الخطاب الاخير الذي ألقته الزعيمة الايرانية المعارضة البارزة السيدة مريم رجوي في البرلمان الفرنسي، يمکن إعتباره بمثابة خارطة طريق سياسية للمجتمع الدولي من أجل تحديد الطريق الى إيران حرة ديمقراطية مراعية و مطبقة لمبادئ حقوق الانسان و مؤمنة بالمساواة بين المرأة و الرجل.
مريم رجوي التي باتت برلمانات العالم المتحضر تتسابق فيما بينها من أجل توجيه الدعوة إليها لإلقاء الخطاب لديها، تعود هذه المرأة القديرة و المکافحة العنيدة من أجل الحرية و إنهاء الاستبداد و القمع لکي تجذب الاضواء إليها بقوة و تثبت بأنها و بحق الزعيمة الکفوءة و المناسبة لقيادة الشعب الايراني لمستقبل أفضل و بناء إيران حرة ديمقراطية خالية من الاسلحة النووية و متعايشة مع دول المنطقة بأمن و سلام.
رجوي التي سلطت في خطابها آنف الذکر الاضواء على الاوضاع الحرجة في إيران و الاوضاع المضطربة في المنطقة و التي لعب و يلعب نظام الملالي دور الداينمو المغذي لها، وقد کانت السيدة رجوي في منتهى الواقعية و الدقة عندما تناولت الاوضاع في کل من سوريا و العراق و غزة و لبنان و أفغانستان و إيران نفسها، وتناولت الدور الذي يضطلع به هذا النظام على صعيد هذه الدول، مؤکدة بأن بقاء هذا النظام إعتمد و يعتمد اساسا على إثارة الفتن و الاضطرابات في هذه الدول من أجل إستمرار نظامهم القمعي.
وعندما تعرج السيدة رجوي على الاوضاع في إيران فإنها ترکز على مسألتين مهمتين و حساستين هما:
1ـ الملف النووي: إذ تؤکد السيدة رجوي أن هناك تطويرا في البرنامج النووي بإتجاه الحصول على القنبلة النووية، مثلما أن ترسانة صواريخها جاهزة لإستقبال الرؤوس النووية لتشکل عامل خطورة قصوى على الامن و الاسلام و الاستقرار في المنطقة و العالم.
2ـ ملف حقوق الانسان في إيران: بعد أن تقوم رجوي بعرض خاص و ملفت للنظر للمسائل المتعلقة بحقوق الانسان و ترکز على الإنتهاکات الحاصلة بهذا الصدد و خصوصا حملات الاعدام التي تجاوزت المائة فرد خلال شهر نوفمبر الماضي فقط و کذلك حملات الاعتقال التعسفية و التي وصلت الى حد إعتقال أکثر من 80 فردا في الساعة الواحدة فقط و قتل ستار بهشتي تحت التعذيب و الذي أثار موجة کبيرة من الاستياء و الغضب في اوساط الشعب الايراني، وانه کلما إزدادت وتيرة الرفض الشعبي للنظام إزدادت وتيرة الاعدامات بأمر مرشد النظام نفسه.
وبعد عرضها لهذين الملفين، طالبت السيدة رجوي فرنسا و دول الاتحاد الاوربي بإنتهاج سياسة جديدة بشأن الملف الايراني يعتمد على إعتماد النقاط المدرجة أدناه:
1ـ ربط استمرار العلاقات السياسية مع هذا النظام بشرط إيقاف حملات الاعدام و التعذيب.
2ـ نقل ملف حقوق الانسان الذي يعاني من إنتهاکات استثنائية و وخيمة جدا الى مجلس الامن الدولي.
3ـ تأمين سلامة و أمن سکان مخيم ليبرتي و مطالبة الامم المتحدة بشمول هذا المخيم بإمتيازات معسکرات اللجوء.
4ـ الاعتراف و بصورة رسمية بالمقاومة الايرانية لتغيير النظام.
monasalm6@googlemail.com
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.