عناوين فرعية
-
الخياط حاييم والحلاق باروخ والمربية خوانيتا والخادمة ساسون.
-
"العرّاب والعرب" الملك.. وجِبلة التطبّع.. وجَلبة الطّابع.. وجباية التطّبيع.
-
الحسن الثاني: "عندما يغادر يهودي مغربي بلده نخسر مقيما، ولكننا نربح سفيراً".
-
الجراح دوبوا عن الحسن الثاني: (نجحنا في تثقيفه لكننا فشلنا في تربيته).
-
بن غوريون سنة 1948: "لو كنت زعيما عربيا لن أوقع اتفاقا مع إسرائيل أبدا"
-
الحسن الثاني سنة1958: "لو كنت مكانهم (العرب)لاعترفت بإسرائيل وأدمجتها في جامعة الدول العربية"
-
محمد السادس سنة 1978: استلم من رئيس الموساد إسحاق حوفي في الرباط حاسوبا إسرائيليا كهدية من الكيان، ولم يبلغ وقتها حتى سن 15 بعد.
من يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس إلى قلبه وبعد:
القلم إذا عسعس.. والمقال إذا تنفس
كان الملك محمد الخامس ليلة إجراء آخر عملية جراحية له، يحلق ذقنه فسألته حرمه والدة الحسن الثاني السيدة عبلة: كيف تحلق وأنت ذاهب غدا إلى إجراء العملية الجراحية هل تود لقاء سيدة جميلة؟؟
يرد محمد الخامس: “إني ذاهب للقاء الملائكة”، فيما كان نجله ولي عهده الحسن الثاني يستعجل اعتلاء العرش، فطلب من طبيب التخدير السويسري “أن يكثف الجرعة لوالده” الذي فاضت روحه بعدها، وهو في عمر الكهولة 51 سنة فقط.
حواريون (يهود) حول الملك
AFPzoom
1. عائليا: رافئيل بوطبول كان الخياط الشخصي للحسن الثاني ووالده حاييم كان الخياط الشخصي لمحمد الخامس، فيما كانت مسعودة ابنة الخياط إبراهيم ساسون راعية للشؤون جدة الحسن الثاني السيدة ياقوت ووالدته عبلة، وكانت بيدها كل تفاصيل الأسرة من الداخل، فيما كان الحلاق الشهير في هوليود باردوخ دهان الحلاق الشخصي للملك الحسن الثاني وتحول إلى صديقه يشاركه لعبة القولف (الرياضة التي استحوذت على عقل وقلب الملك)، والمربية “العمة خوانيتا” التي أنقذت بأعجوبة محمد السادس وهو في عمر 7 سنوات (ولي للعهد) من انقلاب الصخيرات سنة 1971.
2. سياسيا: كان أندري أزولاي المستشار السياسي للملك الحسن الثاني الشخصي (ورّثه لنجله الملك محمد السادس) إبنته المديرة الحالية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، فيما كان دافيد عمار (رئيس الطائفة اليهودية المغربية) المستشار المالي للحسن الثاني، فيما منح وزارة السياحة (التطبيع المقنن) سنة 1993 لسيرج بيرديغو الذي مكن 300 ألف إسرائيلي مغربي من زيارة المغرب بانتظام بغرض الحجِّ، خاصة فِي موسم “الهيْلُولَة”، أما الجاسوس ديفيد كمحي، كان موفد الملك لكل أصقاع العالم مكلفا بالمهام القذرة.
3. اقتصاديا: عين الملك الحسن على رأس مجموعة “أونا” الاقتصادية الكبرى دافيد عمار تحول هذا الأخير إلى المحتكر الأول للحبوب، أما روبرت أصراف (رئيس الاتحاد اليهودي المغربي في جميع أنحاء العالم) أسند له الحسن الثاني مهمة تسير الدواوين الوزارية كالفلاحة والمالية والتجارة بمعية لإخوة أوحنا “هنري وبول” وبرفقة كل من باروخ دهان وسويسا، إلى لوبي مالي وتجاري خدم الكيان بتهريب أطنان من الأموال لإسرائيل في عملية تبيض أموال القرن عندما “احتالوا ونصبوا على الاقتصاد المغربي لصالح الكيان” وانتهى بهم المطاف جميعا “المقام” في إسرائيل.
