المعنى السياسي أن الرئيس رفض هدية مسمومة قدمت له، تعزله أكثر وتسحبه إلى طرف واحد.
الخطورة السياسية للبيان كونه ينسف العملية الانتخابية ويشكك في شفافيتها، أنه يقر بوضوح بوجود تلاعب في الأرقام والنتائج، ومن حيث أنه يضع سلطة الانتخابات قيد أسئلة المصداقية.
المفردات التي حملها البيان، محمولة على رفض النتائج، وعدم الإقرار بها، حتى من الطرف الفائز، وهذا يعني أن سلطة الانتخابات مطالبة بكشف الحقائق التي جعلت النتائج تبدو على هذا النحو.
هذا وضع غير مسبوق سياسيا، قد لا يرقى إلى حالة أزمة، لكنه يعطي مؤشرات واضحة على وجود مسافة بين تصورات وإرادات، أدى في النهاية الى حالة التسيب التي خلفت هذا الوضع الانتخابي المشوه، ليس بالنتائج فحسب، ولكن أ يضا في كامل ظروفه وملابساته وسياقاته.
كان واضحا أن نسبة التصويت التي تعني عزوفا شعبيا كبيرا، له من المبررات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكثير، لكنه بدا في النهاية أن جزء منه نتيجة هندسة أريد لها ان تكون كذلك، بحيث لم يحصل الرئيس نفسه سوى على زيادة بقدر ضئيل من الاصوات مقارنة على ما حصل عليه في 2019.
يعني هذا أن حزمة أحزاب “الكاويتش”، و”البناء الفوضوي” ، لا تساوي شيئ، ولا معنى لها في الواقع، ولا يمكن الرئيس أن يتخذها سندا.
وتعني أيضا أن قوى المجتمع المدني والهيئات التي تم توظيفها، وأوهمت أنها قادرة على التحشيد الانتخابي، ظهر أنها مجرد ضجيج ، لا يمكن للرئيس الاتكال عليها لتكون سندا سياسيا أو مستندا في الواقع.
وتعني أن أكثر من 75 في المائة من الناخبين لم تصوت في إنتخابات السبت، وبهذه الصورة، لا يمكن اعتبار الشعب سندا فعليا للرئيس، وأن الارتباك في الخيارات وتنفيذ السياسات، هو الذي خلق هذا الوضع البائس.
أذا كان مؤدى النتائج بهذا المفهوم، فهذا يعني أن هندسة النتائج، (التي رفضها الرئيس نفسه)، كان المقصود منها توجيه رسالة واضحة، بأن الشعب، والأحزاب، سواء داعمة كانت أو منافسة، والعضد المدني، ليسوا هم السند المركزي للرئيس، حتى في الاستحقاقات الانتخابية، وصورة مكاتب التصويت كانت مقصودة لتوضيح هذه الرسالة.
@ طالع أيضا: رئاسيات 2024: ملاحظات على هامش النتائج
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.