زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

نداء الى شرفاء هذه الأمة من اجل استعادة الذاكرة الوطنية

نداء الى شرفاء هذه الأمة من اجل استعادة الذاكرة الوطنية

إن المخاض العسير الذي تمر به الأمة العربية يتطلب منا كجزائريين ان نكون على قدر من الوعي بحيث نتمكن من اللحاق بركب الثورات العربية المجيدة والتى تعطينا الحافز الذي كان ينقصنا للإنخراط في النهج الثوري لمعسكر الشعوب التى تمكنت بفضل ارادتها من مسك زمام امورها بايديها بغية تقرير مصيرها بنفسها دونما الحاجة الي اية إمللآت اجنبية بغيضة.

هذه الشعوب التي عبدت لنا الطريق وحددت إختيارات التغيير بكل وضوح تنتضر منا هبة نضالية لدعم مسيرتها كي تكتمل ثورتها وتكون في مأمن من محاولات إلإلتفاف عليها وهو ما يسعى اليه اعداء الأمة لإجهاض بواكير إلإنتصارات التى تمكن من تحقيقها كل من الشعبين الشقيقين التونسي والمصري على التوالي.

إن المسؤولية التاريخية والأخلاقية التي تقع على اعناقنا تفرض علينا التحرك دون مماطلة او مواربة في هذا الصدد دعما لإشقائنا من جهة وإنتصارا لإنفسنا حينما نقرر الإنتفاضة على الواقع المفروض علينا والذي نتعايش معه بكل اسف بحكم الكثير من العوامل التاريخية والعقائدية التي تكبلنا وتحول دون نضرتنا الواقعية للأمور حتى نكون جديرين بحمل المشعل الذي عهد به الينا اسلافنا والذي تنازلنا عنه نتيجة إنعدام الوعي القومي بحكم الدعاية المغرضة التي مورست علينا طيلة العقود الستة الماضية تحت مختلف الذرائع والمسميات وألأسباب.

لقد فقدنا الكثير بسبب تفريطنا في قضايانا المصيرية كأمة معروفة بنظالها ونالت منا الأعداء بشكل غير مسبوق ففقدنا هويتنا الإسلامية التي حلت محلها الإيديولوجيات المستوردة التى قضت على طموحنا  لنتحول الى امة بلغ الوهن بها انها اصبحت اعجز حتى التفكير في مجرد مواكبة الآخرين وألإستفادة من تجاربهم واستنباط الأساليب الكفيلة بان تجعلنا نشق طريقنا بأقل الخسائر الممكنة بكل عزم متأكدين من النصر طالما هناك من سبقونا اليه والذين لا يتخلفون عنا الا في كونهم كانوا اكثر عزما وشجاعة منا لرفع كل التحديات التى نرى ان من المستحيل تخطيها لأن ثقافة الهزيمة كان لها تأثيرا بالغ الخطورة علينا لدرجة اننا لم نشك في قدراتنا فحسب بل نستكثر على الآخرين ما حققوه من إنجازات لأن العجز الذي نعانى منه حول رغبة الإنتقام من جلادينا الى الإنطباع الذي تشكل لدينا والذي جعلنا ننضر اليهم كمن سرقوا منا تجاربنا الضائعة بحكم عدم قدرتنا على ان تكون لنا رؤية واضحة وإستراتيجية في مستوي طموحنا .

ليس المجال هنا عرض اسباب إخفاقاتنا لأن تاريخنا الحافل بالنكبات كفيل بسرد الوقائع التاريخية التي لا يمكن إنكارها لأنها عميقة عمق المأساة التي انتهينا اليها بعد ان ضننا اننا قد اشرفنا على الوصول الى شط ألأمان لأن الكوابيس كنت معنا على موعد في كل مرة تحطمت فيها احلامنا على صخرة وحشية زعمائنا ولامبالاتهم .

إن الأمة الجزائرية في حاجة اكثر من أي وقت مضى لكل من يأخذ بيدها لبر الآمان.وليس هناك اولى بذلك من انائها الذين هم مدعوون الى الإضطلاع بمسؤولياتهم التاريخية بغية تخليص تارخها من الشوائب التى علقت بها بفعل التيار المناوئ لها من انصار الإستعمار والرجعية الذين يتربصون بها الدوائر والذين لا يألون جهدا في كسر شوكتها وإخماد جذوة النضال فيها لإبقائها كما ارادوا قاعدة خلفية للإستدمار لا تستطيع الفكاك منه.

إن الذين اوصلوا البلاد الى ما هي عليه اليوم كانوا يعلمون علم اليقين أن اخطر سلاح هو الدعاية التى تمكنوا بسببها من سلب تاريخنا والذي عملوا على توظيفه طيلة عقود طويلة لخدمة اهدافهم الهدامة والذي يبين لنا بما لا يدعو مجالا لى الشك ان التحدي الذي يواهنا كبير وكبير جدا حتى نعرف حجم التضحيات التى لابد من تقديمها للخروج من عنق الزجاجة وكسر قيود الماضي.