القصة 01: سنة 1956
أرشيفzoom
السلطان محمد الخامس والد الملك الحسن الثاني، قام بعمل جبار لحماية يهود المغرب من ملاحقات حكومة فيشي (أنشأت مراكز اعتقال في مستعمراتها الإفريقية لمطاردة اليهود) التي نصبها النازيين عندما رفض تسليم قوائم عدد اليهود في المغرب ورفض الوصول إليهم أو تعرض لهم، فرد له الإسرائيليون الجميل عندما أرجعوا له صولجانه سنة 1955 الذي فقده عشية نفيه إلى مدغشقر وكورسيكا سنة 1953من طرف الحماية الفرنسية، التي كانت بحاجة ماسة للمعلومات حول مصر بعد تفجير الثورة الجزائرية التي باغتتها وفاجأتها سنة 1954، حيث قدم الإسرائيليون معلومات هامة للفرنسيين عن دعم جمال عبد الناصر، وعن نشاط الثوار والقادة الجزائريين على الأراضي المصرية، خاصة بعد تمكن الاسرائيليين من تجنيد العميلين أشرف مروان صهر جمال عبد الناصر ثم جمعة الشوان، وقد توثقت العلاقة الفرنسية الإسرائيلية تحت يافطة “عدو صديقي عدوي” وتجسدت ثمارها في العدوان الثلاثي على مصر جويلية 1956رغم اختلاف الغايات والأهداف، ليرد لهم الحسن الثاني الجميل لاسرائيليين خدمة للفرنسيين “ليه ليه” في أكتوبر من نفس السنة، عندما كان وراء تسريب المعلومات والتواطؤ مع ربان الطائرة التي تحمل القادة الأربعة عندما تمت قرصنتها، ليرد الفرنسيون للإسرائيليين الجميل خدمة للملك بمنحه استقلال المغرب في نوفمبر من نفس السنة، في هذه الظروف تأسست غرفة العمليات المشتركة “الكيدورسي الموساد المخزن” كل يشتغل لصالح أهدافه، فالفرنسيون هدفهم التفرغ التام لوأد الثورة، أما الإسرائيليون تهجير اليهود المغاربة لتعزيز دولة الكيان، وأما الملك لتثبيت عرشه الذي استعاده بفضل فرنسا قبل سنة، ومن هنا بدأت العلاقة الفعلية والعملية بين ولي العهد الحسن الثاني (27 سنة) مع الموساد، لتعرف العلاقة تناغما وانسجاما متصلا ومستترا لمدة 43 سنة (1956 1999).
الشاهد01: الحسن الثاني: (اليهود المغاربة في اسرائيل يزورون المغرب مرارا فان الرسائل تصل دون ان تكون بالضرورة مرموزة إنها ربما أأمن الطرق وأكثرها سرية لتمرير الرسائل).
القصة 02: سنة 1958.
في جلسة ليلية على سفرة لبنانية سنة 1958، كان الحسن الثاني وقتها وليا للعهد يتوسط الطاولة بين جمهرة من كبار المناضلين الفلسطينيين ومن علية القوم الرسميين اللبنانيين، وبعد نقاش حول القضية الفلسطينية، جاء دوره في الحديث أجهر بالآتي: (الخلاصة أن العرب لن يفلحوا أبدا في تسوية هذا المشكل، فأنا لو كنت مكانهم لاعترفت بإسرائيل وأدمجتها في جامعة الدول العربية)، صاح الحضور واعترضوا على كلامه، لكن واصل حديثه متنطعا ومطبعا قائلا:(فإنها دولة “إسرائيل” لا يمكن أن تضمحل).
الشاهد02: الحسن الثاني في حوار صحفي يقول: “الذين أساءوا للقضية الفلسطينية هم العرب، فلو قبلوا بالتقسيم سنة 1947 لما كنا قد وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن”.
القصة 03: سنة 1961
ح.مzoom
في عهد والده محمد الخامس دون علم هذا الأخير، اتفق الحسن الثاني مع الموساد التي أشرفت لوجستيكيا وعمليا عبر شعبة “ميسكيري” التي يقودها أليكس كاتمون، على ترحيل المغاربة في سرية تامة إلى إسرائيل، وقد بلغت عدد الرحلات الناجحة 12 سفرية عبر باخرة إيكوزا، لتعرف غرق الرحلة 13 وموت 44 من كانوا على متنها انتشل منهم فقط 22، هنا أخذ التهجير طابعا علنيا خاصة بعد اعتلائه للعرش، تمكن الحسن الثاني إبرام صفقة مالية “سوق الرق” بموجبها يدفع له 250 دولار عن كل مهجّر وقد بلغ عدد المهجرين ما يربو عن 80 ألف يهودي مهجر.
