مجددا يخذلني الرثاء ولا أجد لي مكانا بين مراثي النساء، أتساءل حنقا حزنا وباستياء: في أي بيت سيقام العزاء؟ وكل الأركان تهاوت والأجساد أشلاء..
رحل أهل غزة قوافلا خلال عام واحد، كاشفين نفاق العالم وهمجيته، تاركين بالغ الأثر في كل من له لب وضمير، بعدما صنعوا فارقا في حياة أمة بأكملها.
عام كامل وغزة العزة صامدة في وجه أقوى الجيوش السفاحة، مجاهدون يستمدون قوتهم من عقيدة صحيحة تدفعهم للمضيى على درب النضال والكفاح بمعالمه الثابتة وسط الركام، هذه أرضهم ولا مكان للمغتصب الظالم، وسيكون النصر الموعود لمن تمسكوا بالحبل الممدود ما بين السماء و الأرض.
احتلال صهيوني بغيض لا يفرق بين مدني وعسكري ولا يميز بين طفل أو بالغ، لا يتوانى عن استهداف النازجين الذين بعانون من ويلات الحلاب بين تهجير وتجويع وقتل شنيع.
أفعال من شأنها أن تحرك جيوش الأمة للذود عن مقدساتها وحماية أبنائها لكن الخنوع والمذلة صارا ديدين من لا دين له، لينتفض كل مسلم غيور بما أتيح له،..
فهذا الثائر ماهر الجازي، ابن قبيلة الحويطات الذي يبلغ من العمر 39 عامًا، الضابط المتقاعد من جهاز الشرطة الملكية الأردنية، ترك خلفه زوجة وأبناء ووالدين واختار الارتقاء في ميدان الشرف ليعيد نبض الحياة للأمة ويذبح خروف خرافة التطبيع ويعيد عز الكرامة المستباحة في معبر الكرامة.
الشهيد ذياب -تقبله الله في عليين- حفيد الجنرال مشهور الجازي، قائد معركة الكرامة قبل أكثر من خمسين سنة، فأحفاد الصحابة رضوان الله عنهم لم يحيدو ولم يبيعوا وواهم من يظن أن عمالة الحكومات المحسوبة على الولاء الصهيوني من شأنها أن تضمن دوام الاحتلال وتحمي الأراضي المحتلة.
لا علاقات تربط الشعوب الأبية بكيان غاصب جمع كل لقيط سفاح على أرض أقدس البقاع، ورغم حرمان أهلنا في غزة من أبسط ظروف الحياة فإنهم يجسدون أصدق مواقف الثبات والصمود ويسطرون أروع الملاحم والبطولات…
ولتستمر المقاومة فإنه جهاد نصر أو استشهاد، وإنها لأعظم فرصة للعودة يا أمة الإسلام فلا تضيعوها وإلا ضعتم بعدها بلا ثمن ولا عوض.
@ طالع أيضا: أنت مسلم.. أنت مسؤول عن غزة
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.