زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

“مشكاة” بومدين و”مصباح” الشاذلي و”زجاجة” بوتفليقة

فيسبوك القراءة من المصدر
“مشكاة” بومدين و”مصباح” الشاذلي و”زجاجة” بوتفليقة ح.م

مسجد الجزائر الأعظم

عناوين فرعية

  • الجامع بين " التحجيم والتضخيم"... غلو السلطة ولغو الأئمة

  • كلا.. مورفولوجيا.. بلا ..أنثروبولوجيا

  • المسجد الذي هَبَشَ رسمه وغَبِشَ اسمه.. في غزوة "التنابز بالألقاب"

  • بيوت الله.. بين شرعية الحاكم وشريعة المسجد

  • الغزالي.. بين إقبال الشاذلي وإقفال المصعد

من يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس إلى قلبه وبعد:

الرجاحة تدمغ البجاحة: درء للمزايدة وخَرْء للمكابرة، وجلبا لتثمين وطلبا لتمكين، بَخٍ بَخٍ بجامع الوطن “مكانا ومكانة” وبعد:

أي صرح يشيد في الجزائر ولو كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ، فهو حق للمواطن ومكسب للوطن، وليس مزية من السلطة التي دأبت على الاستغلال السياسي عندما تحوّل مشاريع البنية التحية إلى منة وطنية.

قناعتي: العبد الضعيف مع اليد التي تحوّل المال العام “ولو على علته وقلته” من قبضة اللصوص من محترفي السياسة وقطاع الطرق “رجال المال والأعمال الفاسدين” وقراصنة البنوك والموانئ، إلى مشاريع ملموسة مهما كانت خلفياتها وغايتها، ما ظهر منها أو ما بطن، في النهاية حتما ستخدم المواطن البسيط ولو بعد أمد، ولنا في السنن الكونية درسا وعبرة “يرحل العرش ويبقى الفُرش”.

ح.مzoom

مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة

جامعة الأمير عبد القادر.. “مشكاة” بومدين و”مصباح” الشاذلي

القصة 01: “مشكاة” بومدين

الهزة الذهنية والرّجة العقائدية، التي هزت الطالب الأزهري هواري بومدين، الذي فشل في أمنية الأمنيات الثورة الزراعية، وانعكاساتها السياسية وتبعاتها الاقتصادية وعثراتها الدينية، ناهيك عن السجال الذي أحدثته والجدال الذي تركته، خدشت كبرياء “ستالين” الذي اعتنق الاشتراكية كخيار لا رجعة فيه (هبال نتاع الهبال) خرج منها ممزق الجنان ومكسور الوجدان.

كانت ثمة “تاكوكا” تسكن رأس بومدين هي الزعامة، ولتحقيقها جّمد الحزب وعطل الدستور وحنط مجلس الثورة، واختزل الجيش في شخصه واختصر الدولة في ذاته “الستالينية” فحذا حذو جمال عبد الناصر صاحب نظرية، من أراد الزعامة فعليه باثنين القدس والعمامة (الأزهر)…

رغب الطالب الأزهري هواري بومدين بعد أن هوت به، الثورة الزراعية في قعر سحيق، والتي من أجلها “فجر في الخصومة” مع كل المشارب الدينية “مدارس ومشايخ وعلماء” فاهتدى “الحاكم المطلق” إلى غسل ذنوبه من خلال إنشاء وإرساء جامع وجامعة إسلامية “الأمير عبد القادر” وسبب استقراره على هذا الاسم مرده “عقدة أوديب” وهو الذي جمع كل السلطات إلا سلطة الشرعية، التي ظلت عقدة مستعرة في صدره، والتي جعلته لا ينظر بعين الرضا، أو حتى التقدير لكل الوطنين بدءا من مصالي الحاج زعيم الحركة الوطنية إلى القادة الخمسة، ومنه وعليه باعد بينه وبينهم بالأمير عبد القادر، في رسالة منه لأجيال الغد، أنه لم يسبقه في الوطنية سوى مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر، الذي جعل “كادره” خلف مكتبه… هذا من جهة.

