لم تجد نفعا لغة التهديد و التصعيد بشأن فرض حميد أبو طالبي کممثل لإيران في الامم المتحدة، نفعا مع الرئيس اوباما الذي سارع الى التوقيع على قانون يمنع بموجبه أبو طالبي من دخول الاراضي الامريکية بسبب کونه متورطا في نشاطات إرهابية ضد الولايات المتحدة الامريکية، ويبدو واضحا أن الامريکيين قد ادرکوا أن سياسة اللين و التساهل لوحدها مع هذا النظام لاتحقق شيئا مالم يتم إرفاقها بشئ من الحزم والقوة والصلابة.
قضية أبو طالبي التي حاول النظام الايراني إستغلال فترة الانفتاح الامريکي النسبي عليه کي يقوم بزرع هذا الشخص المشبوه بماضيه الارهابي في الولايات المتحدة الامريکية حتى يمارس من هناك نشاطات معادية ليست ضد واشنطن وانما ضد کل من يراه النظام خصما له، خصوصا وان للنظام يد و باع طويل بهذا المضمار، ويجدر بنا هنا أن نشير الى ممارسات النظام الايراني الارهابية خارج إيران من خلال ممثلياتها الدبلوماسية لکي نکشف عن الوجه الحقيقي لهذا النظام:
ـ قام بإغتيال زعيم الحزب الديمقراطي الکردستاني الايراني عبدالرحمن قاسملو في فينا عام 1989، وهي عملية تثار شکوك بتورط الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بها.
ـ إغتيال الدکتور کاظم رجوي ممثل المقاومة الايرانية في سويسرا و فرنسا في جنيف في عام 1990.
ـ قام بإغتيال رئيس الحزب الديمقراطي الکردستاني الايراني الدکتور سعيد شرفکندي في برلين عام 1992.
ـ إغتيال محمد حسين نقدي ممثل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في إيطاليا في عام 1993، والذي أکدت تحقيقات الشرطة القضائية الايطالية و إفادات الشهود بتورط حميد أبو طالبي شخصيا بهذا العمل الارهابي.
محاولات النظام الايراني لتلميع الوجه البشع لهذا الارهابي حميد أبو طالبي، انما هي محاولات من أجل تسويق الوجوه الدموية التي تلطخت أياديها بدماء أبناء الشعب الايراني و شعوب المنطقة في سبيل الحصول على شهادات حسن سيرة و سلوك لها، ومن نافلة القول أن الهدف واحدا من الاهداف الاستراتيجية التي دفعوا بحسن روحاني الى الواجهة هو بالاضافة الى تجميل وجه النظام القبيح، تجميل هکذا وجوه بشعة دميمة من أجل إظهار النظام وکأن مسؤوليه و قادته هم أناس طيبون و مسامحون و معادون للإرهاب و الجريمة، لکن ومثلما نرى إنشغال سفير النظام في بغداد دانائي فر بتجنيد الشباب العراقيين و إرسالهم للقتال الى جانب النظام السوري ضد الشعب الثائر، فإن طالبي هذا بل وحتى روحاني بنفسه لايختلفان عنه بشئ فهم جميعهم في الهوى سوى أي أرهابيون حتى النخاع!
suha.mazin@ymail.com
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.