إن ألإنحياز الجبان للطبقة الفكرية الى الطغمة السياسية والعسكرية المتسلطة والتى جعلت من مفكرينا ركائز لها بإمتياززاد من صعوباتنا في التخلص من الكابوس الجاثم على صدورنا منذ ما يمى بالإستقلال الى اليوم.هذه الطبقة التى تشكل البعد ألإستراتيجي الحقيقي للنظام الفاسد في البلاد هي العائق الحقيقي الذي يتطلب منا نضالنا إزالته قبل الدخول في سيجال مع أصحاب القرار أنفسهم.وهي الحقيقية التي يغفل عنها السواد الأعظم من المواطنين الذين لا يزالون تحت وقع الخطاب الرسمى لنظام لايزال يحن الى الماضى التليد.

أذا كانت المسؤولية تقع على كل فرد منا ,فإن لمن عايش احداث الثورة ووقائعها مطالب اكثر من غيره لهذا السبب بأن يكون وفيا لإرواح اِولائك الذين دفعوا ارواحهم قربانا لما كانوا يعتقدون انه إستقلالا للبلاد وذلك بسرد الوقائع كما عاصروها تبرئة للذمة من جهة وللحيلولة دون ان تذهب جهود الشهداء ادراج الرياح.

هناك من اخذوا على عاتقهم هذه المسؤولية وادلوا بشهاداتهم لما هم على علم به ولكن الضرف الراهن يتطلب اكثر ومعاناة البلاد في حاجة الى اقلام جريئة وشجاعة حتى تستعيد الثورة التحريرية المجيدة مجدها المغتصب وتقدم الى اجيال هذا الوطن كما اراد الشهداء لها ان تكون.

إن المطب التى اوقع فيه الرعاع من الحكام البلاد تفرض قدرا مناسبا من البطولة دون الإلتفات الى التضحيات المترتبة عليها والتي هي القربان الذي يجب تقديمه على مذبح الحرية المسلوبة.

إن النزول الى الشارع للتضاهر بالمطلبة بإسقاط النظام اسوة بجيراننا لا تجدي نفعا في الظروف الحالية طالما لا يزال السواد الأعظم من الناس يجادل بعضهم بعضا حول قيام الثورة من عدمه والذين يتبادلون التهم وسط جدال عقيم لا يخدم الا مصالح النظام الدموي الذي لا يرغب في غير هذا.

وعليه,فإن العمل على الوصول بالمواطن الى درجة كافية من الوعي بغية اعادة ربطه بماضيه

يبقى الخطوة الحاسمة في كل ما سنقوم به مستقبلا حتى نسقط من يد النظام سلاح التعتيم الإعلامي الذي يجد فيه ضالته في كل مرة يواجه فيها مأزقا حقيقيا والتي من دونها يبقى تحركنا ضربا من ضروب الرومانسية.

المجاهدون هم على موعد مع التاريخ لأن السكوت عن الوضع المزري الذي انتهت اليه البلاد لم يعد يسمح بالصمت الذي لاذ اليه هؤلاء في ضروف ما وفي مرحلة ما لإن السكوت هذه المرة لن يكون له تفسيرا غير الخيانة لأنه إذا لم يتحركوا اليوم لنصرة بلدهم بقولهم الحقيقية لا غير فقد لا يجدوا الفرصة سانحة مرة اخرى.وليعلم هؤلاء ان الساكت عن الحق شيطان اخرس.لإن الإقدام على هذه الخطوة هو بمثابة إستعادة البعد الحقيقي لنظلهم اولاوالذي ضل حبيس الدعاية المغرضة التى عانى من الشعب منذ الإنفصال عن فرنسا من خلال ألإستقلال الشكلي لا الموضوعي لأن الوطن يستسرخهم ويناديهم بحقألإنسانية والمأساة الوطنية و الدين والعزة والكرامة والنظال والثورة والإباء والرجولة.

إن الأجيال القادمة والتي ارادوا لها ان تكون منسلخة عن تاريخها وثورتها وماضيها تناشدكم ان تمدوا اليها طوق النجاة حتى تعود من تيهيها وتتخلص من حيرتها ولتدين لكم بجميل النظال والقول الحق في حضرة امام جائر والتى هي اسمى درجات العبادة على الأقل من باب الأمانة التاريخية.

إن الجماهير بإمكانها ان تصبر على الجوع والعراء والمرض ولكن لا ترضى بأي حال من الأحوال ان تضل على هامش التاريخ الى يوم يبعثون.أجيال لا تدري لمن تشكو امرها وحيرتها وهي التي وجدت نفسها رهينة سلسلة من الاحداث لاناقة لها فيها ولاجمل. 

إذا كانوا قد تمكنوا من سلب فرحتنا فلا ندعهم يسلبون منا تاريخنا وهويتنا.


وهذا هو المدخل الرئيس للديمقراطية الحقة التى لا زيف فيها ولا خداع.لإن امة من دون ماضي هي بالضرورة امة دون مستقبل.                                                                                


(*) موظف متقاعد

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.