… ومن جهة أخرى، كانت ثمة “تاكوكا” تسكن رأس بومدين هي الزعامة، ولتحقيقها جّمد الحزب وعطل الدستور وحنط مجلس الثورة، واختزل الجيش في شخصه واختصر الدولة في ذاته “الستالينية” فحذا حذو جمال عبد الناصر صاحب نظرية، من أراد الزعامة فعليه باثنين القدس والعمامة (الأزهر)، وبعد أن تبنى بومدين الأولى بقولته الشهيرة “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة” ظلت تنقصه الثانية، فسعى لتأسيسها وفق منهجية “الجامعة الثورية” (فيدال كاسترو) لتكون جامعة إسلامية ثورية (الزعامة في العمامة) على شاكلة الثورات الثلاث، كبديل للصوفية والإخوانية والوهابية والجمعية مرة واحدة، حتى لا يستحوذون أو يستفردون بالقرار الديني “فرادا أو جماعة” حتى لا يجهضوا ما سعى إلى تحقيقه “الدين الوطني النوفمبري الرسمي” وهو الخارج لتوه، من معركة “طحن العظام” بين ثورته الزراعية والمرجعية الدينية، التي أراد لها مرجعية بديلة، لكن وافته المنية دون تحقيق الأمنية.

ح.مzoom

جامعة اإخوة منتوري بقسنطينة

الشاهد: جامعة الإخوة منتوري.. من “أوسكار” إلى “جكون”

هذه التحفة الهندسية والصرح العلمي، عندما تم افتتاحها سنة 1971، كان برج العرب “التطبيع” مجرد خيمة ورملة وقهوة سادة بالهيل عند مربط بعير، هذه الجامعة التحفة الهندسية، لم تقع عيني في زيارتي لكل الدول العربية دون استثناء، على مثيلتها أو تضاهيها شكلا وجمالا ورونقا..

جلب الرئيس هواري بومدين، المهندس الشيوعي البرازيلي الشهير أوسكار مهندس مبنى الأمم المتحدة الذي أسند إليه هندسة جامعة الإخوة منتوري، فأخرجها في حلة تسّر الناظرين، جعل من برجها الإداري على شكل آلة حاسبة، ومن المكتبة مبراة، ومن قاعة المحاضرات كتابا مفتوحا، تتخللهم محبرتين ويتوسطهم قلم، مطوقين بحاجبين، عمارة الآداب وهي على شكل حرف “الألف” وعمارة العلوم على شكل حرف “الباء” فيما حمل مطعم الجامعة حرف o وهو الحرف الأول من إسم أوسكار، وختم التحفة الفنية بتوقيعه، وهو مسلك الطريق الملتوي الذي يوصل الطلاب من الأحياء الجامعية إلى الجامعة..

هذه التحفة الهندسية والصرح العلمي، عندما تم افتتاحها سنة 1971، كان برج العرب “التطبيع” مجرد خيمة ورملة وقهوة سادة بالهيل عند مربط بعير، هذه الجامعة التحفة الهندسية، لم تقع عيني في زيارتي لكل الدول العربية دون استثناء، على مثيلتها أو تضاهيها شكلا وجمالا ورونقا، دخلتها طالبا قبل ربع قرن فوجدت عبد الحميد جكون عميدها، هذا “الحاكم العربي” مكث على رأسها ربع قرن وخرج منها “كالشعرة من العجين” وهي نفس المدة التي قضاها نيلسون منديلا في سجون الميز العنصري، فخرج منها زعيما عالميا، هذه الجامعة احدودبت واضمحلت ثم “تسرولت”، وآية ذلك بؤسها من السرقات العلمية إلى المليشيات الطلابية “المنظمات” وغدت.. هون على هوان.

فرقعة أصابع: كل المشاريع الاشتراكية تحمل بذور فناءها في طياتها.

ح.مzoom

الرئيس الراحل هواري بومدين

البومدينية: من البندقية والمحبرة.. إلى المقهى والمخمرة… تلك المأساة والمسخرة

من أفقد جهاد المجاهدين سوى تلك الرغبة السلطوية الجامحة، أليس هم من تصدوا لاستعمار استيطاني، بصدور عارية وأقدام حافية وهزموا غطرسته وانتزعوا الاستقلال عنوة تحت أزيز رصاص شهدائنا، ما حدث للمجاهدين ضعاف النفوس أضغاث الفلوس، أما نجّس جهادهم إلا قبولهم بتراخيص المخمرات والمقاهي وسيارة الأجرة، من طرف هواري بومدين، الذي رغب في إسقاط صفة الجهاد عنهم حتى يبقى هو المجاهد الوحيد بقوله من قسنطينة “إما الثروة أو الثورة”… إما الموت على صدري أو فوق دفاتر أشعاري… لا تقفون كالمسمار أمامي (ينازعونه الشرعية) ليأتي بوتفليقة ظل ستالين، ليدق مسمار بومدين في بندقية المجاهدين، من سطيف عندما أجهز على الأسرة الثورية، بقوله الغليظ “جيل الثورة قد انتهى” وعلى هذه الشاكلة من الاحتباس ثم الانتكاس، نخشى أن يتحول جامع الوطن دينيا إلى خادم الوثن سياسيا.

