قمة إيطاليا-إفريقيا، بوادر شراكة إستراتيجية تلوح في الأفق.. وشباب إفريقيا يحرج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون!
سبحان الله يشاء العلي القدير، وفي نفس الأسبوع المنقضي، ان تقام قمتان إفريقيتان:
القمة الأولى جمعت، إيطاليا-إفريقيا، وحضرها وزراء خارجية الدول الإفريقية، (إهتمام كبير ومستوى أقل ما يمكن وصفه أنه لابأس به).
إن تحويل خيرات إفريقيا (إبن الفقير/ Le fils du pauvre)، من أجل أن يحيا المواطن الفرنسي حياة كريمة ويبني بذلك السياسيون الفرنسيون حياة الرخاء والرفاهية في بلادهم، كل هذا على حساب ومعانات الشعوب الإفريقية..
القمة الثانية جمعت فرنسا-إفريقيا بمدينة مونبلييه الواقعة جنوب فرنسا، إذ حضرها الشباب الإفريقي وجمعهم اللقاء مع الرئيسي الفرنسي إيمانويل ماكرون، لمن لا يعرفه هو ذلك المراهق السياسي الفرنسي والمعروف عنه أنه بين قوسين (سياسيا غير ناضج/ Politiquement immature).
أقول أن المميز في اللقاء الذي جمع ماكرون بالشباب الإفريقي الناضج، أن مستواهم الثقافي وتحكمهم بلغة موليير، وجرأتهم في طرح إنشغالات القارة السمراء وفضح سياسة فرنسا الإستغلالية والإستدمارية والإنتهازية، في تحويل خيرات القارة الإفريقية إلى فرنسا في ظل الأزمة الإقتصادية التي تعصف بالبلاد..
للإشارة كل هذا يحدث وتزامنا مع تراجع نفوذ فرنسا هنا وهناك في مستعماراتها القديمة (إفريقيا عامة والجزائر على وجه الخصوص).
إن تحويل خيرات إفريقيا (إبن الفقير/ Le fils du pauvre)، من أجل أن يحيا المواطن الفرنسي حياة كريمة ويبني بذلك السياسيون الفرنسيون حياة الرخاء والرفاهية في بلادهم، كل هذا على حساب ومعانات الشعوب الإفريقية..
أضن أن الشباب الإفريقي الناضج قد أحرج كثيرا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأسقط القناع من على وجه فرنسا، وأبان حقيقة الديمقراطية والحريات التي تتغنى وتتباهى بها فرنسا، وهي التي لم تتخلص بعد من تاريخها الأسود وماضيها الإستعماري في إفريقيا وأحرجها كثيرا، بل وأجحفت أن تعتذر لشعوب القارة الإفريقية.
أختم في رد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أحد الشباب الإفريقي خلال هذه القمة (فرنسا-إفريقيا): “نعم للإعتراف ولكن لا داعي للإعتذار”
رُب عذر أقبح من ذنب..!
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 8090
هذا الخطاب الذي بالفيديو المرفق بالمقال ينبغي أن يَستمعَ إليه و يَعِيَهُ حكامنا لأنه ترجمة لما تراه و تعتقده شعوب مستعمرات فرنسا كلها، و ما فتئت هذه الشعوب تناديهم به و تدعوهم لأن يتركوها تأخذ زمام أمرها بيدها وتخوض معركة تنميتهما بالاعتماد على نفسها، بدءا بتحرير ثرواتها من نهب فرنسا، والتخلي النهائي ، الصريح، عن ” منوّمات” الدعم الذي ما فتئت فرنسا و أوروبا عموما تخدِّر به حكامها الذين هم في أغلبهم وكلاؤها ! يبدو من هذه الصفعة التي تلقاها ماكرون بهذا الخطاب، أنه خسر معركة استغلال المجتمع المدني الإفريقي لخدمة أجنداته . لقد أراد أن يستميل الشباب الإفريقي و ينوِّمه للاستمرار في الهيمنة عن طريق إرشاء هؤلاء الشباب و أعدادهم بذلك ليواصلوا مهمة الوكلاء المنتهية صلاحيتهم، ولكن تدميره جاءه من تدبيره !
Il a vraiment attrapé le diable par la queue
تعليق 8091
مساء الخير،
وأهلا وسهلا بك أستاذ العزيز سي لحسن، على تفاعلك الجميل المع المقال ومرورك الطيب..
تحياتي وإحترامي لكم، مع خالص تشكراتي لهيئة التحرير – بزاد دي زاد –