يمثل الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي - الراحل قبل يومين - واحدا من السياسيين نظيفي السمعة في عالمنا وفي جزائرنا.
يحمل الرجل إرثا كبيرا من والده الجليل الكبير “شيخ الجزائر” الراحل، محمد البشير الإبراهيمي، ثاني اثنين في جمعية العلماء المسلمين العزيزة.
كان النّفَس الديني الإسلامي عقيدة سياسية بالنسبة للراحل، ولعل هذا ما جعل السلطة لا تسمح له بتسجيل أي هدف سياسي حتى لا يتعاظم أمره.. وقد نجحت.. للأسف.
على الصعيد الشخصي كنت من الصحفيين الذين عرفوا الرجل في ندواته الصحفية، إحداها عندما ترشح لرئاسة الجمهورية، ثم عقد ندوة صحفية عاصفة اتهم فيها السلطة بالتلاعب بتوقيعاته حتى تحرمه من الترشح.
رغم الغضب المستشيط به في تلك الندوة فقد كان علِيّاً في أخلاقه ساميا في ردوده على الصحفيين.
كان النّفَس الديني الإسلامي عقيدة سياسية بالنسبة للراحل، ولعل هذا ما جعل السلطة لا تسمح له بتسجيل أي هدف سياسي حتى لا يتعاظم أمره.. وقد نجحت.. للأسف.
خلال مسيرته السياسية كان يختار كلماته ولا يجنح إلى التطرف والشطط، وتلك نعمة أنعم الله بها عليه في بيت والده العلاّمة حيث رضع التربية اللازمة والإعداد المستحَقّ.
@ طالع أيضا: لا أخلاق إسلام ولا مروءة جاهلية..!
يقول من يعرفون الرجل إنه هُو هُو، سواء عندما كان في السلطة مع الرئيس الراحل بومدين، أو عندما نزل من السلطة إلى صفوف المعارضة، رجل لا يتغيّر ولا يُغرى.
يمثل رحيل الدكتور أحمد طالب خسارةً كبيرة للجزائر في ساحة سياسية قلّت فيها – اليوم – الأخلاق، وكثرت فيها الانتهازية والبيع والشراء و”الشّيتة” وشهوة السلطة والجري وراء المال والسفريّات وكل المغريات الساقطة..
باختصار؛ لقد خسرنا رجل دولة من طراز رفيع جدا، ولكل جواد كبوة.. والراحل أكيد له كبوة وكبوات..
رحم الله نجل الشيخ البشير وغفر لهما ولنا جميعا.. ورزقنا سياسيين يعملون بوجهه سبحانه ولهذا الشعب..
@ طالع أيضا: الطوفان.. بدايته قصفةُ رعدٍ ونهايته تحقيقُ وعدٍ؟!
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.