إعتقال المدعي العام السابق للنظام الايراني سعيد مرتضوي، والذي کان محور خلاف محتدم بين الرئيس أحمدي نجاد و رئيس البرلمان علي لاريجاني، أعطى إشارة أکثر من واضحة بأن صورة و صيغة الصراع بين مراکز القوى في نظام ولاية الفقيه قد باتت تتخذ منحى خطيرا قد يکون من شأنه الإيذان بنهاية هذا النظام قريبا.
ولئن حدثت يوم الثالث من شباط مشادة کلامية بين نجاد و لاريجاني، لکن لم يمضي سوى يومان فقط ليتن إعتقال مرتضوي بسبب وفيات من جراء التعذيب لثلاثة محتجين أثناء حبسهم على ذمة التحقيقات بعد إنتخابات الرئاسة عام 2009، وذلك على خلفية الصراع بين الجناحين ضمن مسلسل الصراع الدائر بين مختلف أجنحة النظام على أثر تدهور الاوضاع و إزدياد حدة أزمات و مشاکل النظام، وقطعا فإن هذا الاعتقال بمثابة رسالة خاصة موجهة لنجاد و قد تعقبها خطوات و إجراءات أخرى مثلما تتوقع بعض الاوساط الاعلامية المطلعة على الشأن الايراني.
نظام الملالي الذي طالما حاول إظهار نفسه قويا متماسکا ولاتؤثر عليه مختلف أنواع المشاکل و الازمات المتباينة التي تحاصره من کل جانب، يظهر و بشکل جلي کذب و زيف هذا الزعم و خصوصا وان النظام بدأ يعاني من جملة من المشاکل و الامور المتباينة منذ أواخر العام المنصرم ولاسيما بعد أن تمکنت منظمة مجاهدي خلق و بعد نضال و کفاح سياسي متواصل أن تنجح في الخروج من قائمة الارهاب الذي أدخلت فيها قسرا و ظلما إرضائا للملالي و طمعا في تدجينهم و تأهيلهم دوليا، وقد کان لهذا النصر السياسي المبين الذي تزامن مع تطبيق العقوبات النفطية على النظام، أبلغ الاثر في الشارع الايراني حيث رفع کثيرا من معنوية الشعب و منحه المزيد من التفاؤل و الامل باحداث التغيير في النظام القمعي القائم، وقد کان الصراع بين أجنحة النظام واحدا من أبرز مظاهر تقوقع النظام و إنکماشه على نفسه و نخر رکائزه و تصدعها.
الصراع بين الاجنحة في نظام الملالي و الذي کان في اوقات سابقة يجري بنوع مختلف ويکتنفه شئ من السرية و الخصوصية لکن تفاقم مشاکل وازمات النظام و إفلاسه من مختلف النواحي و عدم تمکنه من السيطرة على زمام الامور کسابق عهده، جعل من المستحيل عليه إخفاء مشاکل وجيفة فساده وأزماته البشعة ولذلك فإن الايام القادمة ستحمل المزيد من جيفة هذا النظام التي أخفاه طويلا عن الاعين وکما توقع مؤتمر باريس الاخير الذي إنعقد في الثاني من شباط الجاري، فإن عام 2013، سيکون عام زوال النظام الاستبدادي في إيران و بزوغ شمس الحرية.
alialfatlawi9@googlemail.com
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.