القصة 02: “مصباح” الشاذلي

تلقف غاندي الجزائر، المشروع الذي مات صاحبه، وسارع في استكماله ثم جلب له بقرار جمهوري، علامة بحجم ووزن الشيخ محمد الغزالي، الذي منحه وسام الأثير، وعزز قدومه بجلب الشيخ القرضاوي “ثاني اثنين إذ هما في الجامعة” وقد ساهم الغزالي علما ومعرفة في تكوين الطلاب، من خلال إثرائه لكثير من القضايا العلمية والبيداغوجيا بترأسه المجلس العلمي، أو إعلاميا عندما حرص الرئيس الشاذلي على تخصيص له برنامج، يسبق نشرة الثامنة “المحتمة” عبر برنامج حديث الاثنين، وقد تزامنا فتحها سنة 1984، مع شبه انفتاح سياسي لم يكن علنيا، إلا بعد جائحة أكتوبر سنة 1988، عندما هبت الصحوة الإسلامية، بأطيافها من الجزأرة إلى السلفية العلمية والجهادية الى الإخوان الاقليمين والمحليين، إلى الهجرة والتكفير، حينها تفجر الشارع بالتعبئة والتجنيد مرفوقا بنقاش حامي الوطيس، حول قضايا عديدة، تمتد من العقيدة إلى علاقة المشايخ بالسلطان.

عشية الانقلاب على الشرعية الانتخابية (إلغاء المسار الانتخابي) وإجهاض التجربة الديمقراطية، والإجهاز على التعددية في جانفي 1992، شهدت هذه الجامعة شيطنة لكثير من الطلبة،عندما كانت قوات الملثمين (النينجا) تنتظرهم عند باب الجامعة، في خطف قسري، وفي انتهاك صارخ لحرمة الجامعة…

الشاهد: هذه الجامعة الذخر والفخر، الذي بذرها بومدين إيدولوجيا، وأكل ثمرتها الشاذلي سياسيا، أختير أن يكون بابها الشرعي، يقابل باب إلاقامة الجامعية للبنات، المسماة على الشهيد نحاس نبيل، الذي سقط مرة واحدة برصاصة العدو الفرنسي، ليسقط كل يوم وساعة قتيلا، من هول السقطات من بعض الساقطات (مع الاحترام لكل الأخوات الطالبات العابدات الصالحات القانتات وما أكثرهم وما أشرفهم).

ونافلة الشاهد في اليوم المشهود، عشية الانقلاب على الشرعية الانتخابية (إلغاء المسار الانتخابي) وإجهاض التجربة الديمقراطية، والإجهاز على التعددية في جانفي 1992، شهدت هذه الجامعة شيطنة لكثير من الطلبة،عندما كانت قوات الملثمين (النينجا) تنتظرهم عند باب الجامعة، في خطف قسري، وفي انتهاك صارخ لحرمة الجامعة، ومنهم من طاف عليهم طائف وهم نائمون، في مضاجعهم بغرفهم الجامعية من زوار الفجر، وغدوا نسيا منسيا (خاصة الحي الجامعي زواغي سليمان) وامتدت الشيطنة إلى الأساتذة، منهم من أكلته السجون ومنهم عذبته السنون، من جوع وبطالة وإقصاء وتهميش، و”الشاطر” منهم من نجا بنفسه بالهروب نحو الخارج، فنهشته غربة فاقت ربع قرن جرعة واحدة، وإلا كيف نفسر وجود ما يربوا عن 15 مؤطرا من خيرة كفاءات وإطارات الجامعة الإسلامية العالمية الماليزية، بين دكتور وبروفيسور، هم في الأصل أبناء جامعة الأمير عبد القادر، أجبرتهم الحرب الأهلية (العشرية) إلى الهجرة السرية في محنة، غلبة الأقدار وقهر الأرزاق.

