مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورًا كبيرًا في تبلد المشاعر. خلال لحظات معدودة من تصفحك لمنصة مثل "فيسبوك"، ستتأرجح مشاعرك بين التعاطف، والفرح، والصدمة، والغضب، بدون فاصل زمني يُذكر.
قد تبدأ التصفح بتلقي خبر وفاة شخص تعرفه، وأخبار التعازي عادةً تصعد إلى الواجهة، فتشعر بالحزن، وتسارع لتقديم عبارات المواساة في منشور ناقل الخبر.
ولكن ما هي إلا ثوانٍ حتى تفاجئك نكتة مضحكة أو مقطع فيديو طريف يجعلك تضحك. ربما بعدها تواجه تعليقًا مسيئًا يثير غضبك، فترد بعصبية.
لا تخدع نفسك، الوسائط الرقمية لا تسرق وقتك فقط، بل تسرق إنسانيتك ومشاعرك وتعاطفك. إذا سمحت لها بأن تخدّرك عاطفيًا، فستتحوّل إلى هيكل بلا روح..
@ طالع أيضا: يوم بلا هاتف.. هذه هي النتيجة؟!
هذه التقلبات السريعة والمتلاحقة في المشاعر تخلق نوعًا من الانفصال عن الواقع، حيث تتحول مشاعر الفرح، والحزن، والصدمة إلى “تجارب رقمية”، فتفقد فيها الإحساس الحقيقي، وتصبح أقل قدرة على التفاعل بصدق.
عندما تتداخل هذه المشاعر الإلكترونية في الواقع الافتراضي مع مشاعرك الحقيقية على أرض الواقع، يضعف لديك التمييز بين ما هو حقيقي وما هو افتراضي، مما يؤدي إلى برود عاطفي واجتماعي، فتُصبح استجابتك للأحداث أقل عمقًا وإحساسًا بالآخرين..
وهكذا، كلما زاد الإدمان، زاد برودك وتبلُّد أحاسيسك وفقدت التعاطف مع الآخرين وحتى مع نفسك.
يشبه الأمر حالةً من فقدان الشغف، والشعور بعدم الانتماء للحياة والآخرين، مع الدخول في مراحل من الصمت. إنه أشبه بالانطفاء النفسي، أنت هنا تعاني من إرهاق رقمي.
استجابتك للأحداث تصبح باهتمة وسطحية لأنك ببساطة لم تعد تمتلك الوقت أو الانتباه لتشعر حقًا. المشاعر تحتاج إلى تركيز، إلى عمق، إلى بيئة خالية من التشتت المستمر.
الحل؟ ليس التخلي عن الهاتف ولكن أن تنظم علاقته به؛ اخرج دون هاتفك أحيانًا، أغلقه أثناء القيلولة، أو حتى تجاهله لبضع ساعات.
إجلس مع أهلك وأصدقائك ودرّب نفسك على العيش في اللحظة، لا في ترقب الإشعارات مع الخوف من التفويت.
لا تخدع نفسك، الوسائط الرقمية لا تسرق وقتك فقط، بل تسرق إنسانيتك ومشاعرك وتعاطفك. إذا سمحت لها بأن تخدّرك عاطفيًا، فستتحوّل إلى هيكل بلا روح..
هل يمكنك قضاء يوم دون هاتف؟
@ طالع أيضا: معجزة ضوء الفجر الأزرق!
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.