمبر، فإن 46 في المائة يرون أن أمريكا بعد الهجمات تغيرت للأسوأ، بينما يرى 33 في المائة، أنها تغيرت للأفضل.!

كما يفسر الكاتب تلك النسبة من الأمريكيين الذين يرون أن البلاد تغيرت للأفضل قائلًا: “ربما كانت ذكرى باقية من الأيام الأولى التي تلت الهجمات، عندما دفعتنا المأساة إلى المشاركة لفترة وجيزة في الحزن والغضب وامتلأت وسائل الإعلام بقصص حول (وحدتنا) الجديدة، مع الأعلام الأمريكية في كل مكان والديمقراطيين والجمهوريين يغنون معًا (بارك الله أمريكا)”.

لكن لم يدم ذلك الأمر كثيرًا، بل وشهد العقدان التاليان للهجمات آثارًا مأساوية ومقلقة تباعًا، وما لم يكن يعمل 33 في المائة من الأمريكيين لحساب متعاقدين عسكريين، فمن الصعب أن نرى أين يجدون تلك الآثار الإيجابية لهجمات 11 سبتمبر، على حد قول الكاتب.

وحتى تلك “الوحدة” سرعان ما اتضح أنها خدعة، فقد توحدنا بالتأكيد في الرغبة في إرسال الجيش إلى أفغانستان ورأينا كيف انتهى ذلك. استغرق الأمر حوالي عشر دقائق حتى تبدأ إدارة الرئيس جورج بوش الابن في استغلال الهجمات لصالحها. وفي ذلك اليوم حرفيًا، كتب وزير الدفاع دونالد رامسفيلد مذكرة إلى مساعديه يسأل فيها إن كان يمكن استخدام الحطام الذي لا يزال مشتعلًا مبررًا لغزو العراق؟.

كارثة تلو الأخرى!

بقدر ما اتضح أن حرب أفغانستان كانت كارثة – بأي مقياس معقول – كان العراق أسوأ منها وفق تعبير الكاتب. ووفقًا لأحد التقديرات، فإن تكلفة الحرب على الإرهاب – بما في ذلك العراق وأفغانستان وعشرات البلدان الأخرى التي امتدت إليها – بلغت 8 تريليون دولار و900 ألف شخص.

في تلك الأثناء أنشأ المسؤولون في أمريكا بنية تحتية للمراقبة مترامية الأطراف تم تغذيتها بمئات المليارات من الدولارات وسلطة اتخاذ خطوات غير مسبوقة للتجسس على الأجانب والأمريكيين، دون أي إشراف حقيقي أو مساءلة عامة.

حسب أحد التقديرات، فإن تكلفة الحرب على الإرهاب – بما في ذلك العراق وأفغانستان وعشرات البلدان الأخرى التي امتدت إليها – بلغت 8 تريليون دولار و900 ألف شخص.!

ويقول الكاتب: “أصبحنا في كل مكان نذهب إليه نتعرض لفحص وإزعاج شديدين بعضه ضروري والكثير منه ليس أكثر من استعراض أمني يهدف إلى جعل الأمر يبدو وكأننا محميون. قمنا بعسكرة شرطتنا المحلية وأرسلنا أسلحة الحرب إلى الإدارات التي لا تتعامل في العادة مع أي خطر يفوق تجار المخدرات الصغار. وباتت هذه الأسلحة تُستخدم ضد الجمهور، ولم تكن نظريات المؤامرة الغريبة أكثر انتشارًا مما هي عليه الآن”.

ويضيف “لأول مرة في التاريخ، أصبح استخدام التعذيب سياسة رسمية للحكومة الأمريكية، إذ استخدم المسؤولون الأمريكيون الضرب والإيهام بالغرق ودرجات الحرارة القصوى والحرمان من النوم والوضعيات المجهدة (المصممة لإحداث ألم مبرح) وعمليات إعدام وهمية للسجناء”.

هل كانت هناك أي تأثيرات إيجابية لأحداث 11 سبتمبر؟

يجيب الكاتب “الجواب واضح: لا. لم نصبح أكثر لطفًا مع بعضنا البعض. لم تتوقف نزاعاتنا السياسية والثقافية عن التعمق. لم نحصل على فهم جديد وأعمق لمكاننا في العالم. لسنا أذكى ولا أكثر حكمة ولا أكثر إنسانية”.

ولكن يمكن للحزب الجمهوري بالتأكيد، أن يقول إن الهجمات أعادت تنشيط الإحساس بالهدف والتركيز بعدما خسرنا ذلك عقب انهيار الاتحاد السوفييتي وانتهاء الحرب الباردة.

يقول الكاتب: “قدمت الحرب على الإرهاب صراعًا عظيمًا بين الحضارات، حيث لا مخطط غريب للأطوار غير ممكن الحدوث، ولا شيء يمكن اعتباره وحشيًا وغير أخلاقي لدرجة لا تسمح بالانخراط فيه”.

وبعد عشرين عامًا، إذا كنا أقل احترامًا في العالم ، فهذا ليس أكثر مما نستحقه بالنظر إلى كوارث سياستنا الخارجية. وفي الداخل، أصبحنا أكثر غضبًا وضعفًا وتوهمًا وانقسامًا. فقد انتخبنا دونالد ترمب ليكون رئيسًا، الذي ربما يكون أكثر المواطنين فسادًا وأقلهم أخلاقًا، وفق تعبير الكاتب.

واختتم والدمان مقاله بالقول: “كل الطرق التي حاولنا بها تحويل رعب 11 سبتمبر إلى تقدم وطني وعالم أفضل فشلت فشلًا ذريعًا. ومرة أخرى، هناك العديد من الدروس يمكن تعلمها إذا تمكنا فقط من توضيح رؤيتنا وإيجاد طريقنا نحوها”.

 

@ المصدر: الجزيرة مباشر

ads-300-250

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.