يجب أن أعترف أولا بأنني من المدمنين على قراءة كل ما يكتبه الأستاذ بوعقبة من خلال عموده "نقطة نظام منذ أكثر من عقدين من الزمن، كما أعترف أيضا أن كتاباته كانت ولازالت وستبقى في معظمها مستفزة وموجهة توجيها "غير بريء"، بل ومتناقض في معظم الأحيان مع الحقيقة المحشوة بكثير من المغالطات، لدرجة أن القارئ يشعر بأن ما كان يراه من واقع مسنود بدلائل ملموسة، لم يكن سوى سرابا وخيالا، كل هذا راجع طبعا لعبقرية هذا الكاتب المخضرم في تضليل المتلقي الذي يصدق كل ما يكتبه بحسن نية.
“سي سعد” كتب في مقال له تحت عنوان “الشيخوخة ليست عيبا سياسيا؟!”، حاول من خلاله تمييع بيان “الثلاثي… طالب وبن يلس وعبد النور”، واعتبر أن فيه شتم للرئيس من خلال استعمالهم في حقه لمصطلح “العجوز أو الشيخ”، فراح يوبخهم بالقول أنه “لا يصح أن يعبر شيوخ السياسة في الجزائر شيخا آخر في الرئاسة، ولهذا كان بيان الثلاثة عبارة عن طاسة حليب حطت عليه ذبابة فأفسدته”.
أكيد أن كاتب المقال قد قرأ البيان مرات ومرات ولم يجد شيئا يذكر حتى يخالف به “الشيوخ”، فراح يستعمل طريقة هؤلاء الذين أرادوا أن يقتلوا كلبا، فاتهموه بالكلب، وإلا كيف نفسر تحامله عليهم لمجرد ذكرهم لصفة هم أول من يتصفون بها، صفة أطربنا بتبيانها الفنان العراقي الراحل ناظم الغزال بمحسنات بديعية راقية في إحدى روائعه، والتي كان مطلعها “عيرتني بالشيب وهو وقار، ليتها عيرت بما هو عار!”.
كنا ننتظر من الأستاذ بوعقبة أن يكون سندا لهؤلاء الشيوخ بكتاباته ومواقفه إزاء الوضع الخطير الذي تمر به البلاد في ظل غياب الرئيس الذي طال أمده، واستفحال ظاهرة النهب لثروات البلاد، لدرجة أن الذين يتحكمون في رقابنا من وراء الستار قرروا بأن يستخرجوا الغاز الصخري، لكي يكملوا مهمتهم الدنيئة على أكمل وجه، ليفروا بعدها إلى الخارج، أين تنتظرهم القصور الفخمة والسيارات الفارهة والحسابات بالعملة الصعبة في البنوك الأوربية، ويتركوا الشعب الجزائري قابعا في الفقر والخوف من غد أسود.
لكن “حضرته”، وعوضا أن يأخذ بأيديهم ويشجعهم على مواقفهم البطولية، حاول على مضض أن يسبح عكس التيار، كما فعل قبله السيد نورالدين بوكروح، عندما صرح بأن الشيوخ “سرقوا مبادرته”.
هي ليست المرة الأولى التي وكما يقول المثل الشعبي “جا يكحلها عماها”، فقد فعلها أيضا مع الصحفي المرحوم “تامالت” عندما حاول توريطه من خلال رسالته المفتوحة التي بعث بها إلى رئيس الجمهورية يناشده من خلالها العفو عنه وكأنه مجرم خطير، قائلا له “وأكاد أجزم أن الشاب الصحفي تامالت الذي أطلق عليكم النار بالكلام وليس بالرصاص، لا يمكن أن تكونوا أنتم من أمرتم بتحريك الدعوى ضده وسجنه، لأنكم من الجيل الذي فيه هذه النخوة التي جاءت على لسان بومدين”.
السيد بوعقبة حاول استعطاف الرئيس، للعفو عن تامالت رحمه الله، رغم أن هذا الأخير ظل ينادي ببراءته طيلة أطوار المحاكمة ودافع عن نفسه ليثبت أمام هيئة المحكمة أنه لم يشتم ولم يهن الرئيس، لكنه حاول فقط أن يصف الفساد الذي استشرى بين أبناء الوزراء والنافذين في دواليب السلطة.
وها هو كاتب الرسالة يعيد نفس السيناريو اليوم مع أشخاص آخرين بلغوا من العمر عتيا، ليورطهم مع الرئيس ويؤلبهم ضده، ويتهمهم بأنهم شتموه، وقد يعيد الكرة مرة أخرى ويبعث برسالة مفتوحة للرئيس في مشهد “بطولي”، ليتوسل إليه أن يعفو عنهم، لأنهم أصيبوا بمرض”الزهايمر”… ولله في خلقه شؤون!..
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 6557
ولازالت وستبقى في معظمها مستفزة وموجهة توجيها “غير بريء”، بل ومتناقض في معظم الأحيان مع الحقيقة المحشوة بكثير من المغالطات
هذا الكلام الذي كتبته و لا تعرف معناه لأنك لا تحسن القراءة هو الذي جعلني اجيبك بجملة واحدة هو أنني ” أرقص على رجلي الثالثة” و الحق ليس عليك بل على هذا الموقع الذي ينشر لك كلاما،أنت لا تعرف معناه.
تعليق 6558
تحية طيبة وبعد،،،
مرحبا استاذ سعد
نحن نحرص في هذا الموقع وفي هذا الركن بالذات “كل الإتجاهات” على نشر جميع المساهمات التي تناقش الأفكار ولا تمس بشرف الأشخاص..
هذه هي حرية الصحافة التي تعلمناها منكم أنتم السابقون في الميدان..
ودائما ما نوصي بأن الرأي الحر مكفول على موقعنا مادام يناقش الفكرة ولا يستهدف صاحبها..
وقد رفضنا نشر الكثير من المقالات بسبب أن بعض من يكتب هدفه الإساءة لشخص معين وليس مناقشة فكره أو توجهه..
نجدد لك مرة أخرى خالص تقديرنا واحترامنا ولجميع المهتمين بموقعنا..
خالص اتحية
فريق زاد دي زاد