الشاهد 03: كان الحسن الثاني ينوي من فكرة التهجير أن يكون له موضع قدم في إسرائيل، ولم يكتف بالتطبيع “تحصيل حاصل”، فكانت غايته أن يحكم إسرائيل اليهود المغاربة وليس الاشكيناز، فاليهود المغاربة في إسرائيل اليوم يفوق عددهم مليون نسمة من مجموع 6 ملاين نسمة، وهو الذي ظل يردد “عندما يغادر يهودي مغربي بلده نخسر مقيما، ولكننا نربح سفيراً”، وقد تحقق جزء كبير من مشروعه عندما وصل اليهود المغاربة إلى أعلى سلم هرم السلطة مثل: إيلي أشاي (وزير للصناعة) وشلومي بن عامي (وزير للخارجية) وعمير بيرتس (وزير الجيش) وآرييه مخلوف درعي (وزير الداخلية) ورئيس حزب شاس وأمير أوحانا (وزير الأمن الداخلي) ودافيد أمسالم (وزير الاتصال بين الحكومة والكنيست) وميري ريغيف (وزيرة المواصلات والبنى التحتية) وعمير بيرتس (وزير الاقتصاد والصناعة) وميراف كوهين (وزيرة المساواة الاجتماعية) وميخائيل بيتون (وزير الشوون المدنية في وزارة الدفاع) ورافائيل بيرتس (وزير شؤون القدس والتراث) ودافيد ليفي (وزير للخارجية) وإسحاق ليفي (وزيراً للمواصلات والطاقة والبُنى التحتية ثم وزيرا للإسكان ثم وزير الأديان) والجنرال غادي إيزنكوت (رئيس أركان الجيش الإسرائيلي) وداني دانون (وزير الدفاع) ثم سفير في الأمم المتحدة ورئيس الكنيست الحالي.
فاصل ونواصل:
عشية اندلاع حرب 1963، وصل رئيس الموساد مئير عميت ليلا إلى الرباط، وقابل الحسن الثاني وهو يردد له: “نحن جاهزون لتقديم المساعدة وراغبون بها” بعد هذا اللقاء وفر لهم الحسن خاصة لعناصر الموساد” غرفة عمليات” أشرفت على تنظيم المخابرات المغربية، وتدريب الطيارين المغاربة.
القصة 04: سنة 1965
في قمة الدار البيضاء التي حضرها كل من جمال عبد الناصر (مصر) هواري بومدين (الجزائر) الملك فيصل (السعودية) عبد الرحمان عارف (العراق) وأمين الحافظ (سوريا) وإسماعيل الأزهري (السودان) والملك الحسين (الأردن)، عندما لمس الحسن الثاني ترددهم قال لهم: “أسمعوا ليس هناك إلا واحد من الحلّين، فإما أن نتفاوض من أجل تعايش سلمي ولا أخفي عليكم هذا الخيار أُفضّله، وإما نبادر بهجوم قوامه 100 مليون فرد ولو كان مسلحا بالعصي”.
الشاهد 4: عندما تناهى للحسن الثاني من طرف الموساد، بأن جمال عبد الناصر عازم لإطاحة به عبر انقلاب داخلي بدعم مهدي بن بركة الذي كان يحمل جواز سفر جزائري قام الحسن الثاني بتمكين الموساد من التنصت على المذكورين أعلاه الذين كانوا يضعون خطة القيادة العسكرية التي ستشن الحرب على إسرائيل، بل قدم لهم حتى محاضر الجلسات المكتوبة، وفي إطار الحسن الثاني الموساد ” دوني دوني” أوفد الجنرال أوفقير (صار فيما بعد وزير دفاعه) بعد القمة إلى تل أبيب يطلب منهم تسديد الفاتورة بالتكفل بتصفية المهدي بن بركة، تم تسليمه السم المخصص للعملية ليتم اختطافه من مقهى باريس ليتم تسليمه لصاحب المهام القذرة الجنرال دليمي “دوبريكاد” (صار فيما بعد وزير دفاعه) الذي نفذ فيه التصفية بعد شهر من القمة فقط.
