زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

يوم بلا هاتف.. هذه هي النتيجة؟!

فيسبوك القراءة من المصدر
يوم بلا هاتف.. هذه هي النتيجة؟! ح.م

هل يمكنك أن تجرب يومًا بلا هاتف ولا إنترنت؟

أمس قضيت يومًا كاملاً بلا إنترنت، بل بالأحرى بلا هاتف أصلاً... اكتشفت حقيقة أعرفها من قبل وتأكدت منها:

الزمن هو الزمن منذ بدأت الخليقة، وقصة أن الأيام تتراكض ولا وجود لبركة الوقت، وتلك القصص التي اتفقنا عليها، لا تفسير لها سوى أننا نبدد وقتنا طويلاً في هواتفنا.

فنشعر أن الوقت ضيق ويضغط علينا، ثم لا نشعر به كيف يمر أصلاً، ونؤجل كل شيء بدعوى أننا مشغولون، مع أن كل ما نقوم به في أوقات فراغنا الطويلة هو الصعود والنزول؛ لنجزم أن أيامنا لم تعد مباركة، وهي فعلاً كذلك بسبب الهواتف.

الهاتف يمكن أن يُسهّل الأمور أكثر ويجعل الحياة أكثر يُسرًا، لكن أن نطوق أنفسنا بهذا الهاتف ونخنق به أنفسنا ونربط به إراتنا وقدرتنا على الحركة والمبادرة ونجعله يتحكم في حياتنا ووقتنا، ونصبح أسارى لهرمون الدوبامين، فهذا ما يجعل حياتنا غير مباركة، وأيامها تتراكض دون أن نشعر بطعمها.

@ طالع أيضا: العيش بمفردك (تجربة اجتماعية)!

جرّب في يوم عطلتك أن تبدأ نهارك باكراً بلا تلفون، صدقني، ستحاول أن تعثر على ما يمكنك أن تشغل به نفسك طيلة الوقت؛ ستخلق أشياء لم تتعود عليها، لأنك ستواجه نفسك والوقت الذي يمضي بطيئاً ورتيبًا ومملًا، كما كانت أيام شهر رمضان في بداية التسعينات تمضي حين تستيقظ باكراً والتلفزيون الجزائري، – وهي القناة الوحيدة – لم يبدأ البث.

أمس قرأت كثيراً، ومشيت أكثر، وخرجت للتسوق مرتين في أماكن بعيدة، وجدت نفسي في جو ماطر أنظف السيارة وأقوم بتصليح بعض الأمور في البيت، قمت بتحضير وجبة صحية، وكل ذلك ولم ينتصف النهار بعد..

كما قمت بقيلولة بعد الظهر، وشاهدت التلفزيون بتركيز وانتباه ودون ملل، وقد فعلت أشياء أكثر في المساء مع شعور بالتحرر والانعتاق، لأنني لا أنتظر شيئاً ولا أتوقع أمراً ما مع إحساس بالسكينة.

وأهم ما حدث أنني تذكرت أشياء عالقة: ديون عند الآخرين، ومهام لم أقم بها، وأشياء أجلتها فنسيتها، وكأنه تعيّن أن أتخلى عن الهاتف أصلاً لأنتبه لكل ذلك.

الحياة بلا هاتف هي حياة أكثر اجتماعية وإنتاجية، ولها قيمة، وهي أكثر تحرراً، وانطلاقاً، وانعتاقاً، ومغامرة..

الهاتف يمكن أن يُسهّل الأمور أكثر ويجعل الحياة أكثر يُسرًا، لكن أن نطوق أنفسنا بهذا الهاتف ونخنق به أنفسنا ونربط به إراتنا وقدرتنا على الحركة والمبادرة ونجعله يتحكم في حياتنا ووقتنا، ونصبح أسارى لهرمون الدوبامين، فهذا ما يجعل حياتنا غير مباركة، وأيامها تتراكض دون أن نشعر بطعمها.

هل يمكنك أن تجرب يومًا بلا هاتف ولا إنترنت؟

@ طالع أيضا: نصائح ذهبية: كيف تتعلم الاستيقاظ باكرًا؟

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.