قرصة أذن: أسلوا عميد الجامعة الدكتور رابح دوب، كيف تحولت هذه الجامعة في عهده، عندما تم إسناد رئاسة قسم الجذع المشترك (السنة الأولى) إلى “خبارجي” ساهم مساهمة كبيرة في رصد الطلبة بالوثائق (ملفاتهم الجامعية) وبالتجسس على قناعتهم وتوجهاتهم وميولاتهم، فجند ما يمكن تجنيده بالمساومة والابتزاز في المصيرين الدراسي والشخصي، كعيون وأعوان، ومنهم من كان وراء تهجيرهم وتحطيمهم وووو إلخ.

ح.مzoom

الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد وعلى يمينه الشيح محمد الغزالي رحمه الله

الغزالي.. بين إقبال الشاذلي وإقفال المصعد

عند هبوب الصحوة الإسلامية بعد أحداث أكتوبر، كان قساوسة ضباط فرنسا قد أطبقوا على الرئيس الشاذلي قبضتهم، وباتت الجامعة هدفا، وجب القضاء عليها بعدما أن تم تصنيفها، على أنها بؤرة إسلامية تفرخ المتشددين، وكان على رأس هذه الأهداف زحزحة الشيخ الغزالي رغم اعتداله ووسطيته، فتم التضييق عليه حتى كادت الجامعة أن لا تفتتح موسمها الجامعي سنة 1989، عشية قيام عميدها الدكتور عمار طالبي بتغيير تشكيلة مجلسها العلمي (على شاكلة المكتب السياسي) الذي كان على رأسه الشيخ الغزالي، عندما تم إبعاده في هذا التعديل، وهو الذي كان مسنودا إلى العظم من طرف الرئيس بن جديد، الذي توسط عنده الشيخ شيبان لصالح الغزالي، عندما اتخذ الشاذلي قرار عاجل بإبقاء الغزالي على رأس مجلسها العلمي (قصة مريرة وغريرة بين دكتور طالبي والغزالي يطول شرحها في هذا المقال الطويل أصلا “أكثر من 3000 كلمة”).

الشاهد: بين الطرافة والسخافة، في إحدى محاضرات الغزالي، وفي عز شرحه لدرسه كان يجلس أحد الطلبة في الصف الأول، وقد بالغ هذا الطالب في حك عود سواكه “وكثر من زغيدو” في استفزاز صارخ للشيخ، هذا الأخير نبهه بأن هذا التصرف يتنافى مع أداب الإلقاء والإصغاء، رد الطالب المندفع والمتحمس” السواك سنة” فصفعه الغزالي بقوله “حتى الاستجمار سنة، فخذ صخرة واستجمر أمامنا” فبهت صاحب السواك.

العش بفروخه: سألت أحد العارفين كيف قرر الشيخ الغزالي المغادرة، في حين لم يطلب منه المغادرة بشكل مباشر وهو المدعوم من الرئيس، يجيب هذا المطلع، قائلا: الشيخ عرف أنه لم يعد مرغوبا فيه، قاطعته: كيف عرفت ذالك؟ فكان الرد: الشيخ عالم له فراسة وكياسة “يقرأ البرية وهي مفرمية” قاطعته ثانية بقولي: يا سيدي سألتك عن عدد السكان، فتجيبني عن أسعار البترول، أفصح يا أخي، قال: جاء قراره عندما التحق ذات صباح كعادته بالجامعة، وكان مكتبه في الطابق الرابع، فعندما وصل إلى المصعد كعادته، أبلغه حارس المصعد بأنه معطل، لكن الشيخ قبل أن يصله بدقيقتين، كان يرى كيف كان المصعد ينقل في الموظفين زفرات زفرات، فعاد راجعا مطرقا وهو الحذق الفهم.. فهم الرسالة بعد 6 سنوات، من العطاء في تبليغ الرسالة.

الشاهد الأخر: رغب غاندي الجزائر الرئيس الشاذلي بن جديد، محاكاة برج إيفيل المسروق حديده الصلب، من مليانة التاريخية، فاهتدى إلى تشيد مقام الشهيد، هذا الصرح الشامخ كشموخ الأوراس “الرصاصة الأولى” جاء تخليدا للشهداء الأبرار، وقد تزين المقام أعلاه ببندقية الشهيد زيغود يوسف، وتتوسطه قبة الرحمة، التي لا تتوقف فيها تلاوة القران الكريم، لكن تحته ينام “هبل” تمارس فيه الجاهلية الأولى.