عندما تناهى للحسن الثاني من طرف الموساد، بأن جمال عبد الناصر عازم لإطاحة به عبر انقلاب داخلي بدعم مهدي بن بركة الذي كان يحمل جواز سفر جزائري قام الحسن الثاني بتمكين الموساد من التنصت على المذكورين أعلاه الذين كانوا يضعون خطة القيادة العسكرية التي ستشن الحرب على إسرائيل، بل قدم لهم حتى محاضر الجلسات المكتوبة..
القصة 05: سنة 1967
الحسن الثاني استقبل القيادة الفلسطينية سنة 1967 بأغادير، يروي أنه تيقن تماما أنهم لن يستطعيون هزم اسرائيل وأنهم سيفرضون عليهم التفاوض يوما، مردفا أني أبلغتهم وقتها إني حريص على التعاون معكم، لكن أؤكد لكم لن تفلحوا في تدمير إسرائيل كما تتوهموا، ولا بد أن تفيقوا من الوهم ولا تضيعوا وقت القادة العرب، خاتما حديثه بقوله: “قادة فلسطين لم يكن خطابهم مسؤولا، بل كان يتسم بالمقايضة لا بالمفاوضة”.
الشاهد 05: كان الحسن الثاني معجبا جدا ببلاغة وفصاحة وزير الخارجية الإسرائيلي أبا إبان الذي كان يتلذذ بسماع خطاباته، في حين كان يتقزز وفي احتقار تام وهو يسمع أحمد الشقيري قائد منظمة التحرير الفلسطينية وهو يتوعد إسرائيل بقوله: “سنلقي باليهود في البحر وسنبقر بطون النساء الحوامل وسنخرج الأطفال وندوسهم بأقدامنا”.
القصة 06: سنة 1970
الحسن الثاني يلتقي رئيس المؤتمر اليهودي العالمي ناحوم غولدمان ويصفه بأنه “أحكم الحكماء وفي منتهى الرزانة والتعقل والتبصر”.
الشاهد 6: الحسن الثاني: (القادة العرب جلهم تاجر بالقضايا لتزعم القضية ولم يكن أحد فيهم يسعى بحق لتسويتها).
بعد الانقلاب الفاشل الذي قاده وزير الدفاع الجنرال أوفقير بالطائرات فوق سماء القنيطرة، تكفلت إسرائيل بإفادة الجنرال دافيد شومرون (قائد القوات البرية وهو مغربي الأصل) والضابط السابق بوسكا شاينر في وحدة حراسة أول رئيس حكومة بون غوريون، إلى الرباط بتشكيل وحدة خاصة لحماية الحسن الثاني.
القصة 07: سنة 1972
بعد الانقلاب الفاشل الذي قاده وزير الدفاع الجنرال أوفقير بالطائرات فوق سماء القنيطرة، تكفلت إسرائيل بإفادة الجنرال دافيد شومرون (قائد القوات البرية وهو مغربي الأصل) والضابط السابق بوسكا شاينر في وحدة حراسة أول رئيس حكومة بون غوريون، إلى الرباط بتشكيل وحدة خاصة لحماية الحسن الثاني.
الشاهد7: كان حارس الحسن الثاني ريمون ساسيا وهو حارس ديغول الشخصي، في محاكاته لشخصية ديغول المغرم بها.
القصة 08: سنة 1974
استقبل الحسن الثاني عندما كان وليا للعهد وعازبا، بعد حرب أكتوبر في إفرن سنة 1974 وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه دايان، هذا الأخير اشترط عليه أن يتكلم في كل شيء إلا في موضوع المنظمة الفلسطينية، والملك كان يوافقه الرأي سوى أنه أشترط عليه أن يتكلم بالعربية فوافق موشيه ديان، يصفه الحسن الثاني “كان رجل عملي وواقعي”.
الشاهد 8: طلب موشيه ديان من الحسن الثاني قائلا له: “المصريون أقل عنفا وأريد أن أربط معهم اتصالا”، اتصل الحسن الثاني بأنور السادات ووافق على الفور وأوفد موفده وهندست كل اللقاء في المغرب تحت رعاية الملك، بعدها زاره رئيس الموساد إسحاق حوفي، بعدها بشهور يزوره رئيس الوزراء اسحاق رابين، يروي الحسن الثاني وجده يحمل نفس النظرة الموجدة للمشكل (وليس القضية).
