وجاء الطووفان يوم السابع العظيم قبل عامين ليجعلنا نستحي من أنفسنا ومن عجزنا وخذلاننا أمام ما يصنعه أسيادنا في تلك البقعة المباركة والأرض الطيبة من معجزات وملاحم وبطولات، حتى ظننّا أنهم ليسوا من طينة البشر مثلنا أو أننا لسنا بشراً مثلهم..
ثم جاء أسطول الصمود فاكتشفنا أننا أقل بكثير من أن نضع أنفسنا مع رجال عسقلان على نفس الميزان، بل إننا أصغر من ذلك وأدنى وأحقر..
وإنا ولو كنا نستحي من هذا العجز والهوان الذي نحن فيه، فإننا نحمد الله أننا لم نكن من المرجفين في المدينة، وإننا نُشفق على أحوال هؤلاء وأمثالهم، لا أخلاق الإسلام ولا مروءة الجاهلية..
فالمقارنة اليوم -إن جازت- فهي مع نخبة من بني جلدتنا ومن غير بني جلدتنا من خمسين جنسية عبر العالم، خاضوا البحر وأهواله من أجل هدف واحد هو كسر الحصار الذي يُحكِمه الأنجاس على أهلنا في أكناف بيت المقدس..
لم يكتف هؤلاء بالقول مثلنا، أو برفع الشعارات من خلف الشاشات، ونشر التغريدات وكتابة المنشورات، وإن كان هذا من أضعف الإيمان واقلّ الواجب والمطلوب، شكر الله سعيهم وفكّ أسرهم..
فهل رضينا أن نكون من القاعدين، ومن المُخلّفين في المدينة.. وما الذي كان يمنعنا أن نكون معهم أو بينهم..؟!
@ طالع أيضا: بلا أخلاق..!
عزاؤنا الوحيد، أن حالنا أرحم ووضعنا أسلم، من أولئك “المستراحية” الذين يُقيمون بيننا، يتحدثون بلغتنا ويدينون بديننا، ولكن قلوبهم ليست معنا وألسنتهم علينا وكيدهم ضدّنا..
فلم يسلم منهم أسياد الطوفان من قبل، ولا أبطال الأسطول اليوم، وصدق من قال فيهم: “إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت”..!
وإنا ولو كنا نستحي من هذا العجز والهوان الذي نحن فيه، فإننا نحمد الله أننا لم نكن من المرجفين في المدينة، وإننا نُشفق على أحوال هؤلاء وأمثالهم، لا أخلاق الإسلام ولا مروءة الجاهلية..
(يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)
صدق الله العظيم
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.