ردا على الملاحظات التي توجه لوزارة التربية الوطنية، الخاصة بإصلاحات الجيل الثاني، كشف فريد بن رمضان مستشار الوزارة "أن الوزارة تعمل على تطبيق وثيقة آفاق التربية الوطنية 2030"، لكن المتتبع لعمل الوزارة ومهامها، لا يجد أثرا لهذه الوثيقة على مستوى بوابتها الإلكترونية، ولم توزعها على سلك التعليم من مربيين وأساتذة ونقابات وأولياء التلاميذ، وهو ما أكده أحد الإطارات العليا بالوزارة سابقا أن "وثيقة آفاق التربية الوطنية 2030" أو ما يسمى خارطة طريق الإصلاحات التربوية فعلا هي في حوزة خمسة أشخاص فقط وهم: الوزيرة نفسها وفريد رمضان مهندسها وثلاثة إطارات آخرين يجهل أسماءهم.
وفي هذا الإطار يتساءل إطارات التربوية عن سر إخفاء الوثيقة هذه، هل هي خلاصة توصيات الندوتين السابقتين لتقييم عملية إصلاح المدرسة التي سبق للوزارة أن نظمتهما في وقت سابق أم لا رغم اعتراض الكثير؟
على العكس يرى المتتبع لنشاط الوزارة أن ما تقوم به من إصلاحات لا علاقة له بما جاء في نص الوثيقتين، بدليل أن الوزارة تعمل في سرية ولا تشرك شركائها الاجتماعيين بل تقوم بإلهائهم في معارك هامشية، إذ تهتم بالشكل الكمي للمنظومة وبالإصلاح الخارجي، دون الدخول في صلب الإصلاحات التي جاءت في ديباجة الدستور والمواثيق الوطنية، كل إصلاحاتها تمس بالهوية الوطنية والإسلامية للمجتمع الجزائري، والنتيجة أنه مضى على الدخول المدرسي شهرين والتلاميذ مقبلون على العطلة الشتوية بعد أيام والكتب المدرسية لم توزع على نطاق واسع والاكتظاظ ازداد حدة ولم يتم تعويض الأساتذة المتقاعدين حتى الآن بالقائمة الاحتياطية للناجحين في مسابقة التوظيف دون الحديث عن النقل المدرسي وإطعام التلاميذ المعوزين.
يبدوا أن الوزارة تفتقد للصرامة ولمخطط متكامل لسد هذه النقائص التي تؤثر على المردود التربوي للأستاذ والتلميذ معا، مما جعل الوزارة تستنجد في كل مرة بعتبة الدروس وهامش نقطة الإنقاذ وبالامتحانات الاستدراكية للراسبين لرفع نسبة النجاح.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.