الكاتب والإعلامي الجزائري احميدة عياشي عبر حسابه على موقع فيسبوك يراسل كمال داود بعد مقاله الأخير والخطير في مجلة لوبوان الفرنسية:
الخاتمة العميقة التي تحافظ على أثر الرسالة:
✍️ بقلم: احميدة عياشي
⛔️ رسالة مفتوحة إلى القاص كمال داود
يا كمال،
بصراحة، لا أفهم سقوطك بهذا الشكل المروّع.
من حقك أن تعبّر عن آرائك، حين تكون صادرة عن ضمير حيّ ونقدي وصادق. لكن أن تتحوّل إلى صوت مشين، يشوّه الحقائق، ويفضّل الرقص على حلبة لم تكن من صانعيها، فهذا مخجل ومقزّز.
أخبرني، كيف اخترت هذا الطريق؟
أنا الذي كنت أعرفك رجل شرف، تعاونت معي في ألجيري نيوز لسنوات، وكان عنوان صداقتك قول الحق، ومواجهة الباطل، ورفض الاستسلام لمن يحاول ابتلاعنا. فما الذي دفعك إلى هذه الهاوية المشينة؟
ح.مzoom
في البداية، حاولت أن أجد لك عذرًا. ظننت أن انزلاقاتك كانت بفعل من لا يريدون للرأي أن يكون حرًا أو مستقلاً. اعتقدت أنك عابد للحرية، حارس لاستقلاليتك.
لكن ها أنت اليوم لا تختلف عن أولئك الذين ارتضوا لأنفسهم دور المهرّج، وقبلوا السقوط مقابل ضوء خادع يشبع غرورهم ويُميت ضميرهم.
كيف قبلت يا كمال أن تنخرط في لعبة سيئة الإخراج والإعداد، من صنع القوى الشريرة في فرنسا، تلك القوى التي لا تتوقف عن التحضير لضرب بلدك وتشويه صورته؟
كيف ارتضيت لنفسك أن تؤدي هذا الدور القذر، وأنت تعرف جيدًا من المستفيد الأول من كلماتك؟
يا كمال،
إن سقوط المثقف أخطر من سقوط السياسي، لأن السياسي قد يسقط من السلطة، أما المثقف فيسقط من التاريخ.
لقد خدعت نفسك قبل أن تخدع وطنك، وموهت على ضميرك قبل أن تموه على الآخرين. اليوم، لم تعد الكاتب الذي نعرفه، بل صرت صورة باهتة في مرآة الآخرين، تُستدعى فقط لتؤدي دور الجزائري الذي يهاجم الجزائر، فتمنح بخيانتك شهادة “أصل” لخطابٍ عنصري قديم.
اعلم يا كمال
أن سقوط المثقف أخطر من سقوط السياسي، لأن السياسي قد يسقط من السلطة، أما المثقف فيسقط من التاريخ.
والذين يسقطون من التاريخ لا يجدون لهم موضعًا إلا في هوامش الخيانة، حيث تُكتب الأسماء بحبر أسود لا يمحوه الزمن، ويقرأها أحفادنا كعبرة لكل من يبيع قلمه وروحه بثمن بخس.
@ طالع أيضا: صيحة الديك المذبوح “كمال داود”؟!
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.