كانت لدينا الرغبة في الترشح في استحقاقات 04 ماي 2017، إلا أن الوضع آنذاك لم يكن مناسبا بالنسبة لنا لخوض المنافسة نظرا للخطاب الذي كانت تعتمد عليه السلطة من جهة والأحزاب السياسية المشاركة، حيث كان وقتها يغلب على الخطاب التخويف..
أولا فكرة الترشح لم تكن وليدة تشريعيات 12 جوان 2021 بل كانت لدينا الرغبة في الترشح في استحقاقات 04 ماي 2017، إلا أن الوضع آنذاك لم يكن مناسبا بالنسبة لنا لخوض المنافسة نظرا للخطاب الذي
كانت تعتمد عليه السلطة من جهة والأحزاب السياسية المشاركة، حيث كان وقتها يغلب على الخطاب التخويف، من حذو سيناريو دول الجوار مثل ليبيا ومالي، وماحدث من ثورات الربيع العربي في كل من سوريا واليمن
في ظل الضبابية السائدة حول شفافية العملية الإنتخابية، على غرار الخطاب الأمني الذي اتخذته السلطة بديلا عن سياسة شراء السلم الإجتماعي، الأمر الذي جعلني أحجم عن دخول المنافسة رغم إلحاح من طرف بعض
أمناء المكتب الولائي بتيبازة لبعض الأحزاب والقوائم الحرة.
2 – هل تعتقد أن خبرتك في الصحافة المحلية والوطنية ستكون عامل مساعد في عملك البرلمان
أكيد.. فتجربتنا الإعلامية البسيطة في نقل إنشغالات المواطنين إلى السلطات الوصية كصحفيين، كوننا وسيطا يربطهم مع الإدارة تؤهلنا لنقلها من جديد بإستعمال السلطة التي يخولها القانون للنائب بالمجلس الشعبي الوطني.
لتنتقل وظيفتنا من صحفيين ناقلين لإنشغالات المواطنين ومحاولة إيصال صوتهم إلى الوصاية، إلى دراسة وإصدار التشريعات والقوانين تحت قبة زيغود يوسف.
مع العلم أن هناك هدف واحد مشترك بين عمل الصحفي والنائب البرلماني والمتمثل في الوساطة قصد تحسين الأوضاع وإيصال نداء المواطن إلى الحكومة والمسؤوليين المحليين والولائيين.
3 – ما هي برأيك أسباب ترشح هذا العدد الكبير من الصحافيين لهذا الموعد الانتخابي، وهل تحول الصحافة في الجزائر إلى بيئة عمل غير مضمونة ساهم في ذلك؟
ترشح الصحفيين لتشريعيات جوان 2021 بهذا العدد سببه تحررهم من القوقعة التي لازمتهم طيلة سنوات، علما أن الأمر يعتبر عاديا مقارنة بنسبة عدد المترشحين، إلا أن أكثرهم اتجه نحو القوائم الحرة للابتعاد عن قيود التحزب.
أيضا هناك سبب آخر يتعلق بنية السلطة على مساعدة القوائم التي تتضمن مترشحين شباب تحت سن الأربعين وهو مؤشر ايجابي..
كما أن أسباب ترشح الصحفيين تختلف باختلاف وضعية كل منهم، فمنهم من أراد استكمال مهامه كصحفي للدفاع عن مطالب الاجتماعية والمهنية للمواطنين، علاوة على محاولة اقترابه من مراكز صنع القرار باعتبار الصحفيين أكثر النخب قربا من ملفات وقضايا المجتمع.
وفي اعتقادي أن مهمة النائب في البرلمان التشريعية مكملة لمهمة الصحفي الذي يعتبر وسيطا إعلاميا بين المواطن والإدارة.
مهمة النائب في البرلمان التشريعية مكملة لمهمة الصحفي الذي يعتبر وسيطا إعلاميا بين المواطن والإدارة.
4 – وكيف ترد على من ينتقدون ترشح الصحافيين للاستحقاقات السياسية، بدعوى أن هذا يفقدهم المصداقية؟
الانتقاد الإيجابي حق إذا قدم المنتقدون البديل، إلا أن بعض المغردين خارج السرب يعلمون أن الترشح لأي استحقاق حق مشروع لأي مواطن، والصحفي كونه مواطنا مثله كمثل سائر المترشحين يحق له دخول المنافسة الانتخابية لعدة اعتبارات، كونه يعتبر الحقلة الواصلة بين الشعب وحكومته وهو يمارس مهنته وفق القوانين المتعارف عليها دستوريا وسنها قانون الاعلام حتى لا يحيد عن مهام الوساطة.
5 – ما هي المسافة الفاصلة برأيك بين العمل الصحافي والعمل السياسي؟
يعتبر السياسي مصدرا للصحفي، لكن ضعف التواصل والعمل السياسي لدى بعض السياسيين، وظهورهم عند كل استحقاق إنتخابي أفقدهم المصداقية، ودفع الصحفيين المهتمين بالشؤون الوطنية والسياسية إلى ملئ هذا الفراغ بحكم إمتلاكهم رؤى سياسية أو شبكة علاقات صنعوها خلال مسيرتهم المهنية..
كما يتصور بعض الصحفيين أن ظهورهم في الصحف والشاشات كفيل بنجاحهم شعبيا في الاستحقاقات الانتخابية، لكنهم قد يتفاجأون من النتائج، خاصة بعد قيام رجال المال والأعمال بحشد وتعبئة الناخبين بطرق التوائية لا يجيدها الصحفيون.
