حينما زرت منطقة الطاسيلي، مررت بمنزل صديق لي في مدينة برج الحواس، وكان بجنب منزله يسكن مجموعة صينيين يعملون في مشروع صحراوي بالمنطقة…
أثناء حديثي معه عن تحديات أهل المنطقة كان ناقما على أسعار الخضر والفواكه وقلتها، وكيف استغلّ التجار ظروف بعدهم عن المدن الكبيرة لرفع الأسعار…
كنت ناقما معه على النظام وعلى هؤلاء التجار، إلى أن رأيت صينيا خارجا من مكان ظننته في البداية ساحة مخصصة لبعض آلات عملهم ومعه مجموعة خضر تبدو أنها جديدة القطف، فسألته عن مصدرها، فكانت الإجابة صادمة لي..!!!
إنهم يغرسون كل ما يحتاجونه لأكلهم في مكان ضيق !!
حاولت أن أفهم حقيقة ما يزرعونه فعجبت لعدد الخضر والفواكه التي يقطفون ثمارها !!
انتقلت نقمتي على التجار لتسكن صديقي مباشرة !!
وتذكرت ما كان ذكره السفير الياباني السيد تسوكادا كاوادا، بعد أن انتهت مهمته بالجزائر، في مقال له بعنوان “ما اكتشفته في الجزائر” نشرته جريدة “ليبرتي” نهاية سبتمبر 2014..
كان أشد ما شده لهذه البلاد الجميلة هو خصوبة أرضها، فقد زرع فيها كل ما يحتاجه لصنع طعامه “الياباني” في بلد لا توجد به منتجات يابانية، حتى أنه زرع ما يحتاجه من توابل وكانت النتائج مبهرة له، وكل ذلك في ساحة منزله الضيقة !!

السفير الياباني السابق: “لقد علمت أن هذه الأرض كانت توصف بمطمورة روما، وأنا أقول إن التزاوج بين هذه الأرض الخصبة والنور الذي يسطع عليها كل يوم، بإمكانه أن يجعل منها مطمورة العالم”..

ومما قاله تسوكادا “لقد علمت أن هذه الأرض كانت توصف بمطمورة روما، وأنا أقول إن التزاوج بين هذه الأرض الخصبة والنور الذي يسطع عليها كل يوم، بإمكانه أن يجعل منها مطمورة العالم، الذي يعاني من أزمة في الغذاء، في المستقبل القريب”.
أكتب هذه الخاطرة وأنا في طريق العودة من إسبانيا إلى ليون وقد مشيت بها أكثر من 3000 كلم لم أر فيها مترا مربعا واحدا غير مغروس !!
حتى الجبال تحكي زيتونا وتينا ورمانا، وشرفات المنازل الجماعية تلونها أزهار تختلف ألوانها.
لستَ مطالبا بتحقيق اكتفاء ذاتي للجزائر، بل إنك تستطيع في متر مربع واحد أن تنتج ما يكفيك لصنع وجبة غدائك وعشائك.

• أخبار
• الجزائر
• الجنس الاصفر
• الزراعة
• الطاسيلي
• العمال الصينيون
• تسوكادا كاوادا