لا أدري لماذا تذكرت اليوم "بول فيندلي" رحمه الله!!
قرأت كتابه “من يجرؤ على الكلام” قبل أن أسعد بالاستماع إليه في محاضرة في المركز الذي كنت أعمل به في الامارات في عام 2002، وقد حظيت تلك المحاضرة بتغطية واسعة من الصحف في ذلك الوقت.
كان فيندلي عضوا في الكونغرس الأمريكي لمدة 22 عاما عن ولاية إلينوي بين 1960-1982، لم يكن يهتم بما يحدث في الشرق الأوسط لغاية اعتقال أحد مواطني ولايته في اليمن الجنوبي، فسافر إلى هناك وفي طريقه مر بدمشق ثم بيروت والتقى بقادتها، وبعدة عدة أسابيع تمكن من الإفراج على مواطنه، لكن هذه التجربة العرضية جعلته يدرك حقيقة ما يجري في هذه المنطقة، واكتشف أنه نفسه ومعه الكثير من الساسة الأمريكيين وقعوا أسرى الدعاية الإسرائيلية المغرضة.
كتب فيندلي كتابه ذائع الصيت «من يجرؤ على الكلام»، والذي كشف فيه عن هيمنة حديديّة على الكونغرس تمارسها اللجنة الأميركيّة – الإسرائيليّة للشؤون العامة (المعروفة باسم إيباك)، وأن السّياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط والصراع العربي – الإسرائيلي تصنع في الكنيست الإسرائيلي، وليس في الكونغرس أو البيت الأبيض.
لقد دفع فيندلي ثمن تجروئه على قول ربع الحقيقة التي اكتشفها صدفة، فأبعد من الكونغرس، ثم حوصر، وأصبح عبرة لكل من يجرؤ!! كان يردد في محاضرته مرارا أين هي أموال العرب؟!
رحمه الله توفي العام الماضي عن 98 عاما، بعد أن كتب عدة مؤلفات دافع فيها عن الحق الفلسطيني والعربي وعن الانسانية في كل مكان..
كم نفتقدك اليوم يا فيندلي أيها الإنسان..
رحمك الله.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.