لم يكن ينقص التراجيديا السوداء المعروفة في المسرح الأنجلوسكسوني سوى مسرحية التحالف الرئاسي، الذي أبهرنا هذه المرة بحجم المهانة والذل وانعدام القيم والأخلاق والمبادئ السياسية التي أصبحت من أهم سمات رؤساء أحزابه..
هؤلاء الذين يشبهون إلى حد كبير مصاصي الدماء في أفلام الرعب، حيث يقتاتون على جثث ضحاياهم وهم لا يزالون على قيد الحياة، وهذا ما فعلوه تماما في القاعة البيضاوية التي أعلن من خلالها معاذ بوشارب رئيس القيادة الموحدة لجبهة التحرير الوطني، حيث حشدوا أنصارهم وعامة الشعب من كل مكان، وصوروهم في وسائل الإعلام المختلفة على أنهم مناضلون في أحزابهم، ودامعون لترشيح الرئيسإلى عهدة جديدة مستحيلة، لان الرجل أي بوتفليقة قد أصبح مجرد شبح، لا يعرف عنه الجزائريون شيئا ولم يخاطب شعبه منذ عام الفيل تقريبا.
من كانوا في القاعة البيضاوية من وزراء سابقين وحاليين ونواب وسيناتورات ورؤساء أحزاب فلكلورية لا تسمن ولا تغني من جوع، ليسو سوى خدما وعبيدا جاءوا لتأكيد فروض الطاعة والولاء لسّيدهم وولي نعمتهم بوتفليقة..
بوتفليقة الذي لم يحضر أحد من إخوته إلى ذاك التجمع المشئوم حيث رأينا الفيديوهات الصادمة لمشاجرات عدَّة حدثت داخلها بين مواطنين عاديين ومنظًّمين، وبعض الحرس الشخصي لوزراء وقيادات أفالا نية، جاءت من أجل أن ترشح صورة لرئاسة البلاد، أمام سخرية واسعة من وسائل الإعلام العربية والعالمية، وخاصة الفرنسية منها..
وما زاد الطين بلة، هو تأكيد معاذ بوشارب، على أن الأفالان مستمر في دعم بوتفليقة دائماً، ومهما حدث، في مشهد يذكرنا بأفلام قريش القديمة، حيث عبادة الأوثان الحجرية قد تحولت إلى عبادة حسية، بطلها شخص لا يعلم إلاَّ الله إذا كان على قيد الحياة، أو هو في العالم الأخر، في ظلّ تعتيم إعلامي مريب، من وسائل إعلام عودتنا دائماً على أن تكون مجرد توابع تدور في فلك السلطة، وتأتمر بأمرها وتحترف الكذب على أبناء الشعب الذين لم يعد يهمهم من يحكم البلاد، بقدر ما يهمهم كيف يؤمنون معيشتهم اليومية.
ولكن من كانوا في القاعة البيضاوية من وزراء سابقين وحاليين ونواب وسيناتورات ورؤساء أحزاب فلكلورية لا تسمن ولا تغني من جوع، ليسو سوى خدما وعبيدا جاءوا لتأكيد فروض الطاعة والولاء لسّيدهم وولي نعمتهم بوتفليقة، بعد أن صفعهم مرض السعيد بوتفليقة المفاجئ للكثيرين ولكنه لم يكن مفاجئاً لي شخصياً، أو لمن يعرفون ماذا يجري في قصر المرادية من دسائس ومؤامرات؟، أو صراعات بين الأقوياء داخله، أو أولئك المحسوبين على حاشية الرئيس.
ما يمكن تسميته برقصة الموت الأخيرة لمعاذ ومن جاء بهم من سحرة السّياسة الجزائرية َّومشعوذيها، باعتبار أن العهدة الخامسة قد أضحت في خبر كان منذ شهر فيفري الفارط، لاعتبارات عدة، وليس كل ما يعرف يقال بالتأكيد، وأقول لمعاذ وكل ما يعتقدون بأنه بوتفليقة سيترشح، أخرجوه لنا لنراه صوتاً وصورة، ثم لكل حادث حديث بعدها، فأنتم تريدون ترشيح شخص هلامي لم نعد نراه أو نسمع به إلاَّ عبر نشرات الإخبار، وفي وسائل إعلامكم القذرة، التي لا تخبرنا إلاَّ بما تريدونه أنتم وفقط.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 6856
نطلب من الله ان تكون رقصة الموت الاخيرة كما سميتها ،والى مزبلة التاريخ