القصة 09: سنة 1978
الحسن الثاني كان المهندس الرسمي والأساسي لاتفاقية كامب ديفيد، فهو أو من ربط بهما الاتصال وتمت كل اللقاءات السرية في المغرب وبمعيته وتحت رعايته، وهو من أوفد بعد الجنرال الدليمي وزير دفاعه إلى تل أبيب سنة 1977 ناقلا رسالته إلى رئيس الوزراء مناحيم بيغن للشروع في ترتيب زيارة السادات، ثم ترتيب زيارة وزير الخارجية موشيه دايان إلى القاهرة الذي التقى في مقر رئاسة الجمهورية المصرية بحسن التهامي نائب رئيس الوزراء.
الشاهد9: بعد خيانة السادات وزيارة العار التي قادته إلى الكنيست الإسرائيلي، كل الدول قررت مقاطعته إلا الحسن الثاني ضل في اتصال معه لاستكمال مشروع التطبيع وتثبيت أركانه، واصفا زيارة السادات للقدس بأنه عمل شجاع ومقدام، بل ضل الحسن الثاني يلح على السادات حضور قمة بغداد 1978 ليشرح وجهة نظره في التطبيع (الخيانة) لكن السادات رد عليه قائلا “طز فيهم”.
بعد خيانة السادات وزيارة العار التي قادته إلى الكنيست الإسرائيلي، كل الدول قررت مقاطعته إلا الحسن الثاني ضل في اتصال معه لاستكمال مشروع التطبيع وتثبيت أركانه، واصفا زيارة السادات للقدس بأنه عمل شجاع ومقدام..
القصة 10: سنة 1982
قبل قمة فاس الحسن الثاني يقدم في واشنطن لوزير الخارجية جورج شولتز بمعية رئيس مجلس الامن القومي كلارك وثيقة من 5 صفحات من طرف منظمة التحرير الفلسطينية، تؤكد فيها استعدادها لمباشرة المفاوضات من أجل إقامة كونفدرالية “إسرائلية فلسطينية أردنية”، بعد عودته عقد قمة فاس، التي استطاع فيها ترويض الغريمين البعثيين السني صدام حسين والعلوي حافظ الأسد، لقبول مخطط الملك فهد للسلام وحسبه قد التزم الجميع بمخطط السلام في قمة فاس، حتى يروي الحسن الثاني أن حافظ الأسد أسر له: “إنه حريص على عدم نفاذ صبره اتجاه الإسرئيليين حتى يحقق معهم سلاما جادا”.
الشاهد10: استطاع الحسن الثاني في قمة فاس 1982 اجتثاث “برّشكّلو” بند من منظمة التحرير الذي ينص على تدمير إسرائيل ووافقت منظمة التحرير على ذلك بقيادة ياسر عرفات.
استطاع الحسن الثاني في قمة فاس 1982 اجتثاث “برّشكّلو” بند من منظمة التحرير الذي ينص على تدمير إسرائيل ووافقت منظمة التحرير على ذلك بقيادة ياسر عرفات.
القصة 11: سنة 1986
الحسن الثاني يستقبل رئيس الوزراء شمعون في افرن سنة 1986 التي دامت يومين، ثم استقبل بعدها وزير الخارجية، وعندما شنت عليه انتقادات على استقباله رد الحسن الثاني: لم يُذكر في مقررات فاس (يقصد قرار القمة العربية حول العلاقة مع إسرائيل) أن الاتصال بإسرائيل حرام، بعدها مباشرة رد الإسرائيليون الجميل للحسن الثاني بإقامة ساحة السلام في عسقلان تحمل إسم والده الملك محمد الخامس عرفانا له بحماية اليهود في الحرب العالمية الثانية.
الشاهد 11: كبير القومجيين القذافي الذي ورثه الأب الروحي للنكسة جمال عبد الناصر “كأمين على القومية العربية” فالقذافي في قمة الجزائر لبس قفازات بيض في الصباح، حتى لا تتلطخ يداه عندما يصافح الحسن الثاني لأنه صافح شيمون بيريز، لكن مالبث حتى خلع القفازات وصافح الملك في المساء.
القذافي في قمة الجزائر لبس قفازات بيض في الصباح، حتى لا تتلطخ يداه عندما يصافح الحسن الثاني لأنه صافح شيمون بيريز، لكن مالبث حتى خلع القفازات وصافح الملك في المساء..
