باحث في تاريخ الثورة يتساءل: ما هي علاقة مصطفى بن بولعيد بمصالي الحاج، وهل ذهب بن بولعيد ضحية وفائه لمصالي؟
نفس القارئ يراسلني مرة أخرى، ويكتب إلي قائلا: أتمنى سيدي أن تضيف هذه الشهادات الحية لموضوعك حول استشهاد مصطفى بن بولعيد المريب، لأن هذا الموضوع ليس بالأمر الهين، لذلك يجب أن نراعي الجانب الأخلاقي عند تناولنا قضية التاريخ، كما أن شعورنا بواجب الوقوف عند محطات من تاريخنا يتمحور حول مضمون الحقائق التاريخية والوضع الذي وصل إليه الفرد الجزائري ومحاولة استئصال الورم الذي أصاب الأمة وهو ما جعلنا نلجأ إلى قراءة التاريخ بعيون أخرى! وهذا لإيجاد الأجوبة وفهم ما يحدث من حولنا من مؤامرات تبين كيف عاد الاستعمار القديم في شكل جديد من أجل تحقيق أطماعه وبسط نفوذه، غير أن الشعب الجزائري الذي يمتلك رصيدا تاريخيا وحضاريا سينهض من كبوته ويخرج منتصرا بإذن الله، لذلك كان لزاما في ظل
تصريحات صالح قوجيلالتي أدلى بها لقناة البلاد، وقال فيها إن منطقة الأوراس كانت ساحة صراع بين كريم بلقاسم ومصالي الحاج، وفي النهاية انحازت المنطقة لكريم بلقاسم..
هذه المعطيات أن يوضع الأرشيف تحت تصرف المختصين ليكتب بطريقة موضوعية مرفوقة بإرادة سياسية.
سيدي الكريم.. وبالعودة إلى الموضوع، أتساءل: ما هي علاقة مصطفى بن بولعيد بمصالي الحاج، وهل ذهب ضحية وفائه لمصالي الحاج؟
أما بخصوص الشهادات التي دونتها، شهادة المجاهد والوزير السابق صالح قوجيل أطال الله في عمره والتي أدلى بها لقناة البلاد، وقال فيها إن منطقة الأوراس كانت ساحة صراع بين كريم بلقاسم ومصالي الحاج، وفي النهاية انحازت المنطقة لكريم بلقاسم، ألا تدل هذه الشهادة من مجاهد كان قياديا وشاهدا على أن بداية الثورة للأسف شهدت صراعا حول من له الحق في قيادة الثورة؟
جمال عبد الناصر، كان له دور في ترجيح الكفة لصالح محمد بوضياف على حساب مصالي الحاج، حيث أن جمال عبد الناصر كان يسعى لأن يكون زعيم العرب (القومية العربية) وهو لا يمتلك رصيدا تاريخيا فوجد مصالي الحاج الجزائري زعيما عالميا فعمل على إزاحته من الساحة..
وكذلك شهادة المجاهد والسفير السابق محمد برغام، وهو إطار في الحكومة المؤقتة لجبهة التحرير في القاهرة سنة 1958، في حواره مع قناة النهار حيث أشار إلى دور مصالي الحاج في التحضير وتفجير الثورة، حيث يقول أني التحقت بالجبل عندما كان عمري 18 سنة، فوجدت كتائب مجاهدي الحركة الوطنية لمصالي الحاج ولم أجد غيرها في الأيام الأولى للثورة، واتهم محمد بوضياف الذي كان من مؤسسي جبهة التحرير بأنه قام بانقلاب على مصالي الحاج، واعتبره كأول انقلاب في تاريخ الجزائر، وأضاف أن البعد الخارجي الذي يتمثل في جمال عبد الناصر، كان له دور في ترجيح الكفة لصالح محمد بوضياف على حساب مصالي الحاج، حيث أن جمال عبد الناصر كان يسعى لأن يكون زعيم العرب (القومية العربية) وهو لا يمتلك رصيدا تاريخيا فوجد مصالي الحاج الجزائري زعيما عالميا فعمل على إزاحته من الساحة.
هذا ما لدي من معلومات تاريخية حول الموضوع المثار، وفي الأخير أشكركم وأشكر موقع زاد دي زاد على ما يبذله من جهد من أجل تنوير الرأي العام .
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.