تبقى زيارة الرئيس تبون إلى القاهرة خطوة لاستكشاف طبيعة الموقف المصري بشأن عدد من الملفات التي تهم الجزائر، ومحاولة لتضييق مسافة سياسية اتكاءً على محطات تاريخية مشتركة، لا يغني ذلك عن بعض الملاحظات.
1- خلال الإيجاز الصحفي، رفض السيسي الحديث ولو على سبيل الإشارة إلى مبادرة الجزائر، لعقد لقاء للفصائل الفلسطينية، وحتى في البيان المشترك الذي صدر بعد الزيارة، تضمن “ثناءً” جزائريًا جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية، في مقابل “ترحيب” بجهد جزائري في نفس الإطار، بشكل غير متناسب. ويفهم من ذلك سياسيًا أن القاهرة منزعجة أو غير مسرورة من مبادرة احتضان الجزائر لكونها تعتبر الملف خصخصة مصرية.
خلال الإيجاز الصحفي، رفض السيسي الحديث ولو على سبيل الإشارة إلى مبادرة الجزائر، لعقد لقاء للفصائل الفلسطينية.
3- على الرغم من التوافق المعلن في الملف الليبي، إلا أن الجميع يدرك أن المسافة متباعدة جدًا بين الجزائر والقاهرة في تصورات الحل السياسي، بحيث الجزائر مازال موقفها يتأسس على بعد أمني والقابلية لمشاركة كل الأطراف الليبية بما فيها الطيف الإسلامي في الحل، فيما القاهرة تريد أن تكون شريكة في هندسة الخيارات في ليبيا وترفع فيتو ضد طيف سياسي معين.
4- أخرجت الأزمة في تونس من النقاش العلني والبيان المشترك، على الرغم من أنها كانت موضوع مباحثات خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية لعمامرة إلى القاهرة، إذا كان المتحدث باسم الخارجية المصرية قد قال أن كل من الجزائر ومصر تدعمان الرئيس قيس سعيد، ضمن ما وصفه البيان المشترك باستعادة “الدولة الوطنية”.
5- ملف الأزمة مع المغرب أخرج أيضًا من النقاش العلني، لكن هذا لا يتغير أن يكون الموضوع قد طرح خلال المباحثات، مصر تحترم رفض الجزائر بأية وساطة، لكنها تعتبر أنه خيار دبلوماسي ممكن، كما لم تطرح الأزمة في اليمن تجنبًا لردود فعل من أبو ظبي والرياض.
6- ردد خلال المؤتمر الصحفي حديث عن حقوق مصر المائية، تريد مصر إقحام الجزائر في الملف ودفعها إلى إسنادها في معركة الدفاع عن أمنها المائي، داخل الاتحاد الإفريقي، مع أن الجزائر لا تملك عمليًا خيوط عملية وحظوظًا في حلحلة ملف سد النهضة ضئيلة جدًا، ولعل هذا المسار مرتبط لمسار دفع إسرائيل خارج الاتحاد الإفريقي في قمة فبراير المقبل.
*– يمكن الانتباه إلى أن السيسي طار مباشرة اليوم الأربعاء إلى الإمارات في سياق لا ينفصل عن زيارة الرئيس الجزائري إلى القاهرة، لنقل الرسائل الجزائرية.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.