قبل أشهر قليلة قامت وزيرة الثقافة مليكة بن دودة بتنحية مدير الثقافة لولاية المسيلة بسبب منشور اتهم فيه الشهيد عبان رمضان بالخيانة. وتم تداول الامر على أنه قرار الدولة محاربة للكراهية.

فهل تقوم الوزيرة بتطبيق قانون الكراهية على مدير الثقافة لولاية بجاية الذي هو الآخر سمح للصفحة الرسمية لمديرية الثقافة ببجاية بوصف الفاتح الاسلامي عقبة بن نافع بالمجرم، حين وصفت تصرفه كقائد حربي مع كسيلة بالجريمة حين أمره بذبح الشاة وسلخها، من باب أن الجميع سواسية.

مديرية الثقافة لبجاية وصفت الفتح الإسلامي بالغزو العربي وفي هذا إشاعة للكراهية والعنصرية .

إن هذا المنشور لو صدر عن مواطن ما، يمكن اعتباره منشورا عابرا، لكن أن يصدر المنشور عن صفحة رسمية لمؤسسة تابعة لوزارة الثقافة، فإن وزيرة الثقافة مطالبة بالتدخل لمنع مثل هذه التجاوزات، تطبيقا لقانون الكراهية وانتصارا لشخصية القائد الإسلامي عقبة بن نافع الذي تصر المؤسسة الرسمية على وصفه بالقائد العربي، كأنها تجر النقاش إلى ثنائية “عربي – امازيغي” التي لا نريد لأبناء امتنا المسلمة أن تسقط فيها بتحريض من مؤسسات ثقافية تابعة للدولة الجزائرية.

رابط المنشور قبل حذفه:
https://facebook.com/story.php?story_fbid=924577814710409&id=221160021718862

نص المنشور المحذوف:

Direction de la culture de la wilaya de Bejaia

لماذا يمسح لأمازيغ وجوههم بجلد أضحية العيد؟
هذه الطقوس، على الرغم من أن الكثيرين لا يعرفون معناها، لا تزال محط اهتمام كبير في جميع المناطق الشاوية وحتى في تونس. بعد ذبح خروف العيد، يقدم رب العائلة مثالاً بتمرير جلد الخروف الذي لا يزال دافئًا على وجهه، قبل أن يقلده أفراد الأسرة بمن فيهم الأطفال. شهدت جيرمين تيليون هذه الطقوس خلال مهمتها الإثنوغرافية في الأوراس في أوائل الثلاثينيات، وتقول في كتابها: “ذات مرة، الإثنوغرافيا”:
“في عدد من قرى الشمال، هناك وصاية بتمرير جلد الحيوان بسرعة كشط على الوجه، وخاصة العينين” للحماية من المرض. من أعلى الشرفة في تاغوست، شاهدت هذه العملية السحرية: الأب أولاً، رجل ملتحي، قام بمسح كل جزء من وجهه ببطء ودقة مع الجزء الخلفي من جلد الحيوان المضحى به، ثم مرره على وجه الابن الأكبر، طفل صغير عمره خمس أو ست سنوات، ثم على وجوه الأطفال الآخرين. تم تداول الجلد أخيرًا من يد إلى أخرى، واستخدمه جميع الرجال الحاضرين، ثم جميع النساء الحاضرات.
في حين أن معظم الناس يعتبرون هذه الممارسة مجرد خرافة، فإن البعض الآخر على العكس من ذلك لا يتردد في الخوض في التاريخ من أجل شرح أهميتها. بدأ كل شيء في القرن السابع تقريبًا عندما غزا القائد العسكري العربي عقبة بن نافع الذي قاد الجيش الأموي، شمال إفريقيا، وأسس مدينة القيروان. واجه قائد الجيوش العربية، أكسل (كوسيلة) القائد العسكري الأمازيغي الذي أجبر بعد مقاومة بطولية على قبول السلام مع العرب، يذكر المؤرخ الأمازيغي الكبير ابن خلدون في كتابه المقدمة اللقااء الأول بين عقبة وأكسيل، و يقول:
“قدم أبو مهاجر، أكسل (كسيلة) الذي اعتنق الإسلام إلى عقبة، وهذا الأخير كان يستهزء بقائد الأمازيغ ويحتقره … فأمره ذات مرة بذبح وسلخ خروف، أجاب أكسل: “الله يوجه الأمير إلى الخير! خدمي سيعتنون بها “غضب عقبة وأهان الأمازيغي، فأمره أن يقوم بهذه المهمة بنفسه. أحس أكسل بالإهانة، فنهض وبدأ بسلخ الحيوان فمسح الدم على لحيته … أثار هذا العمل العديد من العرب، فسألوا أكسل عن السبب، فأجاب أنه مفيد للحية الوجه. قال حكيم عجوز شاهد المشهد: “الأمازيغي يخطط للانتقام” …..
لم ينسى أكسل هذه الجريمة وحقق انتقامه بسرعة كبيرة عام 684، وجد عقبة بن نافع وقتله على مقربة من بسكرة.
هذه الإيماءة نفسها، إستمرت لقرون، والتي تمحور مسارها بانتظام، لأنها تتبعع تسلسلًا هرميًا معينًا (الأب ثم الابن الأكبر، الرجال ثم النساء)، تشير إلى أنها كانت مسألة طقوس تلاشت جوانبها بمرور الوقت. مازال الأمازيغ اليوم، يرافقون تهديداتهم بلفتة من اليد (كما لو كانوا قد مسحوا وجوههم للتو) بقولهم “هاثا وودميو ” (هذا هو وجهي!)

• رابح ظريف
• عقبة بن نافع
• مليكة بن دودة