زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

هوس التصوير.. بين التجريح والتشهير والتهريج!

هوس التصوير.. بين التجريح والتشهير والتهريج! ح.م

التصوير.. غاية أم وسيلة؟!

أينما تذهب تجد الناس منهمكين في العبث بشاشات الهواتف الذكية، ولا يهتمون لما يدور حولهم كأنهم منعزلين في عالم آخر، ولكن ما إن يحدث أمر ملفت للانتباه إلا وتجدهم قد حولوا نظرهم إليه والتفاعل معه ولكن بطريقتهم الخاصة التي تستدعي أيضا تدخل الهواتف لتسجيل الحدث.

دون الاهتمام إن كان التصوير ممنوعا أو مسموحا، فان الصورة تلتقط والشريط يسجل ليتم وضعه لاحقا على الانترنت ولا يهم ما سيسببه هذا النشر من أذى، فالمهم هو تحقيق أعلى نسبة مشاهدات وانتشاره على نطاق واسع لأن ذلك من أحد مقاييس النجاح التي يعتمدها جيل الرقميات.
في مشاهد كلها جهالة ووضاعة يتندر البعض ويعلقون بما يجانب الصواب وكأنهم لا يعون أن كل لفظ لديه رقيب وكل صغيرة وكبيرة ستسجل، فحرمات تنتهك ومحرمات تستباح والأدهى أنها تلقى طريقا سلسا للمجاهرة وصناعة الحدث، فقد صدق من قال أننا وصلنا لزمن تطرق الآثام بابك وإن لم تفتح لها تدخل عنوة.

البعض يعرض فيديوهات لخصوصيات أفراد انتقاما وتشهيرا، والبعض الآخر يتاجر بآلام الآخرين، فلا يكلف نفسه ولو بكلمة طيبة للمساعدة ويجتهد في تصوير الفيديو، فكم شاهدنا من تسجيلات لعمليات انتحار على المباشر ويكتفي الحضور بالتصوير والتعليق…

البعض يعرض فيديوهات لخصوصيات أفراد انتقاما وتشهيرا، والبعض الآخر يتاجر بآلام الآخرين، فلا يكلف نفسه ولو بكلمة طيبة للمساعدة ويجتهد في تصوير الفيديو، فكم شاهدنا من تسجيلات لعمليات انتحار على المباشر ويكتفي الحضور بالتصوير والتعليق.
بضمائر غائبة وقلوب ميتة تتحرك أجساد في كل الاتجاهات لتحقق تصويرا من كل الزوايا، قد يكون لتسجيل مقطع فوائد كثيرة مثل رفع غبن أو ظلم أو رد حق وتحقيق العدالة أو تنوير الرأي العام أو فضح مسؤول مرتش وغيرها من القضايا العادلة، ولكن ما صرنا نشهده اليوم غطى على الجانب الطيب من القضية وجعل منها مجرد عبث وتجاوز للخطوط الحمراء.
هوس التصوير جعل الاساءة نتيجة حتمية للتسجيلات، أولها التجريح ليليها التشهير فنصل إلى التهريج، وكما يقال عندنا بالعامية “التمسخير” الذي أضاف توقيعا آخر على إتفاقية محاربة القيم والأخلاق في مجتمعا الذي يدين بأعظم دين يحث على تنزيه النفس والتسامي بالجوارح والستر وطبعا حفظ الحقوق.

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.