كان زميلي في المرحلة الثانوية، كثير شرود الذهن غريب التفكير أحيانا. بادرني مرة قائلا: هناك مسألة تحيرني، هل نحن ثابتون والأيام تمر علينا تباعا (السبت ثم الأحد ثم ...)، أم هي ثابتة ونحن ننتقل بينها من يوم لآخر؟!
رغم أنني ضحكت من سؤاله حينها، لكن اتضح لي بعد سنوات أنه سؤال عميق بامتياز. فمفهوم الزمن ظل لغزا ليس فلسفيا فقط وإنما فيزيائيا وكميا أيضا!!
أتذكر سؤاله كلما دخلنا عاما جديدا، أو دخل علينا عام جديد، لا أدري أيهما أصح ؟😄 وهل نحن “أنهينا العام” أم “أن العام المنقضي أنهى جزءا من أعمارنا”؟
ورغم أنني ضحكت من سؤاله حينها، لكن اتضح لي بعد سنوات أنه سؤال عميق بامتياز. فمفهوم الزمن ظل لغزا ليس فلسفيا فقط وإنما فيزيائيا وكميا أيضا!!
كان اسحاق نيوتن والعلماء قبله يرون أن الزمان شيء مطلق أي ثابت عكس الحركة والجاذبية، إلى أن جاء ألبيرت انشتاين فأثبت أنه أمر نسبي، وأن كل شيء يتحرك في هذا الكون له زمنه الخاص، فالأرض تدور حول الشمس في 365 يوم أي سنة كاملة، لكن المشتري يكمل دورته في 12 سنة تقريبا، أما كوكب بلوتو يصل طول سنته 248 سنة أرضية!!
أي وفق نظرية النسبية لآنشتاين، لو أن شخصا سافر بسرعة الضوء مدة خمس سنوات ستكون تلك المدة تعدل 50 عاما على سطح الأرض.
ونجد نسبية الزمن واضحة في القرآن الكريم في قوله تعالى: “وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون”، وغيرها من الآيات التي تعطي للزمن النسبية..
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 7563
كل عام و أنتم بخير
“هل انهينا العام.. أم أنهى جزءًا من أعمارنا؟ “……، سؤال وجيه طرحه الإعلامي الجزائر ي حاتم غندير، أشار فيه إلى اشياء كثير تتعلق بالزمن إن كان مطلقا أم نسبيا، مقدما بعض الأمثلة كدوران الأرض حول الشمس، و فكرة الحركية و الجاذبية و النظريات التي جاء بها العلماء و الفلاسفة ، لن نخوض في هذه المسائل و لنتركها لأهل الإختصاص.
أمّا عن الإجابة على سؤال هذا الإعلامي، و هوطبعا سؤال في محله، فأنا أختار الإجابة الثانية
لكن و من وجهة نظري طبعا المشكلة ليست فيما تم ذكره، إن كانت الأرض دارت في 365 يوما أم لا، أو معرفة المطلق من النسبي، و إنما في جوانب أخرى أكثر أهمية إذا أردنا بناء دولة و بناء حضارة، و أنا أطرح السؤال التالي: هل حاسبنا أنفسنا و قيمنا أفعالنا و مواقفنا في المدة التي عشناها، و نحن نودع 2020، و هل قيمنا السنوات التي انقضت؟
التقييم لا يُعَدُّ بالنشاطات التي قمنا بها، بمعنى أن التقييم لا يكون بالكمّ بل بالنوع، و أن يكون التقييم و المحاسبة في نهاية العام ، نكون قد نسينا أشياء كثيرة ذات أهمية، و بالتالي نكون قد خسرنا أشياء كثيرة أيضا و يكون الوقت قد فات لتصحيحها، إذا قال قائل نعم الوقت لم يفت، لنصححها في العام الجديد، يعني أننا لن نبي شيئا جديدا لأن العام الجديد سيكون عام إصلاحات و ترقيع لا عام بناء و تنمية..
سينقضي العام الذي نحن فيه الآن و سنستقبل عاما آخر، و هكذا العمر يمضي و نحن نصلح ما خربناه ، و في الإصلاح قد ترتكب أخطاء جديدة ، و تتراكم، و كلما ياتي عام جديد ، نجد أنفسنا أمام عقبات ، لأن ما بني لم يكن على أسس سليمة و لم يكن مبني على نظرة و تصور استشرافي (مستقبلي)