القصة03: “زجاجة” بوتفليقة

بعد كسر زجاجة نابليون (بوتفليقة) بخوذة “الخشين” عبر الحراك المغدور به، الذي نزل كهدية من السماء على “هرقل”، ضل مسجده كما يشتهي قوله الأفَّاكِينَ من عبدة وسدنة الكادر “الذي رغب أن يخلد نفسه بمسجد يعانق البحر الأبيض المتوسط، في محاكاة “الماكر” بالأشد “مكرا” الحسن الثاني، ومسجده الذي يعانق البحر الأبيض المتوسط عبر نافذة الدار البيضاء، ورغب النوفمبريون الباديسيون أن يدشنه القايد صالح، الذي تم التنكر له في أخر دفعة تخرجت، قبل يومين من أكاديمية هواري بومدين، وهو الأحق والأجدر بها إن كانوا نوفمريين حقا كما أدعوا وزعموا، وتم تسميتها على قائد الأركان عشية الانقلاب عبد المالك القنايزية (جانفي 1992) الذي تم سرد سيرته الذاتية بأنه التحق بالثورة سنة 1957، دون أدنى إشارة لماضيه، في الكيل بمكيلين، عندما تم شرشحة والتشهير بماضي لخضر بورقعة في جبال “الألب”.
يا لسخرية القدر أين الوفاء “يبتاع” نوفمبر، الذين جعلوا من جنازة القايد فصل من فصول تاريخ الجزائر.

ح.مzoom

أردوغان خلال إعادة افتتاح مسجد آيا صوفيا

القصة 04: تدشين الضمآن في تقليد أردوغان

عند طواف الإفاضة “للمدشن” في صحن مرمر، تم فيه التنكر لنابليون “بوتفليقة” إعلاميا وسياسيا وأخلاقيا، في جحود تام يشيب له الولدان، من طرف الذين صوروا لنا يوما بأن بوتفليقة “قضاء وقدر الجزائر” وأنه منة ومنحة ربانية، لا بد أن نحمد الله عليها، هم ذاتهم راحوا يمشون وراء المدشن وهو يمشي مرحا، كأنه يُحاكي أردوغان في افتتاحه لجامع آيا صوفيا.. في مشهد ذكرني بالقول السائر عندما “تفتخر الصلعاء بشعر جارتها”.

سيأتي يوما “وإن ناظره لقريب” لا تذكر فيه “للمدشن” إنجازاته التي يتغنى بها “حواريوه ونفمبريوه” الآن، ذاتهم “حراس المعبد” من بطانة السوء، سيمسحون إسمه وقوله وفعله من الذاكرة الشعبية والرسمية “بالفرطوار” أسوة بالذين سبقوه… والأيام بيننا.

وهنا جدير بالتنبيه والتنويه، أن أردوغان الذي أعاد ترميم مسجد كتشاوة وافتتحه سنة 2018، كان رئيسا يعرف من أين تؤكل دبلوماسية المساجد، التي شرع فيها مبكرا منذ سنة 2016، لجعل بلده قطبا يناور ويحاور على المكانة والدور إقليميا والزعامة الاسلامية عالميا، وهو الذي افتتح سلسلة من المساجد، جامع كلونيا بألمانيا، وجامع الإمام السرخسي في قرقيزيا، وأكبر جامع في شرق إفريقيا بجيبوتي، وجامع مينيسك في روسيا البيضاء، وجامع في تيرانا بألبانيا، ومركز ثقافي في ميرلاند، ومركز ديانيت في الولايات المتحدة الأمريكية، ومساجد أخرى طور الإنشاء والتشييد في كل من فنزويلا وكوبا والفلبين، وختمها بسيف العثمانين السلطان عبد الحميد وبخطبة ليس فيها “تنمق أو تملق” لفاتح جامع آيا صوفيا أردوغان، بعد ثمانين حولا من سيطرة الصليب عليها.

ح.مzoom

الرئيس تبون خلال زيارته التفقدية لمسجد الجزائر الأعظم

الشاهد: لو حدث هذا الركام من الإنجازات المسجدية في الجزائر الجديدة “المسيرجة” لسمعنا قولا أكثر مما قاله ذات يوم البرفيسور محمد بن بريكة في محاضرة بحمام الصالحين ببسكرة سنة 2001، حين قال: إن بوتفليقة إسمه مشتق من الفلق، وقد جاء كفلق الصبح، فهو فجر الجزائر ونورها…إلخ”..

