إقصاء المنتخب الجزائري لكرة القدم من الدور الأول لكأس إفريقيا 2017 بالغابون قد خيب آمال الكثيرين لأنهم ببساطة يرون أن الفوز في مباراة يعني تحقيق التطور والازدهار بل ذلك فوز وغنيمة للوطن، ولكن الأمر ليس بالجديد فعلام الأسى والتذمر، ففي كل مرة يقصى الفريق الذي يظهر مستواه الضعيف على الملعب وحتى أمام فرق إمكانياتها لا تقارن بإمكانياته.
بين تحميل المسؤولية للاعبين أو لإدارة الفريق وعلى رأسهم روراوة تبرز حقيقة واحدة وهي الإقصاء من المنافسات على الدوام رغم كل الملايير التي تصرف على الرواتب الخيالية التي يتقاضاها الجميع والامتيازات التي يحضون بها من سفر في طائرات خاصة وتربصات بالخارج فضلا عن التكفل باحتياجاتهم، مما يكلف ميزانية الدولة ما كان كفيلا بانجاز مشاريع تنموية من شأنها رفع الغبن عن الكثير من المناطق المعزولة التي تعاني العوز والفاقة أو حتى إصلاح طرقات المدن التي صارت حفرا وبركا مائية بمجرد هطول الأمطار، فعلا إنه لشيء محزن.
إن حب الوطن لا يقاس بفوز الفريق لأنه أبعد، فحبه يحتاج إلى علم وعمل وكفانا نوهم أنفسنا بأننا الأقوى والأعظم، ولنستفق من هذه الغيبوبة التي سببت لنا هلوسة وكأننا نعيش في عالم آخر ولا نشهد ما وصل إليه الآخرون من تطور، فبمقارنة بسيطة عملتنا مع عملات دول الجوار فحسب تحتل المرتبة الأخيرة ناهيك عن اليورو أو الدولار.
ولكن ما يحزن أكثر هو حال هؤلاء المناصرين الذين يعملون المستحيل للحاق بالفريق أينما حل أو ارتحل وأغلبهم بين عاطل عن العمل أو عامل بأجر زهيد، فتجدهم يعانون من كل الأزمات لكنهم لا يهتمون ويهنون مصابهم أمام ما يصيب الكرة الجزائرية اليوم من تراجع وكأنهم لم يدركوا بعد أن الضعف على كل المستويات والتي هي أولى بالإصلاح والتعديل من الجري ومبايعة كرة القدم على الولاء، وبتفكير بسيط وسطحي كيف للاعب كرة أن يتقاضى أجرا تجاوز جدول رواتب الدكاترة بكثير وشتان بين ما يقدمه الأول والثاني.
ما وصلنا إليه هو عجز الفريق الوطني عن تجاوز الدور الأول رغم أنه دائما في المركز الأول من اهتمامات الدولة والشعب، فهل تراه لهذه الدرجة محظوظ حتى معداته ومدربيه يستقدمون من الخارج إذن ما من لعنة حلت عليه وكل أسباب الراحة موفرة له، ولعلها تركيبته التي جمعت بين مزدوجي الجنسية والساعين لتحقيق الثراء وحياة الترف وحب الظهور بعيدا عن الوطنية والالتحام.
إن حب الوطن لا يقاس بفوز الفريق لأنه أبعد، فحبه يحتاج إلى علم وعمل وكفانا نوهم أنفسنا بأننا الأقوى والأعظم، ولنستفق من هذه الغيبوبة التي سببت لنا هلوسة وكأننا نعيش في عالم آخر ولا نشهد ما وصل إليه الآخرون من تطور، فبمقارنة بسيطة عملتنا مع عملات دول الجوار فحسب تحتل المرتبة الأخيرة ناهيك عن اليورو أو الدولار.
إنه لشيء مؤسف أن نثور ونستاء لخسارة الفريق الوطني ولا نفعل ذلك أمام كل الخسارة التي تلحق بالوطن.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.