القصة12: سنة 1992
1zoom
الحسن الثاني في سنة 1992 يوافق على ترحيل 23 من رفات المفقودين (الذين غرقوا في باخرة اكوزا سنة 1961) من المغرب إلى جبل هرتزل في إسرائيل (مؤسس الكيان الصهيوني).
الشاهد 12: صديق والده محمد الخامس، الطبيب الجراح دوبوا الوحيد الذي كان يزوره في منفاه في كورسيكا ومدغشقر، قال وهو في عمر الثمانين سنة عن الحسن الثاني: (نعم نجحنا في تثقيفه لكننا فشلنا في تربيته).
القصة 13: سنة 1993
اتفاقية أوسلو أو “السلام المرّ” سنة 1993 كل تفاصيلها والاتفاق انطلقت من مكتب الحسن الثاني بقصره الملكي بالرباط.
الشاهد 13: محمد عباس الذي كان وقتها حاضرا كأمين سر اللجنة التنفيذية اليوم في تنسيق تام بينه وبين محمد السادس بعد تطبيع الموقع بيد “الاسلامي” العثماني الذي صرح في شهر أوت 2020 العثماني (إن المغرب يرفض أي تطبيع مع الكيان الصهيوني) ثم ينقلب على عقبيه في شهر ديسمبر 2020 ويوقع على التطبيع الرسمي والعلني تحت قوله: (مجندون دائماً وراء مبادرات الملك).
القصة 14: 1994
أقنع الحسن الثاني الملك حسين تحت رواية أن جمال عبد الناصر هو من خدعك بأنه منتصر في حرب 1967 “النكسة” فهو من كان وراء فقدانك لنصف بلدك والقدس على حد سواء، كان الملك حسين مأزوما من الخديعة، وفي الأخير استطاع الحسن الثاني أن يرتب له في المغرب جلسات هادئة مع الإسرائيليين للتباحث وترتيب اتفاقية واد عربة التي وقعت في نفس السنة.
الشاهد 14: في نفس السنة تم الاعتراف الشكلي بين المغرب وإسرائيل وفي سنة 1996 وصلت إلى تل أبيب أول بثعة دبلوماسية مغربية .
القصة 15: سنة 1999
جنازة الحسن الثاني حضرها أكثر من 200 شخصية إسرائيلية يتقدمهم رئيس إسرائيل عازر وايزمان ورئيس الحكومة يهود براك (الذي صافحه عبد العزيز بوتفليقة بحرارة باسم الجزائر) ووزير الخارجية دافييد ليفي، وشمعون بيرز… وهلم جرا.
الشاهد 15: الإسرائيليون يردون الجميل للملك “العراب” ويطلقون اسم الملك الحسن الثاني على كورنيش مدينة كريات عكرون، ونصب تذكاري يحمل إسمه في مدينة بيتاح تكفا وحديقة في أشدود كرمز للوفاء والصداقة، ثم طابعا بريديا إسرائيليا يحمل صورة الحسن الثاني “مدموغ” بالعربية” “صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني ملك المغرب” تكريما لجهود “السلام” (التطبيع) التي بذلها في الشرق الأوسط، قد سلمه وزير الإعلام الإسرائيلي للملك محمد السادس في الرباط..
الفايدة والحاصول:
الحكام العرب منذ نصف قرن وهم يضمرون “حسوا في إرتغاء” في ما تعلق بالقضية الفلسطينية إلا “حسونة” كان أبلجا لا أدلجا في خياره قبل نصف قرن كان “بائعا ماهرا” تحت قاعدة المثل السائر”لي فاتو بكري يروح يكري”، رسم مسار بلده منذ سنة 1956 “الرباط تل أبيب واشنطن”، ولم يحد على خياره يوما، بل حفر موضع قدم لبلده في إسرائيل ولم يكتف بتطبيع “الطوّق” على شاكلة السادات والحسين، ولا بتطبيع “البوق” زايد والبرهان” علاّم اليوم يلومه القوم عندما أستكمل النجل سير خطى أبيه الذي يقول على نفسه عندما استفزه صحفي فرنسي فرد عليه “واش دخلك نعرف صلاحي” مردفا “اسمع مليح أنا راني جلست في طاولة واحدة مع تشرشل (رئيس وزراء المملكة المتحدة) وأيزنهاور (رئيس الولايات المتحدة الأمريكية) وأنا في عمر 13 ربيعا في فاس”.
