أمس المفروض كان يتم تسليم أربع جثث ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق.
فبعد ما الصليب الأحمر استلموا الجثث وسلموها قالك استنى فيه حتة فيهم مش أصلية، يعني مش تبعنا، مش مننا، مين ده؟
قالولهم أن ده يبقا خليل دواس، قالك معلش احنا مش هنستلمه وده مش مننا حطوه في أي حتة جايبينه ليه؟
هحكيلك قصة خليل باسل دواس 👇
خليل مواطن عربي من سكان مخيم عقبة جبر في أريحا وينحدر من جباليا يعني أهله وناسه هناك.
في 2020م اعتقل إداريا مرتين في سجن عوفر العسكري، والاعتقال الإداري ده معناه أن قائد المنطقة العسكرية يحقله يحتجز أي حدّ من غير محاكمة ولا دفاع ولا أي حاجة لمدة ست شهور، بذريعة أنهم جمعوله ملف سري، قعد 6 شهور في ست شهور وطلع.
المهم بيختفي عن الصورة شوية، والسنة اللي فاتت في شهر مايو 2024م بيتقفش خليل وهو بيستكشف نفق من الأنفاق في ساحة المعركة وبيحصل اشتباك وبيتقتل خليل جوا النفق وبتنتشر قصته.
@ طالع أيضا: فدوى ومروان البرغوثي: درسان في الوفاء والكفاح
في البداية الجيش قالك أنهم عشان يحافظوا على حياتهم كانوا بيخرجوا المعتقلين من السجون ويدخلوهم الأنفاق عشان يأمنوها بنفسهم او لو حصل حاجة تحصلهم هما، يعني دروع بشرية، بس بعد كدة اتقال انه كان بيشتغل معاهم وبمعداتهم يعني بيساعدهم بمزاجه.
المهم من ضمن التبادل اللي حصل خرج نادر صدقة والناس كلها احتفلت بيه.
تعال أحكيلك قصة نادر صدقة 👇
نادر من مواليد جبل جرزيم في نابلس، بس هوا مش تبعنا، إنما هو من الطائفة السامرية، يعني العقل بيقول انه منهم لكن مش منهم.
من مواليد 1977م وعاش وسط العرب ودرس التاريخ والاثار في جامعة النجاح، وبدأ وعيه يتشكل ويعرف أن اللي كان فاكر نفسه منهم مطلعش منهم، وأنهم شوية مهاجرين أوروبيين، ومنها بدأ يهتف ضدهم.
لحد ما أقدام شارون هتخطي قدسية مسجدنا، وينتفض الشباب بالطوب عام 2000م وفي مقدمتهم نادر، هيفضلوا يطاردوه لحد سنة 2004م هيمسكوه بصعوبة، ويواجه محاكمة قاسية يخرج فيها بحكم 6 مؤبدات و45 سنة سجن.
عاش ورا القضبان 21 سنة، كان حلقة الوصل بين السجان والمسجونين لأنه بيتكلم بلسانهم.
خسر شبابه كله ورا الحيطة، ولا يوم منهم ندم على إيمانه بالقضية، وبوحدة الارض، ورفض التطبيع، وكل ما يتم التفاوض على إفراج ويتحط اسمه في قائمة، يرفضوا، لأن خروجه هو هدم لسردية “التعايش” اللي ليل نهار يروجولها.
@ طالع أيضا: صالح الجعفراوي.. شهيد الغدر والخيانة
نادر خرج ضمن الـ 250 مؤبد اللي خرجوا، وتم ابعاده الى مصر بعد 21 سنة كاملة جوا.
قصتان يخلوني أستغرب كيف القدر يديك فرصة أنك تعيش وتموت بطل لكن الانسان يختار أسوأ طريق – بمزاجه – ويقوده لاسوأ نهاية ممكنة؟
وكيف في نفس الوقت الظروف تخدملك سردية وحياة مرفهة وانت بتتمرد عليها عشان هو دا الصح حتى لو هتخسر قدامها أعوام من عمرك.
الحياة تديك خيارين، إما أن تعيش “نادر” أو تموت “دواس”..؟!
شكرا ✌
✍ بقلم: محمد أمير
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.