كما أن قانون الانتخابات الجديد الذي أنهى سيطرة رأس القائمة وقانون العتبة والترتيب الأبجدي للمترشحين في القائمة على غرار عديد الاصلاحات في مضمون القانون العضوي الجديد للانتخابات قلص من المسافة الفاصلة بين العمل الاعلامي بالنسبة للصحفيين والعمل السياسي الذي اعتبره عديد الصحفيين المترشحيين طموح مشروع لبلوغ مرتبة مراكز القرار.
يتصور بعض الصحفيين أن شهرتهم وظهور المستمر على الشاشات كفيل بنجاحهم في الاستحقاقات الانتخابية، لكنهم قد يتفاجأون من النتائج، خاصة بعد قيام رجال المال والأعمال بحشد وتعبئة الناخبين بطرق التوائية لا يجيدها الصحفيون.
6 – ما هي الخطة التي اعتمدتم عليها في إدارة حملتكم الانتخابية، وكيف تجاوب معها المواطنون؟
اعتمدنا على الجوارية بعيد عن البهرجة التي اعتمد عليها بعض المترشحين لاستعراض العضلات..
كما أن المتغيرات التي حصلت والنقلة التي صنعها الحراك الشعبي المبارك، جعلتنا نعتمد على التقرب من المواطنين والعائلات والأسر والعمال والذهاب اليهم للاستفسار عن انشغالهم ومحاولة تقريب مقترحاتنا مع مطالبهم والتحدث بلغتهم بعيدا عن اللغة الأكاديمية التي لايفهمها من أفقدتهم التجارب الانتخابية السابقة الثقة..
فكانت نقطة انعطاف حملتنا، حيث تجاوب من زرناهم مع مقترحاتنا التي مست عديد القطاعات الحساسة التي يعتبرها المواطن أولى اهتمامه.
للإشارة فزيارتنا لعديد البلديات والأحياء والأحواش بولاية تيبازة من بلدية دواودة إلى فوكة إلى أقصى غرب الولاية ببلدية الداموس مرورا بجبال أغبال وبني ميلك والأرهاط وسيدي سميان ومطقة تيفساسين في الحدود مع ولاية عين الدفلى، حيث اطلعنا على مشاكلهم الاجتماعية والمهنية، على غرار تنقلنا إلى موانىء تيبازة مرورا بميناء فوكة البحرية المنكوب وميناءئ بوهارون وقوراية، سألنا وتلقينا انشغالات السكان كل حسب اقليم بلديتهم.
كما كانت لنا تجربة من خلال تنقلاتنا الى مختلف البلديات للتعرف أكثر على معاناة مواطني مناطق الظل بولاية تيبازة.
7- هل ستكون سفيرا لولاية تيبازة فقط أم أنك ستكون ممثلا لزملائك الصحافيين في البرلمان في حالة فوزك.. وما هي أهم انشغالات المهنة التي ستعملون على حلها ومتابعتها خصوصا في ضل الأزمة المالية التي ضربت أغلب المؤسسات الصحافية في الجزائر؟
سنحاول بإذن الله في حال تزكيتنا في تشريعيات 12 جوان المقبلة من طرف مواطني ولاية تيبازة، تسليط الضوء على طبيعة المشاكل التي يتعرض لها مختلف الزملاء الصحفيين العاملين في القطاع الخاص، والعام أمام ضعف الحماية القانونية التي تكفل لهم حقوقهم المهنية، في ظل ظهور متغيرات جديدة كان لها الدور في تأزم الوضعية المهنية التي أصبح يعيشها صحفي القطاع الخاص في الاعلام المطبوع والالكتروني والسمعي البصري منذ سنة 2014، جراء انخفاض أسعار البترول وما صاحبها من تراجع رهيب في نسبة الإشهار على المؤسسات الصحفية، مقابل تداعيات الإعلام الجديد وظهور ما يسمى بـ “الصحفي الإلكتروني” الذي أصبحت تعتمد عليه الجرائد كبديل عن الصحفي التقليدي نظرا لانخفاض تكلفته.
كما سنعمل في نفس الوقت نقل انشغالات مواطني ولايتي تيبازة وكشف المشاكل التي يعانيها الزملاء الصحفيين في ظل المتغيرات الراهنة، مشكلة الاشهار والأجور والوضع المهني.
08- كلمة ختامية..
التشريعيات القادمة تعد فرصة لإعادة ثقة المواطن في المؤسسات السياسية للبلاد باعتبارها همزة وصل بينه وبين السلطة.
وعلى المواطن التيبازي عدم ترك الفجوة للانتهازيين والمزورين، فعليكم الذهاب بقوة إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بصوتكم وعليكم اختيار النخبة والتفريق بين الصالح والطالح، فإذا أحب الله قوما ولّى عليهم أخيارهم.
فقد اتخذت القائمة رقم 22 عن حزب جبهة الحكم الرشد لولاية تيبازة التي تضم خيرة أبناء الولاية: “نبادر ولانغادر” شعار تعاهدنا عليه خلال هذا الاستحقاق.
كما أننا نعتبر التشريعيات تجربة فإن فزنا بها فلدينا نية الإخلاص والعمل، وإن تعثرنا فالمسيرة متواصلة..
وأشكر كل مواطني ولاية تيبازة من 28 بلدية على استماعهم لنا وتجاوبهم معناـ
ونتمنى في الأخير الخير للبلاد والعباد.. تحيا الجزائر والمجد والخلود لشهداء الثورة.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.