في المقابل، عندنا مسجد يتيم “جامع باريس” عجزت القوة “الإقليمية” أن تجعل منه منارة وإدارة، تستقطب وتخدم به الجالية وتلعب من خلاله أدوارا دينية وثقافية ودبلوماسية، وآية ذلك على ضبابية الدور وغمامة المهمة، أسندت عمامته وعمادته للمطبع، بوبكر دليل الذي حضر الحفل الزخم لمجلس المؤسسات اليهودية بباريس، موازاة مع العدوان الصهيوني، الذي كان يدك في غزة الحرة بالقنابل العنقودية والفسوفورية، ثم يحدثك أتباع “المدشن” عن العمق الإفريقي، الذي استحوذت عليه السعودية والمغرب وقطر عبر الدبلوماسية الموازية “المساجد”.

هجين الكلام ودجين الحديث: سمعت المدشن وهو “يُدشدشْ” تصريحه بالفرنسية “الرطنة” من بطحاء المسجد وهو يستجمع الأمنيات “بالباسكولا”: يريد استنساخ تجربة الحرمين في كنف المرجعية المالكية، مع التوجهات النوفمبرية، عبر شركة وطنية، بعمادة دينية وعمامة وزارة الشؤون الدينية، لمضاهاة المساجد العالمية”.
لست أدري كيف شرد ذهني مباشرة نحو الشركات الاشتراكية البائدة “أثر بعد عين” الديانسي وسوناكوم وسونرياح وسونيتاكس وسانتيفي… وإلخ”.

ختاما: الآلة الإعلامية والهالة التلفزيونية “جات تسعى فضيعت تسعة” عندما ركزت وتمرّكزت حول المصرّح لا الصّرح.

ح.مzoom

الجامع الأموي بدمشق

نُتفة ولفتة من أدب الرحالات:

وفقني الله صليت في مساجد “العالم المعالم” من جامع الأزهر في عهد حسني مبارك، والزيتونة في عهد زين العابدين بن علي، والجامع الأموي في عهد بشار الأسد، والحرمين المكي والمدني في عهد الملك عبد الله، كل هذه الجوامع لم تغريني، باستثناء فرحتي بلقاء الكعبة المشرفة والصلاة في الروضة الشريفة..

مثلا ذهلت في مسجد الزيتونة عندما دخلته وجدت المخبرين أكثر من المصلين (صف ونصف)، أما الأزهر كان ثكنة في كنف مسجد، أما الجامع الأموي كان وحده فصيلا استخباراتيا، من بين 18 فصيل مخابراتي اعتمده حافظ الأسد، ظل الجامع الأموي يذكره عند كل خطبة جمعة “حمدا ومجدا” وهو العلوي الذي لا يعرف للقبلة صلاة أو ورع أو تقوى.

ونافلة القول والشاهد معا: كان ثمة شيخ سني سبعيني يبيع البنادورة (الطماطم) عند أكناف الجامع الأموي، وفي سهو منه عندما بقيت له، بعض الحبيبات من الطماطم صار ينادي على الزبائن، ليكمل ما بقي من بضاعته وهو يصيح “البيعة الأخيرة” وتزامن هذا الموقف البريء والبسيط، بساطة البائع الشيخ الطاعن في السن، مع تجديد البيعة لحافظ الأسد، ومنه وعليه فهم كلامه من طرف عيون وأعوان المخابرات الجوية (أحد اشد الفروع الاستخبارتية السورية ظلما وقمعا) أنه يبشر بنهاية حكم الأسد “فطاروا” به ولم يظهر له اثر بعد ذلك، وبقيت منذ سماع هذه القصة أتساءل عن: ما علاقة المخابرات الجوية بالبنادورة (طماطم)؟؟ ونفسه التساؤل يؤرقني اليوم، بين علاقة التدشين في 1 نوفمبر، والاستفتاء على الدستور..؟؟

بيوت الله.. بين شرعية الحاكم وشريعة المسجد.

الأزهر ..نموذجا

ح.م

العالم الجليل محمد لخضر الطولقي البسكري، خاض مع عبد الناصر معركة كسر العظم، انتهت بانسحابه بشرف سنة 1954 من مشيخة الأزهر، دون أن يرضخ أو يخنع للفرعون الجديد.

