الإعلان عن تأسيس تكتل وطني للجمعيات والمجتمع المدني باسم “نداء الوطن”، مثير للنوستالجيا الوطنية، وأناشيد الثورة والملاحم والتضحية، وهو مع ذلك فإنه يذكرنا أيضا كيف تم استغلال حزب جبهة التحرير الوطني عقودا من الزمن وقت الحزب الواحد تحت مسمى “نداء الوطن والواجب”، كما يذكرنا بعد توقيف المسار الانتخابي، عقب خسارة الأفلان في المواعيد الانتخابية، بالطريقة التي تم من خلالها إنشاء حزب التجمع الوطني الديمقراطي “الأرندي”، والذي قيل وقتها أنه باسم نداء الوطن، يتجمع المقاومون والوطنيون الذين يواجهون الإرهاب لإنقاذ الوطن.
الفايدة: نحن أمام حالة استنساخ سياسية لنفس التجارب الشمولية والرديئة التي من خلالها تمت ّبردعة” الشعب والسيطرة على هيئاته الانتخابية لعقد أو عقدين إضافيين من الزمن، قبل أن يكتشف الناسخون والمنسوخون أنهم ضيعوا على الوطن وقتا ثمينا في تكرار نفس أساليب الفشل، قبل أن يفكروا بعدها تحت إلحاح “نداء الوطن”، هذا النداء النوستالجي الذي لا يقاوم، في إنشاء تجمع سياسي جديد قد يضم وقتها مربو البقر والماعز وجمعيات زراعة البقدونس.
والحاصول: فإن الأفلان اليوم على لسان بعجي يبشركم بالفوز بالانتخابات .. وسواء حدث ذلك أم كان ضحية لنداء الوطن، فإن غلق الساحة السياسية على مثل هذه الكائنات المخبرية، مع منع اعتماد الأحزاب السياسية الجديدة لا ينسجم مع نداء الوطن الحقيقي، وطن الشهداء والمبادئ لا وطن المصالح والحسابات الضيقة.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.