عناوين فرعية
-
هل يكفي القانون لاتخاذ القرار؟
طالما تحدث الكثيرون عن طموح ترك الوظيفة والتوجه نحو عالم الأعمال الخاصة ودخول عالم المقاولاتية Entreprenariat.. ولطالما كان هذا حلم الكثيرين خصوصا ممن راكم خبرة مهنية محترمة واكتسب معرفة بالسوق واحتياجاتها..
لكن حال هؤلاء غالبا مرتبط بمسؤوليات عائلية وقرار ترك الوظيفة والتفرغ كليا لمشروع خاص هو عنوان مخاطرة، خصوصا إذا كان المشروع جديدا في السوق أو أن إمكانيات نجاحه غير مضمونة، دون الحديث عن جانب التمويل المالي، وبقاء صاحب المشروع بدون دخل لمدة غير محددة، مع خصوصية السوق الجزائرية وصعوباتها.
كل هاته العقبات جعلت العديدين يحجمون عن خوض التحدي، وقللت من فرص وجود شركات جدية ومشاريع خاصة قد تضيف للسوق واقتصاد البلد، نظرا لحجم المخاطرة والثقافة المنتشرة في البلد التي تزيد الضغط خصوصا من المحيط القريب.
يأتي القانون الجديد الذي صدر في الجريدة الرسمية والذي يتيح للموظفين أخد عطلة كاملة بدون أجر لمدة سنة أو عطلة بنظام دوام جزئي لإنشاء مؤسسة خاصة، مع إمكانية تمديد بستة أشهر، ليغير بعض القواعد..
لأنه يتيح للموظف العودة لمنصبه في حال عدم توفيقه في مشروعه، ويضمن له أيضا التغطية الاجتماعية طيلة هاته الفترة، وهو ما يعطي ضمانا نسبيا ويقلص نسبة المخاطرة لصاحب المشروع ويعطيه بعض الحماية من ضغوطات المحيط القريب..
شيئ مهم أيضا هو إمكانية استفادة الموظف من أجهزة دعم الدولة للمقاولاتية كوكالة ANADE التي تتيح الحصول على تمويل مالي للمشروع مع اعفاءات ضريبية مهمة، كما يستفيد من يدخل عالم الشركات الناشئة من كل التسهيلات والإعفاءات الضريبية وكذا إمكانية التمويل.
مع إيماني الكامل أن دخول عالم المقاولاتية مقترن بالمخاطرة، وإن عامل الضغط ومحدودية خيارات الرجوع للوراء هي دوافع كبيرة للنجاح والمقاومة والإصرار، إلا أن هاته الصفات لا تتوفر عند الجميع، وقد تكون القوانين الجديدة دافعا للكثيرين لخوض التجربة، ومن نجح فهو الرابح ومعه اقتصاد البلد، ومن لم يوفق فله خيار الرجوع للوظيفة وله فضل المحاولة والاجتهاد.
شيئ مهم تركته للأخير، قبل خوض تجربة المقاولاتية، وجب توفير شروط نجاح التجربة، من دراسة السوق والمشروع، ودراسة التمويل، وتخصيص مبلغ مالي خارج المشروع لتغطية نفقات العائلة، فقد نأخد سنة أو سنتين في التحضير قبل اتخاذ القرار، ومهم جدا استشارة أهل الإختصاص والميدان لتوفير كل شروط النجاح وتفادي المفاجآت.
تمنياتنا بالنجاح للجميع والشكر لمن اجتهد لإخراج هذا القانون للواقع، مع تفهمنا أيضا لتحفظات البعض حول فاعلية القانون ونجاحه.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.