شيخ الأزهر محمد لخضر الحسين الطولقي (بسكرة) وقف الند للند “للقومجي” جمال عبد الناصر، الذي نجح عبر حركة الضباط الأحرار التي يقودها الجنرال نجيب، في إسقاط الملكية الفاروقية صيف 1952، وتزامن نجاح الثورة التي اختطفها عبد الناصر من قائده الجنرال نجيب الذي أطاح به، عبر انقلاب أبيض انتهى بإقامة جبرية منزلية مات فيها، مع رئاسة الشيخ العلامة والبحر الفهامة محمد لخضر الحسين لجامع الأزهر، عندما رغب مهندس هزيمة 1967، تطويع الأزهر ومشيخته كعلماء البلاط، يسبحون بحمده ويمجدون “القومية الاشتراكية” خاصة في عز وهج وسطوع جمال عبد الناصر، الذي تأبط أرض الكنانة من النيل إلى الأهرامات، ومن أم كلثوم إلى صوت العرب دون منازع أو مصارع، لكن الشيخ الورع والعالم الجليل محمد لخضر الطولقي البسكري، خاض معه معركة كسر العظم، انتهت بانسحابه بشرف سنة 1954 من مشيخة الأزهر، دون أن يرضخ أو يخنع للفرعون الجديد، الذي أراد أن يطوعه لسلطانه وصولجانه، كما طوع الكنيسة القبطية.

الشاهد: انظر إلى المآل الذي استقر عليه الأزهر، عندما انتقل من منارة علمية، إلى لجنة مساندة رئاسية “صك على بياض” ولم تكتفي بذالك بل أمعنت في خدمة السلطان إلى حد الشطط،عندما سار شيخها ومفتي الجمهورية، علي جمعة على خطى “فالق الحب ونوى التطبيع” أنور السادات بزيارة “الجرأة” إلى إسرائيل 2012.

ونافلة الشاهد، ما قام به أحد شيوخ الأزهر، وخريج كليتها أصول الدين، وهو الإمام البليغ، فعندما تمت استضافته في أحد البرامج التلفزيونية، بدل أن يقدم علمه وورعه وزهده، راح يصر على مقدمة البرنامج أن تسمح له بالغناء، للست أم كلثوم حيث غنى لها مقطعا فاخرا من عيون أغانيها الطربية “لسا فاكر” ناسيا أو متناسيا، قوله تعالى (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).

ح.مzoom

مسجد الأزهر بالقاهرة

المساجد الروحية الحقيقية، لا في شكلها المورفولوجي، مهما سمقت الصومعة واتسقت القبة، ومهما ارتقى ذوقه وسمى زخرفه من سندس وإستبرق، بل سيظل انثربولوجي “تكوين الإنسان زمان ومكان” هو الصح والأصح…

حصاد “الخربشة والدردشة”: المساجد الروحية الحقيقية، لا في شكلها المورفولوجي، مهما سمقت الصومعة واتسقت القبة، ومهما ارتقى ذوقه وسمى زخرفه من سندس وإستبرق، بل سيظل انثربولوجي “تكوين الإنسان زمان ومكان” هو الصح والأصح، ويبقى ذلك مشروطا بما يخرجه من قيادات واعية وكفاءات ناضجة، وعلماء ضد البلاط ومشايخ خارج فلك السلطان، ودعاة هُداة للحكام “أن يخافوا الله في شعوبهم وأوطانهم” هذا من جهة .

.. ومن جهة أخرى، تكون وراء أجيال صالحة ومتعاقبة، يكونوا حماة العقيدة وحراس الدين ومنارة الوطن، يجهرون بالحق في وجه السلطان، ويصدحون بالعدل في حضرة الحاكم، نحو علماء ضد البلاط: الشيخ عبد اللطيف سلطاني والشيخ عمر العرباوي والشيخ مصباح حويذق والشيخ أحمد سحنون (رحمه الله) وغيرهم من الصحاح الأقحاح.. وأعتذر عن من سقط إسمه من المشايخ والعلماء، سهوا أو لهوا.

وعطف بعد لطف: ماذا قدمت تلك الصروح “التوابيت”.. المكتبة الوطنية (انظر إلى حال الثقافة والمثقفين)، ودار الأوبرا (انظر حال الفن وأهله)، ومركز الجزائر الدولي للمؤتمرات (انظر حال الورشات الفكرية والسياسية مستوى ومحتوى)، ومؤسسة الأرشيف الوطني (انظر حال المؤرخين والتاريخ المدرسي)، وقصر المعارض، الذي تحول ذات مرة إلى خيمة من “الباش” لحاجة في نفس الحميراء (انظر حال الكتاب والناشرين)، وختامه حنظل، انظر كيف تحول مسجد عمر بن الخطاب إلى مسجد العقيد بن الشريف.