فرقعة أصابع:
أما أصحاب القضية أنثر فيهم بيت من كنانة شعر مظفر النواب:
وطني.. علمني أن حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء (معناها عولوا على رواحكم).
مخ الهدرة:
رئيس الموساد إسحاق حافي عندما لبى دعوة الحسن الثاني سنة 1978 بالرباط لحضور ذكرى مولده الخمسين، كان قد سلم حاسوبا إسرائيليا كهدية من الكيان الصهيوني لمحمد السادس، والذي لم يبلغ وقتها حتى سن 15 بعد (عندما كان الحاسوب آلة “حكر” على استخبارات الدول العظمى).. بعد 21 سنة اعتلى محمد السادس العرش العلوي (1999) فأول ما قام به صدور قرار تنقيح المناهج التربوية والتعليمية لإزالة أي محتوى غير ملائم لسياسات المغرب تجاه الثقافة اليهودية، تدعيماً للوثيقة الدستورية التي نصت على انصهار الرافد العبري في الهوية الوطنية، ثم بعد 21 سنة أخرى (2020) المقرر المدرسي يتضمن برنامجا للتعريف بالثقافة اليهودية في مناهج التعليم بالمراحل الأساسية، هذان الأمران المذكوران أخطر من كل تطبيع مادي وإعلامي ودبلوماسي واقتصادي وسياسي وعسكري، لأن التطبيع انتقل من رؤوس الحكام إلى عقول الأجيال.
الحسن الثاني “فرّاها” منذ 1956، ومحمد السادس “قوّاها” منذ 1999، هو ذاته العام الذي جلب فيه أصحاب الحق الإلهي عبد العزيز بوتفليقة “أرفع رأسك يابا”، بعد شهور فقط يصافح بوتفليقة وبحرارة وباسم الجزائر رئيس وزراء إسرائيل إيهود براك..
رسالة إلى “البكبك”:
أرشيفzoom
الحسن الثاني “فرّاها” منذ 1956، ومحمد السادس “قوّاها” منذ 1999، هو ذاته العام الذي جلب فيه أصحاب الحق الإلهي عبد العزيز بوتفليقة “أرفع رأسك يابا”، بعد شهور فقط يصافح بوتفليقة وبحرارة وباسم الجزائر رئيس وزراء إسرائيل إيهود براك (أفرغ خزان كامل في جثة دلال المغربي الهامدة حقدا وغلا) في سرادق عزاء الملك الحسن الثاني، واليوم عندما وقع “الفأس في الرأس” نادى منادي اللحمة الوطنية ورص الجبهة الداخلية، وهذه لن تؤتي أكلها إلا بدولة المؤسسات وبنزاهة الانتخابات وبممارسات الحريات .
نقطة ولا نرجع للسطر:
الحسن الثاني مخاطبا شعبه: “أنا أو الفوضى” فرد الصدى مجاملا “الفوضى أو أنا” ثم ألتفت للجنرالات وخاطبهم “الأموال لكم والرقاب لنا”.
إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا
أولا: الحسن الثاني أعدم 8 جنرالات من مجموع 15 جنرال في الجيش، عشية انقلاب الصخيرات 1971، ولم يحدث مطلقا في تاريخ الجيوش أن سقط 8 جنرالات دفعة واحدة، بعد سنة أعدم وزير دفاعه الجنرال أوفقير برصاصة باردة اخترقت عنقه وفقأت عينه على يد الجنرال دليمي الذي رفعه إلى منصب وزير دفاع ثم يقوم بتصفيته بعد 10 سنوات.
ثانيا: سجن تازمامارت الذي خصصه للمنقلبين عليه في قصر الصخيرات سنة 1971 أودع فيه 60 سجينا مابين ضابط وصف ضابط، مات منهم 32 سجين لم يكفنوا أو يصلى عليهم بل من قبر الزنزانة إلى قبر الفناء، ونجا منهم 28 سجينا لم يروا نور الشمس لمدة 18 سنة متصلة، حولهم إلى أهل الكهف والرقيم، أذكر منهم أيوب تازمامارت محمد لغالو، 11 سنة وهو مشلول كليا ولم يفرج عنه حتى مات في الزنزانة ونصف لحمه ملتصق في الإسمنت.
الحسن الثاني يقول: لو لم أكن ملكا لكنت مؤرخا..!
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.