بعد ترحيل السلطات الجزائرية لعدد كبير من المهاجرين الأفارقة المقيمين بصفة غير شرعية، تخلى الكثيرون منهم عن مجمعاتهم الأولى والتي كانت معزولة نسبيا عن المجمعات السكنية وهذا خوفا من الترحيل ليتوغلوا داخل الأحياء ويتمركزوا بساحاتها ويحولوها إلى مخيمات للاجئين بها بعض الخيم الصغيرة التي لا تسع أكثر من ثلاثة أفراد رغم أن عدد أفراد الأسرة الواحدة منهم تجاوز هذا الرقم بكثير، ليكون الطهو والاغتسال وحتى النوم خارجا.
وما زاد الوضع تأزما هو ممارسات هؤلاء المهاجرين إذ أنهم يقومون بنشاطات غريبة لم يعهدها الجزائريون من ذي قبل، كتصنيع الزيت حيث جمعوا كل الشحوم التي تم التخلص منها من أضحية العيد وبكميات معتبرة ثم قاموا بطهوها داخل قدور كبيرة جدا حتى تذوب وتتحول إلى زيت حيواني يتم تعبئته داخل براميل.
ففي حي باش جراح أحد أحياء شرق العاصمة وفي مشهد لا يختلف عن الحياة البدائية للقبائل الإفريقية قديما، نساء أطفال وحتى رجال يطوفون بكل الاتجاهات، فالحي يعج بالحركة وسط براميل ومواقد مشتعلة عليها قدور تنبعث منها رائحة كريهة لا تطاق للشحوم المذابة مع تصاعد أبخرة زادت من حرارة الجو الذي يشهد ارتفاعا مسبقا في درجة الحرارة، وكأن المكان مصنع لمواد كيماوية سامة.
يتعاطف الكثير من الجزائريين مع الأفارقة المهاجرين بسبب أوضاعهم المعيشية الصعبة في بلدانهم الأصلية أو هربا من الحروب ويقدمون لهم مساعدات مادية كالأطعمة، الأفرشة وتوفير مياه الشرب وحتى الغسل.. غير أن انتشار الفوضى، الضجيج، الأوساخ وكذا الروائح الكريهة طيلة أيام عيد الأضحى ومن غير انقطاع ليلا ونهارا جعل السكان يضيقون ذرعا ويناشدون السلطات بالتدخل ووضع حد لهذه المعاناة.
فقد كان من الأولى التكفل بتلك العوائل ونقلهم إلى مخيمات خاصة مع توفير ضروريات العيش أما تركهم يعسكرون وسط الأحياء ويتركون أطفالهم يركضون في الشوارع، بل ومنهم من يسارع من غير حذر إلى السيارات طلبا للصدقة مما قد يتسبب في دعسه فهذا ما لا يمكن تجاوزه، زد على الممارسات الغريبة عن المجتمع الجزائري الذي لم يعد يتحمل تبعاتها.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.