ح.مzoom

مسجد الجزائر الأعظم

الفايدة والحاصول: ينبغي على المسجد الذي هَبَشَ رسمه وغَبِشَ إسمه.. في غزوة “التنابز بالألقاب” أن:

ينهى عن ثلاث: التشيع والتنصير والتسيس.

ويأمر بثلاث: الأسلمة والأخلقة والتسامح.

مخ الهدرة: المساجد بات من الضروري، أن تخرج من “لوثة” الاستغلال السياسي، إلى “فوهة” الإشعاع الدعوي.

بيت الحكمة في المعادلة التالية (ق + ه + ص = ح)

ملاحظة: شرح رموز المعادلة (ق = القوة المسجدية / ه = هيبة العلماء / ص = صلاح وصدق الرعية / ح = الحاكم “يولي” يعرف يحكم “بلاصتو”).

فذلكة الفذلكات: استقرار الخطاب الديني واستمرار الرسالة المسجدية، ووقار الأئمة مرتبط بقرار الحرية الدعوية، لا بفقه “النوازل” السلطوية و”بارشيشت” فاكسات وزارة الشؤون الدينية في الثلث الأخير من الليلة “الجمعوية” ولا بالنقابة “الجلولية” او بالتقارير “بيدي لا بيد عمر”.

سؤال استنكاري: كيف نفسر في بلد أنجب علماء ومشايخ ودعاة علما وخلقا، سلوكا ومنهجا، ينكفئ فيه عالم بحجم ووقار الشيخ الطاهر علجت، ويبزغ فيه هيلمان

كيف لبلد بحجم قارة، يحوز على 8 معاهد لتكوين الأئمة، و4 جامعات إسلامية، هي جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، وجامعة أول نوفمبر بباتنة وجامعة خروبة العاصمة، وكلية أصول الدين في وهران، تحتوي على شتى التخصصات وتزخر بالكفاءات من الكوادر والإطارات، وتجد على رأس مجلسها الأعلى الإسلامي “غلام” قضى نصف قرن، يصول ويجول في خدمة السلطان لا القرآن..!

شميسو وغثيان حمو وهذيان عية وتيهان جاب “الخير”، وتنفطر فيه نقابتان جلولية وغولية على شاكلة “ياغوثا وياعوقا” يحلبان في طاس السلطة الفعلية، ثم يغشاها طوفان من الرقاة ويغيب فيها الدعاة التقاة الثقاة.

سؤال انشطاري: كيف لبلد بحجم قارة، يحوز على 8 معاهد لتكوين الأئمة، و4 جامعات إسلامية، هي جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، وجامعة أول نوفمبر بباتنة وجامعة خروبة العاصمة، وكلية أصول الدين في وهران، تحتوي على شتى التخصصات وتزخر بالكفاءات من الكوادر والإطارات، وتجد على رأس مجلسها الأعلى الإسلامي “غلام” قضى نصف قرن، يصول ويجول في خدمة السلطان لا القرآن.

سؤال انتحاري: كيف نفسر انهيار سلم القيم الإسلامية والأخلاقية، عندما تراجع موقع المساجد الذي كان يزين مدخل كل مدينة وقرية، حيث كان فيها المسجد قبلة عابر السبيل والسائل والمسكين وبمثابة المحكمة والبلدية، فغيب بين دروب المدينة، وتصدرت بدله السجون كمفخرة وطنية، أليس هذا هو زمن الرويبضة ومسيلمة؟؟

نقطة ولا نعود للسطر: العبرة بالمسميات لا بالأسماء.

“رمية” في “مرمى”: الأقوام “المتنابزون والمتدابزون” على “وثنية ” التسمية:

يا معشر المتناحرين.. بين التفريط في المغرم والإفراط في المغنم ..

العقبيون.. ماذا قدمتم.. لمسجد عقبة بن نافع؟

الديناريون.. ماذا قدمتم.. لمسجد أبو المهاجر دينار؟

الباشيريون.. ماذا قدمتم لمقر جمعية العلماء؟

الجزأريون (جماعة جامع الجزائر) ماذا قدمتم.. لشهداء الجزائر؟

إذن… صَهْ (أصمت).. ثم.. صَهصَهَ (تيزفو).

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.